بث عاجل

سالومي التي قتلت نبي الله الصارخ في البرية

قصة مقتل يحي بن زكريا

جميعنًا ولا شك نعرف نبي الله يحي بن زكريا، ونعرف أنه قتل على يد الحاكم لمعارضته إياه، ونهيه عن فعل الشرور، ولكن في الأغلب الأعم لا نعرف كثيرًا عن تفاصيل تلك القصة.

فعلى الرغم من أن القصة وردت في القرآن الكريم إجمالًا، إلا أنها ذكرت تفصيلًا في العهد الجديد، وإليكم تفاصيلها.

من هو يحي بن زكريا؟

يذكر نبي الله يحي في العهد الجديد باسم يوحنا، وهو ابن نبي الله زكريا وزوجته إلياصابات، وقد كانت إلياصابات امراة صالحة ولكنها كانت عاقرًا، ولكن رزق الله زكريا بالولد بعد أن أصبحت زوجته كبيرة بالسن، فحملت به حملًا معجزًا، ذكر في القرآن.

﴿فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ٣٩﴾.

كان يحي هو الذي عمد المسيح في نهر الأردن، ويعرف باسم “الصوت الصارخ في البرية”، حيث قام بالدعوة إلى الله في أماكن نائية، ويذكره الإنجيل دعوته بعبارة:

صوت منادٍ في البرية، أعدّوا طريق الرّب واجعلوا سبله مستقيمة، كل وادٍ سيردم وكل جبل وتل سينخفض وتصير الأماكن الملتوية مستقيمة، والأماكن الوعرة طرقًا مستوية، فيبصر كل البشر الخلاص الإلهي”. 

 

وقد تقاطرت عليه الجموع من أورشليم ومنطقة اليهودية والقرى المجاورة للأردن للسماع إلى مواعظه.

ويصفه إنجيل متى بأنه كان غريب الهيئة، يلبس ثوبًا من وبر الجمال ويشدّ وسطه بحزام من جلد ويأكل الجراد والعسل.

ولكن أهم ما جذب الناس إلى دعوة يوحنا هو نقده الشديد لرجال الدين من الفريسيين والصدوقيين والملك هيرودوس أنتيباس.

هيرودوس أنتيباس

كان هيرودوس أنتيباس ملك على اليهودية، وقد قام بسجن أخوه وتزوج زوجته هيروديا، وبحسب الشريعة اليهودية يحرم على هيرودوس الزواج من زوجة أخيه فيعتبر هذا زنا محارم.

وانتقده يوحنا بشدة، على ما فعله، فغضب عليه هيرودوس وزج به في السجن، على الرغم من أن هيرودوس كان قد نسى أمر يحي إلا أن هيروديا لم تنسى، وفي أحد الحفلات التي أقامها هيرودوس في قصره رقصت سالومي ابنة هيروديا أمام الجموع، وكان رقصها مغريًا، فأعجب بها هيرودوس، وأخبرها أنه سيحقق لها أي شيء تطلبه. فأوحت لها أمها أن تطلب رأس يوحنا المعمدان “يحي”.

مقتل يحي بن زكريا

تردد هيرودوس، ولكن أذعن لها في النهاية، ودخل الحرس على يحي وهو قائم في زنزانته يصلي وقاموا بذبحه، ثم فصلوا رأسه عن جسده، وقدمها هيرودوس لسالومي على صينية من الفضة.

عندما سمع تلاميذ يحي بموته جاؤوا وأخذوا جثته ووضعوها في قبر، ويقول العهد الجديد أن مكان دفنه هو السامرة وتوجد رفاته في كنيسة القديس سسلفستر في روما في حين يوجد رأسه في ضريخ بقلب مسجد بني أمية في دمشق.

ووردت عدة آثار عن الصحابة والتابعين في قتلهما ذكرها الطبري وابن كثير، فقال عروة بن الزبير: “ما قتل يحيى بن زكريا إلا في امرأة بغي قالت لصاحبها لا أرضى عنك حتى تأتيني برأسه، فذهب فأتاها برأسه في طست. وقال بعضهم أنه رفع إلى السماء استدلالاً بقوله تعالى: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ١٥﴾، فقيل أن السلام في الموت معناه أنه لم يقتل.

 

أقرا أيضًا: 

كيف كان شكله؟.. العلم يعيد إحياء مصري قديم بعد آلاف السنين من وفاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!