تقاريرسلايد

كولمبوس.. التاريخ الخفي لمكتشف العالم الجديد

كولمبوس.. التاريخ الخفي لمكتشف العالم الجديد

كتب – أحمد المرسي

 

لاكتشاف العالم الجديد الكثير من القصص التي لازالت تروى إلى الآن، ويرجعها البعض إلى ما قبل كولمبوس، ولكن استقر المؤرخون على أن هذا المغامر هو صاحب الفضل في ذلك.

وعلى الرغم من أن كولمبوس يعامل الآن معاملة البطل التاريخي، إلا ان الحقيقة لم تكن كذلك في عصره، فقد عومل بحسب مكانته الحقيقية.

كولمبوس وملوك إسبانيا

لم تكن حقيقة أن الأرض كروية غائبة عن مثقفين عصر كولمبوس. على العكس كان ذلك معروفًا. وقد انطلق كولمبوس من تلك الحقيقة بفكرة تجارية بحتة. هدفها الربح المادي لا غير. تهدف للوصول إلى الهند عن طريق البحر. بطريق مختصر. وليس عن طريق آسيا. والبحر الأحمر الواقع تحت سيطرة العثمانيين.

عندما بحث القبطان المغامر عن ممول لتلك الرحلة اللامعقولة، وغير مضمونة الجانب. فكر في أن يذهب لملوك أوروبا، ولكن أي من هؤلاء لم يتقنع، فرفض هنري السابع ملك إنجلترا ذلك. كذلك رفض شارل الثامن ملك فرنسا، ولم يوافق غير فريدناند ملك إسبانيا. وإيزابيلا زوجته. تحديدًا في عام 1492.

اكتشاف أم صفقة

كان اتفاق كولمبوس مع ملوك إسبانيا اتفاقًا تجاريًا بحتًا. ففي البداية يعطى كولمبوس لقب أدميرال، وحاكم عام لأي أرض يقوم باكتشافها في طريقه. بالإضافة إلى 10% من الثروات التي سيحصل عليها.

في أغسطس أبحر أسطول صغير مكون من 3 سفن من ميناء بالوس، وفي اكتوبر وصل إلى جزر البهاما. ورأى كوبا، واعتقد أنها الصين. وفي ديسمبر كان في البحر الكاريبي، ووصل إلى ما يسمى الآن هايتي. وقد كان كولمبوس يظن أنها اليابان.

لم يصل كولمبوس إلى هدفه بالوصول إلى الهند. عن طريق المحيط الأطلسي. ولكنه دون أن يدري اكتشف عالمًا جديدًا. لم يعرف به حتى وفاته في عام 1506.

تاجر العبيد

بحث كولمبوس طويلًا عن الذهب في أمريكا، ولكنه لم يجد تلك الكنوز التي كان يمني نفسه بها. ولم يعرف كيف يرضي ملوك إسبانيا الذين تحملوا نفقات رحلته المجنونة. ولكنه وجد شيء آخر اعتبره مهمًا؛ العبيد.

فور أن رأى كولمبوس السكان الأصليين لأمريكا، عرف انهم أناس طيبون، وجائته فكرة استعبادهم، فكتب لملوك إسبانيا يوضح لهم طريقة ذلك قائلًا:”لقد جلبوا لنا ببغاوات ورماح، قايضوها بالخرز المصنوع المن الزجاج، وهم لديهم أجسام قوية وملامح وسيمة، لا يعرفون أسلحتنا، أعيت بعضهم سيوفنا فأمسكوه من نصله وجرحوا أنفسهم بسبب جهلهم. إني بخمسين رجلًا استطيع أن اجعلهم عبيدًا”.

الحقيقة أن كرينستوفر عاد بعد شهور من أمريكا إلى أسبانيا بعدد 500 من الهنود الذين استعبدهم، وعندما عرض ذلك على الملكة إليزابيث، ثارت ورفضت هذا. وقالت أنها ترفض استعبادهم، وأنها تفضل أن يتم تحويلهم إلى المسيحية. فيصبحوا من رعايا المملكة الإسبانية. عنفت الملكة كولمبوس، وحررتهم وأمرت بإعادتهم إلى موطنهم.

شهوة للمال

لم يقتنع كولمبوس بذلك وفي عام 1498 أبحر مرة أخرى إلى هناك، وهناك أجبر قبائل “التيانو” بالبحث عن الذهب، والعمل في المزارع التي بدأ ينشأها. وقد تعرض هذا الشعب للإبادة، فبعد 60 عامًا من وصول كولمبوس تقول هذه المصادر أن عددهم قد قل من ربع مليون نسمة. إلى بضع مئات!.

عندما عرفت إيزابيلا بما يفعله المغامر أرسلت فورًا من أجل القبض عليه. فعاد إلى أسبانيا مكبلًا في الأغلال.

وجهت إلى كولمبوس العديد من التهم، بسبب التصرفات الوحشية التي نسبت له ولإخوته. في عام 1500. لكن في عام 1502. تم تبرأته من كل تلك التهم، فعاد إلى أمريكا عبر الأطلسي، ووصل إلى بنما. وفي 1506 عاد إلى أسبانيا. وهناك مات بعد صراع قصير مع المرض.

بعد كل تلك السنوات لازالت شخصية كريستوفر مثيرة للجدل، ويرفض البعض تسمية اليوم الوطني الأمريكي “يوم كولمبوس”. إلى يوم “السكان الأصليين”. وخلال الأعوام الماضية تعرضت تماثيل كولمبوس للتشويه في الميادين العامة حول العالم. وسط مطالبات بإزالتها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!