تقاريرسلايد

محمد ماتان.. صومالي يحصل على برائته بعد إعدامه بـ 70 سنة

وهذا ما حدث لابنه..

في عام 1952 وتحديدًا في شهر مارس، وفي منطقة كارديف بالقرب من ميناء سفن في جنوب ويلز، حدثت جريمة قتل شنيعة، راح ضحيتها امرأة تبلغ من العمر 41 عامًا.

كانت الضحية هي السيدة ليلي فولبرت، التي قتلت في محل خرداوات تديره، وقد تعرضت للذبح الوحشي، على الفور حضرت شرطة مدينة كارديف، التي تعتبر جزء من شرطة جنوب ويلز حاليًا. ثم ألقت القبض على رجل صومالي يدعى “محمد ماتان”؛ وهو مهاجر يعمل في الميناء.

على الرغم من تبرأة ماتان عن طريق شهود أثبتوا عدم تواجده في مكان القتل، إلا أن الشرطة ألقت القبض عليه في غضون ساعات من قتل المرأة، وأدين بالقتل من قبل هيئة محلفين جميعهم كانوا بيض البشرة.

لم يكن ناتان يعرف الإنجليزية، وهو ما زاد التحيز ضده، واستمرت محاكمته ثلاثة أيام فقط، وصفه خلالها محامي الدفاع بأنه “متوحش وغير متحضر”. وانتهت المحاكمة بالحكم عليه بالإعدام.

الزوجة وإعدام ماتان

بعد ستة شهور وعندما كانت زوجته تزوره في السجن، وجدت لافتة على باب السجن تشير إلى وفاته، حيث تم إعدامه في الثالث من سبتمبر 1952، وفي منطقة على بعد مئات الأمتار من منزلهم في شارع ديفيس.

وقام بإعدامه أشهر جلاد في بريطانيا في ذلك الوقت وهو ألبرت بييربوينت في مشنقة سجن كارديف.

70 عامًا من النضال

قامت لورا زوجة ماتان، وأبناؤها الثلاثة؛ ديفيد وعمر وميرفين، طوال 46 عامًا بعمل حملة من أجل تبرئة محمد ماتان من تلك التهمة التي طالته.

أصبحت العائلة منبوذة باعتبار أن والدهم قاتل، واستمر نضالهم في المحاكم.

لا نعرف شيء عن نضال الابن عمر إلا ما أخبرتنا به ابنته، حفيدة محمد ناتان، حيث قالت: أنه الابن الأوسط، وكان في الثامنة من العمر فقط عندما توفي والده، ووصف أن موت والده بالنسبة له كان “كنمو سرطاني في رأسه”، وقد أثر هذا على سلوكه كثيرًا ورؤيته للحياة.

وأضافت أن كل مساعيه القضائية لإثبات براءة والده فشلت، وهو ما جعله في حالة غضب دائمة، وشديدة على المجتمع الذي يعيش فيه.

وقالت تانيا ابنة عمر:”أعتقد أنه كافح طوال حياته، أعلم أنه كان يشعر بغضب شديد لما حدث”.

في عام 2001 رفضت دعوى قضائية على جهاز الشرطة أقامها عمر، وفي 2003، عثر عليه ميتًا على شاطيء اسكتلندي بعيد، وبجواره نصف زجاجة ويسكي.

عدالة ماتان المتأخرة

اليوم وبعد مرور أكثر من 71 عامًا، قدمت الشرطة الإنجليزي اعتذارًا عن ما حدث لناتان، وتعويضًا ماديًا، ولكن جميع من كانوا مهمومين بتلك القضية لم يعودوا موجودين الآن، وماتوا، حيث ماتت لورا في عام 2008.

وقالت تانيا ماتان: “لقد فات الأوان بالنسبة للأشخاص المتضررين بشكل مباشر لأنهم لم يعودوا موجودين في الحياة، ولم نسمع عبارة -نحن آسفون- حتى الآن”.

ووصف الأحفاد الستة الاعتذار بأنه “غير صادق”. وقالت كيرستي، ابنة خال تانيا إن صدمة ما حدث لوالدهم والمعركة التي استمرت 46 عاماً لتبرئة اسمه أثرت عليهم جميعاً.

من جهته قال رئيس الشرطة جيرمي فوغان: “انطوت تلك القضية على الكثير من التحيز والعنصرية والتحامل وقتذاك من قبل كافة أطراف المجتمع، بما في ذلك نظام العدالة الجنائية”.

ماتان خارج أوراق القضية

كان ماتان واحدًا من آلاف البحارة الذين سافروا إلى كارديف بعد الحرب العالمية الثانية من أجل الاستقرار والبحث عن عمل، وتزوج من لورا الفتاة المحلية من ويلز في 1947. وقد نال هذا الزواج تحيزًا شديدًا، ورفض ومعارضة بسبب اختلاف الأعراق.

وأجبر الزوجين على العيش منفصلين في منزلين مختلفين في نفس الشارع، وقالت لورا بعد ذلك لقد كان الناس يكرهونه لأنه كان صوماليًا يريد أن يعيش ببريطانيا.

وأضافت قبل وفاتها:

“لقد أحب محمود الجميع وكان يعتقد أن الجميع أحبوه، لم يكن يعرف أن الكراهية تحيطه من كل اتجاه”.

 

 اقرأ أيضًا: 

كيف كان شكله؟.. العلم يعيد إحياء مصري قديم بعد آلاف السنين من وفاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!