تقاريرسلايد

فيكتور لوستج.. الرجل الذي باع برج إيفل مرتين

نصب على أل كابوني

كتب – أحمد المرسي

كان فيكتور لوستج فنانًا سيئ السمعة عاش حياة من الخداع والرفاهية. وعرف بإنه الرجل الذي باع برج إيفيل مرتين، خدع الأثرياء والحكومات، وجعلهم يصدقون مخططاته الماكرة.. سافر حول العالم، وسحر ضحاياه بثقته وجاذبيته، تاركًا أثرًا لا ينسى.

فما الذي دفع رجل يمتلك تلك الجاذبية والفن لكي يخدع العالم وكيف نجح في ذلك؟

من هو فيكتور لوستج؟

ولد لوستج في 4 يناير 1890 في هوستين، النمسا-المجر. منذ سن مبكرة ، كان من الواضح انه ذكي بشكل لا يصدق. وقد أوقعه هذا في المشاكل.

بمرور الوقت وعندما كان في عمر 19 كان يدرس في باريس. ويغوي الفتيات الفرنسيات. أكسبه ذلك ندبه على خده الأيسر بقيت معه وقت طويلًا. عندما ضربه واحد من أصدقاء هؤلاء الفتيات.

بعد أن ترك لوستيج المدرسة. تحول لحياة الجريمة بسرعة. قام الشاب بتنفيذ معظم حيله على سفن المحيط التي تبحر بين فرنسا ونيويورك. كان يستهدف المسافرين الأثرياء. باعتباره منتج في برودواي المزيف.

أحد حيله في النصب كانت ماكينة طباعة النقود. حيث يقنع ضحاياه بأنه يمتلك ماكينة لطباعة النقود. التي تستطيع أن تنسخ 100 دولار في ست ساعات. وبالفعل باع ماكينته بـ 30 ألف دولار. وعندما اكتشف الضحايا خدعته. كان فيكتور بالفعل قد هرب!.

بيع برج إيفيل

بعد الحرب العالمية الأولى وقذف باريس. كانت عاصمة النور بيئة مثالية لعمليات النصب. وكان لوستج هو أفضل من يستغل هذا الظرف. ولذلك فقد قام بتزوير بطاقة تثبت عمله كموظف في الحكومة. وقام بجمع 6 من التجار. في أحد الفنادق. وأخبرهم أنه مندوب من الحكومة من أجل بيع برج إيفيل. لأنه أصبح عرضة للسقوط. والأفضل بيعه كحديد.

وقد يبدو هذا أمرًا خياليًا. لكن في عام 1925. كان الأمل معقولًا. حيث أنه كان قد تم بالفعل نقل برج إيفيل مرتين من مكانه سنة 1909. لانه لم يناسب وضعه بجوار الكاتدرائيا القوطية. وقد كان بعد قصف المدينة في حالة سيئة للغاية.

كان أشد المتحمسين لتلك الصفقة هو رجل أعمال يدعى أندري بويسون. ولكن زوجة بويسون شكت في الأمر. حيث أن لوستج طلب منه أن يتم الأمر بسرية تامة. وبسرعة شديدة. وهو ما جعل زوجة بويسون تشك في الأمر.

ولم يثني هذا الشك لوستج عن صفقته. بل تمادى في الكذبة الأخرى. حيث قال أنه يعمل في الحكومة. ولكنه موظف مرتشي. ويسهل عملية البيع مقابل رشوة خاصة به. وقد كان هذا أمرًا مريحًا بالنسبة لبويسون. الذي كان يجيد التعامل مع هذه الفئة المرتشية. كما كان شراء برج إيفيل مهم بالنسبة له. حيث كان منبوذًا من المجتمع الفرنسي باعتباره أمريكيًا. واعتقد أنه من الممكن أن يندمج مع المجتمع في حال قام بشراء البرج.

وبالفعل حصل لوستج على ثمن البرج بالإضافة إلى أنه حصل على رشوة كذلك.

ولم يكتشف بويسون الخديعة إلا بعد وفاة الأوان. بعد أن كان لوستج على متن باخرة تبحر به إلى أمريكا. ولم يقدم بويسون أي شكوى للحكومة. حيث شعر بالعار من فضح نفسه.

الغريب أن هذا لم يوقف لوستج عن الاستمرار في عملية النصب. حيث عاد مرة أخرى إلى باريس وجمع 6 تجار أراد أن يبيعهم البرج ثانية. ولكن هذه المرة اشتكى واحد ممن دفعوا إلى الشرطة. ولكنه لوستج تمكن من الهروب بالمال!.

نهاية لوستج

في عام 1934 وبعد أن قام بعملية نصب على آل كابوني. حيث أقنعة باستثمار 50 ألف دولار في صفقة أسهم. وأخذ منه الأموال. لمدة شهرين ولكن قبل أن يهرب اعاد المال لكابوني خوفًا من انتقامه. وادعى أن الصفقة فشلت. وأنه أعاد لزعيم المافيا الشهير أمواله كاملة. فأعجب به كابوني ومنحه 5 آلاف دولار.

في عام 1934 ألقي القبض على لوستج. في الولايات المتحدة الأمريكية. ولكنه تمكن من الهروب. ثم اعتقل مرة أخرى بعد 27 يومًا. وتم رميه في سجن ألكارتاز. حيث توفي في عام 1947 بعد أن اصابه مرض في الرئة.

 

اقرأ أيضًا:

مأساة كورسك.. قصة غرق 118 بحارًا في غواصة منكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!