المقالاتسلايدكُتاب

فن اختيار المحترفين في الدوري المصري

مدينة البعوث الإسلامية تقع فى حى الدراسة بالقرب من جامعة الأزهر، وهى مدينة خاصة بالطلاب الأفارقة والأسيوين الذين يدرسون فى جامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية فى القاهرة، وعصر كل يوم جمعة يتجمع الطلاب الأفارقة والأسيوين ويذهبون إلى أحد الملاعب القريبة الخاصة بالمدينة ويبدأون فى لعب الكرة عدة ساعات . أعتقد لو أن مسئولى الأندية المصرية الين يتعاقدون مع محترفين ذهبوا إلى تلك الملاعب ربما يجدون من هم أفضل من المحترفين الذين يلعبون فى أنديتنا وومبالغهم إيضا أقل ..
فلا يعقل أن يكون هذا مستوى اللاعبين المحترفين فى الأهلى والزمالك والأسماعيلى وغيرهم من الأندية المصرية إذ أن مستواهم فعليا يقل عن هولاء الطلاب الذين فى يوم من الإيام قد تراهم يلعبون فى أندية أفريقية، أما محترفو الأندية المصرية فهم على باب الله ، لاعبون يلعبون كالموظفين لتأدية واجب فقط لاغير مستواهم لا يزيد عن طلاب مدينة البعوث ..

برونو سافيو مبيفكرش مرتين .. بس بيفكر غلط

فى الأسابيع الماضية هاجمت جماهير الأهلى برونو سافيو اللاعب المحترف لديها .. وفى ذلك لديهم حق فلا يعقل أننا نأتى بلاعب برازيلى لأحراز ثلاثة أو أربع أهداف فقط لاغير، ومع كامل الاحترام له فإن وجوده لا يفرق كثيرا مع الأهلى فى المباريات .. نفس الحال لجماهير الزمالك التى تهاجم المثلوثى منذ عامان ثم هذا العام تهاجم العم سام أو سامسونج أو سامسون فكلها مسميات لنفس اللاعب الذى لايقدم إى أضافة للزمالك ومعه الجزيرى إيضا الذى يعتبر أفضلهم نوعا ما ..
لذلك أعتقد أن هناك أمر خطأ فى أختيار المحترفين فى مصر والدليل على ذلك أنظر إلى فرق شمال أفريقيا فى تونس والجزائر والمغرب ونوعية وأسعار اللاعبين المحترفين هناك سترى الفرق واضح وبكل نجاح لفرق شمال أفريقيا وكيفية أختيار اللاعبين المحترفين لديهم . الدورى العام المصرى به 89 لاعب محترف من 26 دولة من 3 قارات أفريقيا وأسيا وأمريكا الجنوبية .. لاعبين من البرازيل وكولومبيا وفلسطين ، بالإضافة إلى 23 لاعب عربى من تونس والجزائر والمغرب ..والمحصلة لاشىء .. عدد محدود جدا منهم من يلعب فى منتخبات بلادهم والباقى شبه اللاعبين المصريين ويعتبرون هواة ..
أين الأجانب المؤثرين ؟؟ لاتجد .. إين المبدعين الذين يضيفون قيمة للفريق وللدورى ؟؟ لاتجد .. كل عام تعاقدات مع لاعبين من مختلف البلدان والمحصلة صفر .. أعتقد أخر اللاعبين المؤثرين كان أشرف بن شرقى وفرجانى ساسى وعلى معلول وكينو البرازيلى الوحيد الذى أتى من قارة أمريكا الجنوبية وترك أثر فى الكرة المصرية ويمكن أن نضيف إليهم حاليا وليد الكرتى وفخرى لاكاى لاعبى بيراميدز إيضا .. لكن بعدهم لم يظهر أحد .. أكثر من 80 لاعب حاليا ولا تتذكر منهم أحد ترك بصمة أو علامة على أداء فريقه أو على الدورى ..
كلهم متشابهين .. وكأن اللاعبين البارزين عملة ندرة ومروا على الدورى المصرى بالصدفة كوارشى – إيمانويل أمونيكى – أحمد فيليكس – أوتاكا – جلبيرتوا – معلول – ساسى – بن شرقى – كينو .. .. عدد من اللاعبين لا يتجاوز عددهم صوابع اليدين .. لكن على النقيض كنا نرى أشباه لاعبين مثل أوتشيرى – أكى – جيرالدوا – ميكسونى – هندريك – أليو بادجى – صمويل أوسو – أوسو كونان – عثمانو – موسى تورى – كاسونجو – والتر بواليا – ساليف كوليبالى – أسحاق أول – وهولاء لعبوا فى الأهلى والزمالك .. لك أن تتخيل أكبر نادينن ولديهم كل هولاء الفشلة فماذا عن باقى الأندية ؟؟ ..
كل تلك الأسماء الفاشلة أعتقد أن لاعبى مدينة البعوث سيكونوا أفضل منهم وأقل تكلفة إيضا ولكن واضح أن الموضوع له أبعاد أخرى .. عمولات وسمسرة ووكلاء لاعبين يتدخلون ويجلبون لاعبين وكأنهم مهاجرين فروا فى مراكب هجرة غير شرعية ووصلوا إلى مصر سرا وأتى بهم الوكلاء إلى أندية مصر .. وهنا يأتى السؤال إين دور الأدارات الرياضية للاندية ؟؟ أين دور لجان التخطيط والمتابعة التى تبحث عن اللاعبين وتأتى بأفضلهم ؟؟

الأرقام لا تكذب ؟

ومن واقع الأرقام التى تم صرفها على اللاعبين الأجانب فى مصر مثلا فى تقرير الفيفا عام 2019 كان حجم التعاقدات فى مصر ما يقرب من 34 مليون دولار وهو رقم كبير جدا وضع مصر فى المرتبة 24 عالميا فى التعاقدات الأجنبية والأول أفريقيا ولك أن تعرف أن الدولة الثانية فى الأنفاق أفريقيا وقتها كانت تونس بمبلغ حوالى 3 مليون دولار ؟؟ هناك مشكلة كبيرة جدا فى الأندية المصرية التى تقوم بالتعاقد مع اللاعبين المحليين والأجانب وبعدها تتعاقد مع المدرب وتخبره أن هولاء هم المتاحين فالنتيجة لاعيبة ليست من أختيار المدرب فإما أن يحدث تصادم ولا يقتنع المدربين بكثيرين منهم كما حدث مع أزارو وفايلر فى الأهلى أو موسيمانى وأليو بادجى مثلا أو أكى وأتشيرى فى الزمالك ..
وأحيانا يتم التعاقد مع لاعبين ويأتى المدير الفنى يقرر عدم الأستعانة بهم ويرحل اللاعبين دون أن يلعبوا مباراة واحدة ويتم رفع قضايا منهم على الأندية كما حدث مع الأسماعيلى مثلا .. أو غيرهم فى الأندية المصرية التى تضطر أن تضحى بالمدرب وتبقى على اللاعب مثلما حدث مع جاريدو فى الأسماعيلى مؤخرا ..
لذلك فكل المؤشرات تدل أن هناك خطأ ما فى إدارة ملف التعاقدات مع اللاعبين المحترفين فى مصر وعلى الأندية المصرية مراجعة سياسة تعاقداتها للاعبين حتى ننهض بمستوى اللعبة فى مصر فالدول من حولنا لديها فن أختيار المحترفين أما نحن لا فن ولا إدارة وننتظر الحظ ولا نريد أن نتعلم فن أختيار المحترفين ..!!
أحمد عبد الغني 
 كاتب ساخر وناقد رياضي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!