لا يوجد قاعدة فطرية تحدد وتربط بين جنس المولود “الأولاد والبنات”، ولكننا رغم ذلك نعتمد في الغالب اللون الأزرق للذكور. ونعتمد اللون الوردي للإناث. فما السبب في ذلك.

طوال التاريخ

طوال التاريخ لم تخصص ألوان معينة للمولود ذكرًا كان أو أنثى. بل خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كانت أغلب ملابس الأطفال باللون الأبيض.

ويعتبر اللون الأبيض هو الأكثر عملية. والذي يتناسب مع حركة الأطفال وكذلك مع رؤية البقع على ملابسهم وتنظيفها. فنظرة بسيطة على صور الأطفال في تلك الفترة وسنجد أن أغلب الذكور والإناث يرتدون فستانًا أبيض.

التغيير في الألوان

الحقيقة أن بداية الألوان كانت معكوسة، حيث مع بداية القرن العشرين بدأت شركات تصنيع الملابس في اختيار اللون الوردي للأولاد. باعتباره لون قوي، يدل على الاندفاع والقوة والجرأة. بينما كان اللون الأزرق لونًا باهتًا يناسب البنات أكثر. بل كان هناك اختيار سائد آخر هو اختيار ألوان الأطفال بحسب ألوان شعورهم وبشرتهم.

بحسب الكاتبة جو باوليتي Jo Paoletti في كتابها Pink and Blue: Telling the Boys from the Girls in America أن تحديد اللون بهذا الترتيب السائد بدأ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945. وعودة الرجال لساحات العمل. بدأ المصمم كرستيان ديور بصنع خط انتاج نسائي باللون الوردي لون الذكور. باعتبار أن النساء كن شركاء للرجال في الحرب. وأنه لا يجب أن يكون هناك فارق بينهما. وهنا ترسخ أن اللون الوردي هو لون الأنوثة.

 

حقوق المرأة

خلال الستينات من القرن العشرين. وبعد سيادة حركات تحرير المرأة. قامت النساء على مستوى واسع بالمظاهرات من أجل إزالة التفريق بين الجنسين بحسب اللون. وكان الشعار السائد أنه لا يوجد سبب بيولوجي للتفريق بين المرأة والرجل. وأن التفريق بحسب الألوان يولد لدى الأطفال ميول عنصرية.

الرأسمالية تحسم الأمر

مع بداية الثمانينات، ومع تطور الطب. واختراع آليات حديثة تقوم على اكتشاف جنس المولود قبل الولادة. روجت الشركات التجارية لتخصيص الألوان. وبدأت حملاتها الدعائية بذلك الشكل. لتخصيص الأزرق للأولاد والوردي للفتيات. فما إن تعرف الأم نوع جنينها حتى تهرع لشراء الملابس ذات الألوان الملائمة لنوع جنينها.

أقرأ أيضًا:

امتلك 54 بيتًا للدعارة وارتدى ملابس النساء.. من هو إبراهيم الغربي أشهر قواد في تاريخ مصر؟