الفنسلايد

عندما قدم يوسف شاهين قصة سيدنا يوسف في المهاجر

أزمة فيلم المهاجر

في سنة 1994، عُرض فيلم المهاجر للمخرج الراحل يوسف شاهين، والذي يعد معالجة سينمائية لقصة سيدنا يوسف، ويدور الفيلم في صحراء على حدود مصر في زمن سحيق، يثير رام “خالد النبوي”، ويحقد أخوته عليه لحب أبيه له، فيلقى به أخوته في عنبر للسفن، ولكن يتم إنقاذه ويرحل إلى مصر لتعلم الزراعة فيبزغ نجمه ويأتى إليه أخوته طالبين المعونة دون أن يعرفوه.

الفيلم من بطولة يسرا وحنان ترك ومحمود حميدة وخالد النبوي وأحمد بدير وصفية العمري وميشيل بيكولي، من تأليف يوسف شاهين ورفيق الصبان وخالد يوسف وأحمد قاسم، ومن إخراج يوسف شاهين، وأثار الفيلم جدلا كبيرا عند الإعلان عنه، الأمر الذي أدى إلى منع عرضه في السينمات، وهي الأزمة التي عُرفت باسم أزمة المهاجر.

أولى أزمات يوسف شاهين

كانت الأزمة الأولى التي واجهها يوسف شاهين، هي حمل الفنانة يسرا بالشهر الثالث، وبسبب ظروف التصوير الصعبة تعرضت يسرا لتسمم حمل، فسافرت لباريس لإجراء عملية إجهاض، وتبعها فترة شهرين للاستشفاء.

ورفض المُخرج يوسف شاهين كل اقتراحات مساعديه باستبدالها بفنانة أخرى، وأصر على انتظارها إلى أن تتعافى وتستأنف التصوير، وبالفعل عادت واستكملت تصوير الفيلم، لكن الأزمات لم تنته.

منع من العرض

عُرض الفيلم في السينما، وفوجئ الجمهور بتشابه قصته حد التماس مع قصة سيدنا يوسف مع اختلافات بسيطة، فرفعوا قضية ضد الفيلم، وطالبوا بمنه عرضه في مصر، فرفع شاهين دعوى قضائية لعرض الفيلم والتي حُكِمَ لِصالِحِه فيها بعد عرض فيلمه المصير الذي قام بكتابته وإخراجه ردّاَ على منع فيلم المهاجر، وكان فيلم المصير يناقش فكرة الحرية والمنع، من خلال قصة ابن رشد الذي جسد سيرته الفنان نور الشريف.

وشارك في المهاجر في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي في فرنسا، وحصل بطل الفيلم الفنان خالد النبوى على جائزة أفضل ممثل في مهرجان جوهانسبرج عن دوره فى الفيلم، و احتل الفيلم المركز رقم 52 فى قائمة أفضل 100 فيلم فى ذاكرة السينما المصرية، حسب استفتاء النقاد سنة 1996.

لكن العالم الراحل الدكتور جلال أمين في مقاله في جريدة العربي انتقد الفيلم ووصفه يهدف إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهذا رأي لا يعني الطعن في الفيلم من الناحية الفنية كفيلم جيد الصنع، ووقتها رد يوسف شاهين بإنه لا يدعو للتطبيع وإنه لم ولن يزور إسرائيل طيلة حياته، ووصف الفيلم بإنه رؤية ذاتنية لا يمد لأي قصة دينية أو تاريخية، ونفي أن يكون الفيلم تجسيدا لقصة سيدنا يوسف.

كان إعلان الفيلم يقول إنه فيلم لأجمل قصة في تاريخ الإنسانية، وهو ما فسرع معارضي الفيلم بأنه تفسير لقوله تعالى في وصف قصة سيدنا يوسف: “نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ”.

التشابه مع قصة سيدنا يوسف

وبغض النظر عن إنكار يوسف شاهين إن الفيلم تجسيد لقصة سيدنا يوسف، فإن مشاهد للفيلم سيستشف إنه قصة سيدنا يوسف، فمثلا يكيد أخوة رام له، ويقرروا التخلص منه، يحملق رام في القمر والنجوم، فيقول له والده إلا تتوقف من النظر إليهم في تماس مع رؤية سيدنا يوسف الشهيرة “إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين”.

تراود سمهيت زوجة قائد الجيش رام عن نفسه، في مشابهة واضحة لقصة زوجة العزيز مع سيدنا يوسف، وهكذا طوال القصة.

وفي البداية تقدم المخرج يوسف شاهين للأزهر بفيلم يحمل اسم يوسف وأخوته، لكن الأزهر رفضه بناءا على فتوى بتحريم تجسيد الأنبياء، فقدم يوسف شاهين فيلم المهاجر.

الفيلم إنتاج مصري فرنسي مشترك، أعمال النحت للفنان عماد الخضري، المجوهرات للمصممة عزة فهمي، والموسيقى التصويرية والكورال أداء أوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو مصطفى ناجي، كانت تكلفة إنتاج الفيلم 12 مليون جنيه، وهو رقم كبير جدا وقتها.

14 تموز الأسود.. حكاية مذبحة فتحت أنهار الدم في العراق

 

أقرأ أيضا

حكاية صورة.. عندما قتل إيفان الرهيب ابنه؟

لماذا تلد الأمهات على ظهورهن.. رغم أنها ليست الطريقة الصحيحة للولادة!

“كان كالأفلام”.. قصة الزواج الثاني لهشام سليم

وصية حسن عابدين وحوّل القصري وأمنية شادية.. حكاية 22 صورة نادرة

ندمت بسبب الخادمة ورفضت الزواج من الفنانين.. حكاية منيرة سنبل بطلة شارع الحب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!