تقاريرسلايد

“فورموسوس”.. قصة البابا الذي نبشوا قبره وحاكموا جثته

بعد موته بثلاثة شهور

كتب – أحمد المرسي

يتم النظر دائمًا لوظيفة البابا على أنه نموذج للنقاء البشري، والزهد في الحياة، ولكن هناك عدد غير قليل من الباباوات في التاريخ يتربط ذكرهم بالعديد من المآسي، والفضائح وجرائم القتل والزنا، والمقامرة وغير ذلك.

على سبيل المثال كان الباب يوحنا الثاني عشر من أكثر هؤلاء الباباوات شقاوة، وكان يبلغ من العمر 18 عامًا عندما تم انتخابه، فلم يتخلى عن نظام حياته السابق، وحول منزله إلى بيت دعارة، واتهم بإخصاء الكاردينال، وكان يقامر بأموال الكنيسة.

اتهم في حياته بالزنا، وسفاح القربى، وأنه يستعين كالوثنين بالشياطين، وانتهى حكمه على يد زوج غيور عاد إلى منزله فوجد البابا مع زوجته في الفراش فضربه حتى الموت.

كذلك كان هناك البابا بنديكت التاسع وكان الجميع يكرهونه، وقد أصبح بابا في عمر 12 عاما تقريبًا. في العام 1032. وعندما علم الصبي أن المعارضين السياسيين يحاولون قتله هرب، ثم عاد مرة أخرى بعد عشر سنوات.

بالنسبة لنا في هذا التقرير نرصد قصة رجل مختلف عن هؤلاء هو البابا فورموسوس.

البابا فورموسوس

ولد البابا فورموسوس عام 816 ، في روما. أصبح أسقف بورتو في عام 864 ، وبعد ذلك بعامين، عين البابا نيكولاس الأول فورموسوس كمندوب لبلغاريا والمندوب هو الممثل الشخصي للبابا في الدول الأجنبية.

شارك البابا فورموسوس في بعثات دبلوماسية إلى فرنسا في عامي 869 و 872. كان فورموسوس محبوبًا وحوّل الكثير من الناس في بلغاريا إلى الكاثوليكية.  فطلب بوريس الأول ملك بلغاريا من البابا تعيين فورموسوس رئيس أساقفة بلغاريا.

رفض البابا نيكولاس الأول تعيين فورموسوس رئيس أساقفة بلغاريا لأن هناك قاعدة تمنع بشكل صارم الأسقف من “إدارة أكثر من كرسي واحد”. في الأساس، تم إنشاء هذه القاعدة بحيث لا يقوم الأساقفة أساسًا ببناء إقطاعيات قوية لهم، ينفصلوا بها بعد ذلك.

تولي فوروموسوس الكرسي

في أكتوبر سنة 891 صعد فوروموسوس إلى كرسي العرش الباباوي، وأخذ المنصب رقم 111، ومنذ توليه كان هناك العديد من المشاكل، فقد دخل في خلاف على من يخلف الامبراطور البيزنطي بازل الأول، ومشاكل مع غاي الثالث، امبراطور الإمبراطورية الرومانية الغربية.

فمن أجل ضمان بقاء السلطة في عائلته أجبر غاي الثالث تتويج ابنه لامبيرت كخليفة له على العرش، وتدخل غاي في شؤون الكنسية الداخلية، فقرر فوروموسوس أن يفعل شيئًا فاستنجد بأرنولف الملك الكارولنجي، لكي يزحف على إيطاليا ويخلص الإمبراطورية من غاي وابنه، بل أنه توجه بشكل رمزي كإمبراطور.

مات غاي وترك ابنه لامبيرت ولكن في غضون سنة 896 مات فورموسوس، وخلفه على العرش يونيفاس السادس، الذي قضى 15 يومًا فقط على كرسي الباباوية ومات بسبب مرض النقرس، فخلفه ستيفان السادس.

أغرب محاكمة في التاريخ

بسبب لامبيرت الغاضب على فورموسوس أمر الإمبراطور ستيفان السادس سنة 897 أن يخرج جثة البابا فورموسوس من قبره من أجل أن يحاكمها بسبب ما فعلته.

وهو ما حدث بالفعل، حيث تم إخراج جثة الباب من قبره بعد مرور 3 شهور على وفاته، فلم يكن فيه غير العظام، وألبسوا الجثة اللباس الباباوي والتاج، وأجلسوه على العرش، وثبتوا جثته، تم بدأ المدعي يلقي عليه التهم، التي بالطبع لم يدافع فيها فورموسوس على نفسه، وكان هذا في القانون بمثابة دليل إدانة، لأن المجرم لا يستطيع أن يدافع عن نفسه.

في النهاية حكمت المحكمة أن يتم خلع الثياب الباباوية عن جثته،  وبقطع ثلاثة أصابع من يد فورموسوس وهي الأصابع التي كان يستخدمها في المباركة، وهو ما حدث، ثم ألقيت بقية رفاته في نهر التيبر. ثم إلغاء جميع القرارات التي أقرها فورموسوس.

اقرأ أيضًا: 

عنف في الليل: كيف انتهت حياة “إنريكيتا مارتي” مصاصة دماء برشلونة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!