تقاريرسلايد

كيف تسبب فك رموز حجر رشيد في موت شامبليون

كيف تسبب فك رموز حجر رشيد في موت شامبليون

 

كتب – أحمد المرسي 

“إن كياني كله لمصر، وهي لي كل شيء”، بهذه العبارة المليئة بالعواطف عبر العالم الفرنسي الشهير “جان فرنسوا شامبليون” عن حبه لمصر وأهلها في خطاب من لأخيه “جاك جوزيف”.

يعتبر شامبليون هو السبب الرئيسي في فك أسرار الحضارة المصرية القديمة. وهو مؤسس علم المصريات. الذي استمر إلى اليوم. وجعل لمصر مكانتها العالمية والثقافية.

والحقيقة أنه بعد رحلة شامبليون لمصر بفترة قصيرة مات. فهل كان لاكتشافه دخل في وفاته المبكرة عن عمر يناهز 42 عامًا؟

شغف مبكر 

ولد شامبليون في عام 1790، ولم يستطع تلقي قسط كافي من التعليم بسبب ظروف الثورة الفرنسية وتلاها الحروب النابليونية. وكان ذلك سببًا في أن يلجأ لتعلم اللغات. فدرس اليونانية، واللاتينية. ثم قابل العالم جوزيف فورييه الذي كان رئيس لبعثة نابليون العلمية. في الحملة الفرنسية. وقد أقنعه بدراسة اللغات الشرقية. فدرس العربية والعبرية والسريانية.

وجعل فورييه شامبليون مبهورًا بالحضارة المصرية عن طريق ما حكاه له عنها. فأعجب بها. وبدأ أبحاثه من أجل حل شيفرتها.

كان شامبليون منذ صغره يعتقد أن اللغة القبطية هي مفتاح فهم اللغة الهيروغليفية. وفي سن الـ 16 ألقى محاضرة في أكاديمية غرينبول أكد أن اللغة المصرية القديمة مرتبطة باللغة القبطية المحكية.

كان شامبليون يعتقد منذ صغره أنه الوحيد القادر على فك رموز اللغز المصري. وقد كتب لأخيه الأكبر يخبره بذلك في خطاب له بتاريخ 1805.

والحقيقة أنه عكف أيامًا على قراءة المكتوب على حجر رشيد، ومقارنته بمعلوماته عن اللغة القبطية. حتى فهم أن العلامات الصوتية قيمتها ثابتة. وانطلق لأخيه. ولكن قبل أن يخبره شقط مغشيًا عليه.

سقط شامبليون في غيبوبة لمدة 3 أيام. وبعد ذلك أخبرهم بما اكتشفه. وبعدها بأيام كان يلقي خطبة أمام المجمع العلمي في باريس. وأخبرهم أن ما ينقصهم لمعرفة الحضارة المصرية هي تفسير النصوص الموجودة على المعابد لا غير.

رحلة إلى مصر 

سافر شامبليون إلى مصر في عام 1828. على رأس بعثة علمية من 12 عضو. من أجل قراءة المكتوب على المعابد المصرية. وقد وصلت البعثة في أغسطس. وكتب لأخيه يخبره أن الأجانب يرون وجهي بملامح رجل “قبطي”.

استمرت الرحلة 18 شهر، زار فيها أكتر من 50 موقع، وسجل ذلك في مذكراته التي نشرت بعد وفاته. في مجلد باسم “آثار مصر والنوبة”.

موت شامبليون

مات شامبليون بعد أسابيع قليلة بعد عودته من مصر. ويقول المؤرخ جان لاكوتور أن شامبليون كان مريض بالسل الرئوي. وكانت رحلته لمصر شاقة للدرجة التي تسببت في تهتك رئته. مع الجو الخانق في الإسكندرية. ثم الثلج في طولون عندما كان في الحجر الصحي بعد عودته من مصر. حيث كان شتاء ذلك العام الأكثر بروده عبر سنوات.

ويقول  المؤرخون أن الفترة الطويلة التي قضاها في مصر بالظروف المناخية. ومياة النيل والطعام الذي تناوله وكان غريبًا عليه تسبب في وفاته. بالإضافة إلى إلتئام الجروح السيء الذي أصابه أثناء عمليات البحث في الحجارة وداخل مقابر الفراعنة. وهو دليل على إصابته كذلك بمرض النقرس.

ويقول أطباء معاصرون أن شرب شامبليون كميات كبيرة من ماء النيل قد أصابه بمرض الكبد. وقد أدى هذا المرض إلى تدهور حالته الصحية كذلك.

توفي شامبليون فى مارس 1832 وهو لم يتجاوز الـ 42 عامًا لا غير.

كانت حياته مليئة بالأفكار والصراعات والعلوم. ولكنه وعلى الرغم من صغر سنة. إلا أنه أزال الغبار عن 7 آلاف عامًا لم نكن نعلم عنها شيئًا. وامتلأت بالخرافات حول حضارة عظيمة. هي الحضارة المصرية. مات شامبليون وترك علمًا كاملًا باسمه. لازال المصريون إلى الآن يعرفون أنفسهم وتاريخهم من خلاله.

 

أقرأ أيضا

“تماثلت للشفاء”.. قصة البطلة الحقيقية لمسلسل سارة وقصة الجزء الثاني منه

“من دمشق هنا القاهرة” .. هكذا رحل عبد الهادي بكار نجم الاذاعة السورية

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!