تقاريرسلايد

سيمون بوليفار.. الرجل الذي رفض لقب إمبراطور ووضع له تمثال في قلب القاهرة

سيمون بوليفار.. الرجل الذي رفض لقب إمبراطور ووضع له تمثال في قلب القاهرة

كتب – أحمد المرسي

 

تمتليء دائمًا الميادين في الشوارع المصرية بالتماثيل، وفي الغالب تلك التماثيل تجسد شخصيات تاريخية مؤثرة في التاريخ المصري، ولكن في جاردن سيتي يوجد ميدان، يتوسطه تمثال لشخصية تاريخية ولكنها ليست مصرية، تمثال سيمون بوليفار.

من هو؟

ولد سيمون بوليفار في عام 1783 في كراركاس، بفنزويلا حاليًا. لأسرة ارستقراطية. تم ارساله للدراسة في أوروبا، في وقت كانت فيه قارة أمريكا اللاتينية بالكامل ترزح تحت الاستعمار الإسباني.

قرأ الشاب الناضج للكثير من الفلاسفة الأوروبيون مثل جان جاك روسو ومونتسكيو، وتشبع بأفكارهم عن المجتمع، والسياسة، والحكم. وفي 1804 شاهد تتويج نابليون بونابرت كإمبراطور على فرنسا. واعجب به كقائد قوي ذا كاريزما خرافية. لكن في الوقت نفسه رفض اجهاضه للثورة الفرنسية. واشمئز من ذلك الفعل.

في عام 1807 عاد سيمون بوليفار لفنزويلا، ومن هناك أطلق حركة استقلال أمريكا اللاتينية. ورأى العديد من المواطنين فرصة لقطع علاقاتهم مع أسبانيا التي كانت منشغلة في الحرب مع نابليون. وشارك بوليفار في اجتماعات الثوار، حتى تم تجريد الحاكم الإسباني من صلاحياته. وطرده إلى بلاده.

محرر أمريكا اللاتينية

في عام 1813 منح بوليفار لقب “محرر فنزويلا”. وهو اللقب الي سيرفض أن يغيره بقية عمره أو يستبدله بلقب “ملك” أو “إمبراطور”.

لم يتوقف تأثير سيمون بوليفار على تحرير فنزويلا ولكنه أشعل العديد من حركات التحرر الثورية في جميع أصقاع أمريكا اللاتينية.

في 1819 هزم بوليفار الإسبان في معركة بوياكا الحاسمة. وبعد ثلاثة أيام من دخول بوغوتا عاصمة كولومبيا الحالية، أصبح بوليفار رئيسًا وحث المشرعين على إعلان قيام الدولة الجديدة.

تحرير أمريكا

قاتل بوليفار الجيوش الاسبانية من جديد في معركة كارابوبو ثم قام بتحرير الإكوادور، وبعد ذلك زحف بجيوشه إلى بيرو.

في 1823 وصل بوليفار إلى ليما عاصمة بيرو، وبعد بيرو اختارات قواته منطقة صارت دولة وسميت على اسمه حتى الآن هي “بوليفيا”. وصار بوليفار رئيسًا لها مدى الحياة.

حاول بوليفار أن يوحد أمريكا الجنوبية بالكامل ويضعها تحت سيطرته في اتحاد فيدرالي ولكنه فشل في ذلك. وقد وصل بسبب ذلك إلى محاولة اغتياله في 1828. ولكنه نجا بإعجوبة. ثم في عام 1830 توفي وهو لم يبلغ من العمر إلا 47 عامًا فقط لا غير. بسبب مرض السل.

المحرر في مصر

يعتبر سيمون بوليفار أكثر شخص تم صنع تماثيل له حول العالم. بسبب شخصيته الفذة وانجازاته المستمر. وكانت القاهرة واحدة من المدن التي حوت أحد تماثيله.

كان الميدان قبل تسميته الجديدة يسمى ميدان الهامي باشا بن عباس الأول. وكان مقر لثكنات الجيش. وبعدها للجيش البريطاني. أثناء الاحتلال. بعد الجلاء تم إزالة الثكنات وبيعت الأرض لشركات أجنبية.

في ستينات القرن الماضي وبسبب التقارب بين الأفكار الثورية في أمريكا اللاتينية وأفكار الرئيس جمال عبد الناصر. تم تقرير وضع تمثال يعبر عن ذلك في القاهرة. ووقع الاختيار على سيمون بوليفار.

صنع التمثال في فنزويلا، وصنعه نحات فينزويلي هو كارملو تباكو. وصنع قاعدته النحات مانويل بلانكو.

يبلغ طول التمثال 2.3 م، ووزنه أكثر من 500 كيلو جرام. ويظهر بوليفار في زيه العسكري وهو يستند على سيفه.

سرقة السيف

في عام 2013 قام مجهولون بسرقة سيف تمثال سيمون بوليفار من وسط الميدان.

وكان التمثال قد تعرض منذ ثورة 25 يناير 2011 إلى الرشق بالطوب والحجارة والقنابل. خلال الاشتباكات الكثيرة التي حدثت في تلك المنطقة بين المتظاهرين وقوات الأمن. بعدها حاول بعض المخربين اشعال النار في التمثال النحاسي ولكن تم اطفاءه.

وتعرض التمثال بعد ذلك لإطلاق أعيرة نارية. قبل أن يتعرض للسرقة بالكامل. وقد منع حجمه الثقيل ذلك. فاكتفى السراق بسرقة سيفه. حيث يقف إلى اليوم بدونه.

أقرأ أيضا

“زليخة عدي”.. المرأة التي قالت “لا” في وجه من قالوا “نعم”

عندما أشتكى رئيس وزراء إسرائيل للسادات من الشعراوي

نفسي أبقى مضيفة .. صورة نادرة لسوزان مبارك عمرها 67 سنة

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!