تقاريرسلايد

“زليخة عدي”.. المرأة التي قالت “لا” في وجه من قالوا “نعم”

"زليخة عدي".. المرأة التي قالت "لا" في وجه من قالوا "نعم"

كتب – أحمد المرسي

 

لا يخفى على أحد أن الدماء التي تبذل في سبيل تحرير الأوطان تصبح بعد ذلك شهادة بطولة. ولا يخفى على أحد أن الجزائر واحدة من البلاد العربية التي بذل شعبها الغالي والرخيص من أجل استقلالها. حتى استحقت الجزائر عن جدارة لقب “بلد المليون شهيد”.

دم من هذه الدماء الذكية هي دماء “زليخة عدي”. والتي نحكي قصتها اليوم.

ولدت زليخة باسم يمينة الشايب. في عام 1911. في مدينة شرشال. نشأت نشأة طبيعية. في ظل الاستعمار الفرنسي. تلقت تعليم خاص بالأهلي. كان والدها مناضل. يكره الاستعمار.

تزوجت زليخة من سي العربي. وانجبت منه 5 اطفال. وقد كانت حياتها طبيعية هادئة إلى ذلك الحين. حتى حدثت نقطة التحول.

قتل زوجها وابنها ووالدها

قامت السلطات الفرنسية بالقبض على والدها وزوجها وابن من ابنائها. ثم قامت بإعدامهم بالمقصلة.

كانت هذه النقطة هي نقطة التحول في حياة زليخة، التي قررت وقتها أن تنضم للثوار. فكرست كل موادرها من أجل تسليحهم. للتخلص من الاحتلال الفرنسي القبيح.

انضمت زليخة لجبهة التحرير الوطني، ثم ترقيت لتصبح رئيسة الجبهة في شرشال. وقامت بالعديد من العمليات الاستخباراتية. والعسكرية. بمساعدة من أموال زوجها الشهيد.

هاجمت القوات الفرنسية منطقة شرشال بالكامل وقامت بتصفية المقاومة فيها. عن طريق القبض على 54 معتقلًا. فسارعت زليخة للهروب. وقامت بحرق جميع صورها. فلم يتبقى منها الا صورتين. احتفظ بهما اختها.

تعرفت زليخة في الجبل على غبالو حميميد ونائبه بو علام بن حمودة. وتولت قيادة النساء في الجبهة الوطنية. من أجل الاستمرار في النضال. فاستمرت تعيش في الجبال حتى أوقع بها الجيش الفرنسي في كمين.

القبض عليها:

وقعت زليخة في الأسر في 15 اكتوبر 1957. وعرضت أمام الشعب مربوطة في عربة مصفحة، ويدها معلقة في سلسلة. وإلتقطت لها الصورة. ولكنها صاحت في المتجمهرين حولها: إخوانيّ كونوا شهود على ضعف هذا الجيش. الذي يطلق جنوده على امرأة!”.

عندما حاول القائد الفرنسي إسكات زليخة، قامت بضربه بيدها الحرة والبصق على وجهه وهو ما أثار غضبه. وحول هذا إلى رغبة في الانتقام منها.

قتلها بأبشع الطرق

اختار القائد الفرنسي أبشع طريقة لقتل المناضلة الجزائرية. حيث قاموا بحملها على طائرة ومن ثم إلقائها من السماء. لتسقط وقد فقدت حياتها.

لم يعرف مكان لزليخة. ولكن بعد ثلاثين عامًا وتحديدًا في عام 1984.وبعد سنوات طويلة من نهاية الاستعمار الفرنسي الذي انتهى عام 1962. ولم تشهده زليخة. عثر أحد الفلاحين على جثة امرأة. وقام بدفنها. ثم أخبر السلطات عنها. وعندما عثرت الشرطة على الجثة. وجدوها مكبلة اليدين بالأصفاد. وعليها ذات الملابس التي وماتت بها. وتأكدوا من أنها زليخة عدي.

وفي النهاية تم نقل جثة المناضلة لمقبرة الشهداء في بلدية مناصر حيث ترقد جثتها بسلام مع جثث 400 من رفاق كفاحها. حيث تحقق ما كانوا يصبوا له بعد سنوات طويلة من الدموع والدم.

 

أقر أيضا

عندما أشتكى رئيس وزراء إسرائيل للسادات من الشعراوي

نفسي أبقى مضيفة .. صورة نادرة لسوزان مبارك عمرها 67 سنة

صاحبة أغرب طلاق ورفضت العالمية بسبب الإسلام وقصتها مع عبد الناصر.. حكايات لبنى عبد العزيز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!