اتهمه بالخيانة فقابله بـ “الشورت”.. خلاف يوسف إدريس وحسني مبارك

 

بهاء حجازي:

في سنة 1990، كان الدكتور يوسف إدريس يجلس في فى فيلته بقرية مارينا الساحلية. وفوجئ بالرئيس الراحل حسني مبارك والرئيس السوري حافظ الأسد يطرقان باب بيته.

لم يصدق يوسف إدريس نفسه. تخيل أن يزورك رئيس الجمهورية ومعه رئيس دولة عربية في الصباح وأنت في المصيف.!! خرج “إدريس” حافي القدمين وهو يرتدي “الشورت” وكان ثابتا ولم يغير ملابسه. والتقطت لهم الأهرام صورة لم تنشر تفاصيلها. لكن الصورة لم تكن بداية القصة ولكن قل كانت نهايتها.. فما القصة.

كتب الرئيس السادات كتابه الشهير “البحث عن الذات”، وبعد وفاة السادات في سنة 1981.. بدأ يوسف إدريس كتابة سلسلة مقالات عن السادات عنوانها “البحث عن السادات”. ينتقد فيه سياسات السادات وتناقضات فترة حكمه، وذلك فى جريدة “القبس الكويتية”.

وقتها شنت الصحف هجوما كاسحا على الدكتور يوسف إدريس، ووصفته بالعمالة لليبيا التي كانت على خلاف حاد مع القذافي خاصة وقت رئاسة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، العلاقة بين القذافي والسادات درامية بامتياز، وتراوحت صعودا وهبوطا لكن الثابت أن القذافي لم يحب السادات ولا الأخير حمل له حبا.

 هجوم الرئيس مبارك على يوسف إدريس

توقع يوسف أدريس أن يرفع مبارك يد الجرائد عنه، لكن مبارك، زاد الطين بلة كما يقول المثل المصري، في عيد العمال في مايو سنة 1983، وقف مبارك يخطب خطبته الاعتيادية، وقال هناك كاتبا كبيرا – لم يذكر اسمه – تقاضى 5 آلاف دولار من الرئيس الليبى معمر القذافى للإساءة للرئيس السادات فيما ينشره من مقالات خارج مصر.

يحكي يوسف إدريس عن الصاعقة التي أصابته عند سماع ما يقوله مبارك، يبدو أن أحدهم أوصل له صورة خاطئة عنه، ويحكي يوسف إدريس في كتابه “فقر الفكر وفكر الفقر” الصادر عام 1986(إعادة هنداوي طبعه سنة 2019)، كانت العلاقات بين مصر وليبيا فى توتر وانقطاع منذ فترة حكم الرئيس السادات، وكانت الصحف القومية تهاجم فى ذات الوقت الكاتب محمد حسنين هيكل للإساءات التى وجهها للرئيس السادات فى كتابه “خريف الغضب”.

إدانة يوسف إدريس وهيكل

وأًصدر المجلس الأعلى للصحافة بيانا يعلن فيه إدانة هيكل  إدريس عن كتبهما سالفة الذكر (أصدر إدريس مقالات البحث عن السادات في كتاب بنفس الاسم – فيما بعد)، واعتبروه مجافي للحقيقة ويعتدي على حرمة الموتى،وجاء في التقرير: “ما قام به الكاتبان محاولة لطمس أمجاد الجيش المصرى وبطولات الشعب المصرى”.

سارع إدريس بإصدار المقالات في كتاب، وكتب في مقدمته أسباب كتابته للكتاب، لأنه اعتبر ان الهجوم عليه ربما يكون مبررا لاغتياله في نظر المتطرفين، وطالب بمحاكمة كل من أساء لسمعته، وقدم بلاغ لمباحث أمن الدولة.

حاول إدريس أن يدافع عن نفسه لكن لم تنشر له أي جريدة حكومية مقاله. حتى الاهرام نفسها التي يعمل بها، ولكن نُشر المقال في جريدة الأحرار الصادرة عن حزب الأحرار. (كانت أولى الجرائد التي عملت بها أثناء دراستي في كلية الإعلام). وكتب يوسف إدريس مقاله في صيغة خطاب للرئيس مبارك . وقال في المقال الذي عنونه بـ “إننى أتظلم منك وإليك”. : “إن طعنى فى شرفى وعلى الملأ هكذا، مسألة أهون منها عندى حكم الإعدام، إذ أن طعن الكاتب فى شرفه من رئيس الدولة إعدام غير مشرّف».

مقابلته للقذافي

لم ينكر إدريس مقابلته للرئيس القذافي .وقال في المقال انه قابل الرئيس القذافي ورفع تقرير لسكرتارية الرئيس حسني مبارك بما جاء في التقرير بعد عجزه عن مقابلة الرئيس نفسه. موضحا أن القذافي لم يطلب منه الكتابة عن السادات ولا غيره. وسبب نشره المقالات في القبس الكويتية هو عدم قدرته على نشرها في الأهرام التي يعمل بها. بسبب رفض الأهرام تحت رئاسة صلاح منتصر.

جاءت زيارة مبارك وحافظ الأسد الذي كان يزور مصر لإدريس بمثابة إذعان بانتهاء الحرب على يوسف إدريس، واحد من أهك كُتاب القصة في الوطن العربي، زيارة خلدتها الصحافة المصرية ويظهر فيها الأديب الكبير بـ “الشورت”.

الكتاب خونة

قالت نسمة ابنة الكاتب يوسف إدريس أن أزمة كبيرة وقعت بين مصر والعراق. (بسبب سياسات مبارك وصدام حسين). وكانت هناك مقاطعة كاملة بين الدولتين. وتلقى “إدريس”، دعوة من صدام حسين لتسلم جائزة أدبية من العراق. فلبى تلك الدعوة وسافر للعراق لتسلم الجائزة. فخرج مبارك في خطاب كبير ووصف فيه الأدباء والمفكرين بـ”الخونة”. ورد يوسف إدريس أن الجوائز الثقافية لا علاقة لها بالأزمات السياسية.

فصل من كتاب فقر الفكر  ليوسف إدريس يحكي فيه الأزمة كاملة

أقرأ أيضا

لأول مرة.. ظهور حبيبة بيكيه الجديدة التي خان “شاكيرا” لأجلها

بعد ظهوره مع حبيبته.. شاكيرا تستعد للانتقام من بيكيه

صديق الشيخ الشعراوي وأصيب بمرض نادر وسبب اتهامه بالكفر.. حكاية الفنان فايق عزب