المقالاتتقاريرسلايدكُتاب

عن الشيف أسامة الذي أحببته دون أن أعرفه

 

بيان قصير، أعلنت فيه الصفحة الرسمية للشيف أسامة وفاته، بعد صراع طويل مع المرض، صراع أبعده عن جمهوره بعد أن ترك لهم رسالة الوداع .

بعدها تصدر اسم الشيف اسامة قائمة الأكثر بحثا بموقع جوجل بأكثر من 50 ألف عملية بحث، لكن لماذا يحظي شيف بكل هذا القدر من التفاعل، ويكون الأكثر بحثا في مصر ومعظم الدول العربية.

لماذا كل هذا الحب ؟

محبة الشيف أسامة العارمة في وجهة نظري نبعت من 3 أشياء أولهم رسالة الوداع أو المشهد الأخير، كان الشيف أسامة كتب في رسالته الأخيرة على فيس بوك: “أحبائي رجائي أن تتذكروني في يوم، أنا في أمسّ الحاجة فيه لدعائكم وأنا بين يدى الرحمن”.

وأضاف: “تذكروا كل حاجة جميلة وذكرى حلوة خلال رحلتنا سوا، شاركوني بذكرياتكم ومواقفكم ولا تنسوني من الدعاء.. مشتاق لتعليقاتكم وتفاعلكم وأعرف أنني مقصر في التواصل معكم، ولكن يعلم الله مدى حبي وشوقي لكم وصعوبة التواصل في الفترة الأخيرة، منذ بدايتي من خلال الراديو والتلفزيون وبعدها عبر منصات التواصل الاجتماعي، كان هدفي أن أدخل السعادة والسرور وأشارك معكم بكل ما أعلمه وأتعلمه لأكون جزءًا من حياتكم اليومية وأخدم الإنسانية.. شكرا جزيلا على حبكم ودعائكم”.

قبل أن يغيب لشهور، وتعلن وفاته اليوم، يظل المشهد الأخير عالقا لدي الناس، فالصورة الأخيرة للشخص تؤثر في المتلقي دون أن تشعر، ولا داعي لذكر أمثلة لأنها لن تجلب لصاحب المقال الخير.

السبب الثاني هو تعلق الناس بالشيف أسامة نفسه، كنت واحد من المتأخرين في اقتناء جهاز رسيفر لكن من اقتنوه مع بداية انتشاره في مصر يعرفون جيدا الشيف أسامة، وهو واحد من أوائل محترفي برامج الطبخ في مصر والعالم العربي، وكل ظهروا خفلة على شاكلة الشيف الشربيني والشيف حسن والتكات والحركات هي نسخ كربونية للشيف أسامة.

الشيف أسامة دون أن يقصد ارتبط بالنوستالجيا، شعر الناس أن صديق عزيز لهم يولي الأدبار، فودعوه بالبحث عنه وعن سيرته وبالكتابة عنه، كان الشيف أسامة واحد ممن تعلق بهم الناس لأنه الأول من ناحية، ولأنه جيد فيما يقدمه من ناحية آخرى، فليس المهم أن تبدأ أولا لكن المهم هو ماذا ستقوله عندما تظهر، لم يكن جوجل أول محرك بحث لكنه الأهم والأشهر.

السبب الثالث هو كونه أستاذ، أستاذ فيما يقدمه، فمثلا نشر الشيف السعودي هشام باعشن، رسالة ينعي فيها الشيف أسامة ب، اسكرين شوت لرسالة كتبها للشيف أسامة بأنه أستاذه وملهمه، ونشرت الكاتبة شيرين هنائي تدوينة تخبرنا فيها أن والدتها ماتت قبل زواجها ولم تعلمها قواعد الطهي، فتعلمت من الشيف أسامة.

وكتب الفنان مراد مكرم صاحب برنامج الأكيل، : “كان ليه معايا موقف جميل أيام عمله في قناة سفرة، أمي الله يرحمها طلبت مني اسأله كتب الطبخ بتاعته نلاقيها فين؟ كلمته وسألته، صمم يبعتلها المجموعه كلها مع إهداء هدية منه. راجل محترم ومؤدب وبقاله سنين بيحارب المرض اللعين.

كل هذا ربما يخبرك بقيمة هذا الرجل. 

الصراع مع السرطان

لن أكذب وأقول إن الرجل صنع تاريخا معي وأنني كنت أشاهده، فأنا من عائلة كانت تمنع الرسيفر من دخول المنزل حتى لا يتأثر الأبناء ويبتعدوا عن المذاكرة، لم يدخل الرسيفر وتأثر الأبناء، وحتى برامج الطبخ لا أشاهدها بكثافة اللهم أبو جوليا في مقاطع سريعة على الفيس بوك، وهشام باعشن ولا أشاهده لأقلد أكلاته، لكن لأنه يقول في نهاية الفيديو في قلبك.

لكني أقول بكل الصدق، أنني لمست حبا صادقا من الناس للشيف أسامة فأحببته دون أن أعرفه، أحببته لأن الله خول له شهودا في الأرض يشهدون بصلاحه وبجودة ما كان يقدمه وبسيرته الحسنة التي لم تشوبها شائبة.

كان الشيف أسامة يعاني من مرض السرطان،وكشفت شقيقة الشيف أسامة السيد، تفاصيل حول تدهور حالته الصحية في الفترة الأخيرة، والتي ساهمت في عدم قدرته على الاستمرار في حربه مع السرطان، وقالت في تسجيل صوتي للبرنامج الشهيرet بالعربي: “أسامة كان بيعاني من حساسية على الصدر بسبب نقص المناعة (يُصاب مرضي السرطان بنقص المناعة) وآخر فترة أصيب بكورونا وكانت سبب الوفاة ووصيته أن كل محبيه يذكروه ويدعو له.

وأوضحت أن سبب دفنه في الولايات المتحدة الأمريكية أن أسرته بالكامل تعيش هناك من سنوات وقالت: هو وأسرته وأخوه هناك ووالدته مدفونه هناك علشان كده هيتدفن في أمريكا.

من هو أسامة السيد

أسامة السيد، وفقا لما هو متاح عنه على الإنترنت، طباخ وشيف مصري أمريكي، ومستشار تغذية ومؤلف ومقدم برامج تليفزيونية، وشغل منصب نائب رئيس جمعية “الشيفات المصريين”، وهو واحد من أشهر الطهاة في العالم العربي.

قدم في 1991، برنامجا بعنوان “بالهنا والشفا” على شاشة MBC السعودية وANA الأمريكية، وكان أول برنامج طبخ يقدم على الفضائيات العربية، ثم قدم برامج شهيرة مثل “مطبخ سي السيد” سنة 2002 على شاشة قناة “دريم”، ثم برنامج “مع أسامة أطيب” سنة 2004 على تليفزيون دبي، وفي سنة 2015 بدأ تقديم برنامج “من مطبخ أسامة” على شاشة CBC سفرة.

بهاء حجازي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!