ولدت الفنانة الكبيرة عقيلة راتب في مارس 1916 لأسرة أرستقراطية واسمها كاملة محمد كامل وكان والدها دبلوماسى كبير وأول مصرى يعمل بقلم الترجمة فى وزارة الحارجية حيث كان يتقن 7 لغات.
واقعة الخليج المصري
كانت عقيلة راتب سببا في معركة كبيرة بين الإنجليز والمصريين، هي معركة الخليج المصري، حيث كان والد عقيلة دبلوماسى كبير وأول مصرى يعمل بقلم الترجمة فى وزارة الخارجية، وحاولت قوات الاحتلال القبض على والدها، ودخلت قوة من البوليس لمنزله في شارع الخليج المصري لتبحث عن أصول المنشورات التى توزع ضدهم، حيث كان لوالدها دور كبير فى ثورة 1919 يترجمها إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية، لتصل لأكبر عدد من الجاليات الموجودة في مصر، لنشر قصة الثورة في الصحافة العالمية، لتأليب الرأي العام ضد المحتل الإنجليزي.
كانت الطفلة كاملة محمد كامل، التي سنعرفها باسم عقيلة راتب في الخامسة من عمرها، وتشبثت كأي طفلة بصندوق العابها، حاول الجندي نزعه منها، فنمسكت به، فضربها أحد الجنود الانجليز على رأسها فأغمى عليها وثار الأهالى وحدث اشتباك بينهم وين الجنود الانجليز وراح ضحيته 5 شهداء من المصريين، وعُرفت هذه الواقعة بواقعة الخليج المصري نسبة للشارع الذي يقع به منزل الدبلومي محمد كامل.
بعدها قامت مظاهرة كبيرة اضطرت الإنجليز للإفراج عن الدبلوماسى والد الطفلة كاملة، كان الأب يحلم بإنجاب طفل ليحمل اسم والده، بعدما فقد ابنه الوحيد الذى مات طفلا، لكنه أصبح أبو البنات، لذلك عندما أنجب ابنته الصغرى أطلق عليها اسم «كاملة» مؤنث كامل.
ظهرت مواهب عقيلة راتب الفنية فى سن مبكرة وعرض عليها زكى عكاشة صاحب فرقة عكاشة العمل فى فرقته وهى فى سن 14 عاما، لكن والدها رفض بشدة وضربها فانتقلت إلى بيت عمتها واحترفت الفن فقاطعها والدها، واختارت لنفسها اسم عقيلة راتب، لتبعد عن اسم عائلتها.
وحازت عقيلة راتب شهرة واسعة بعد عملها فى فرقة عكاشة وكتبت عنها الصحف وانتقل إسماعيل باشا صدقى وعدد من الوزراء لمشاهدة ماتقدمه النجمة الصاعدة من أوبريتات على المسرح وكتبت الصحف حينها مجلس الوزراء انعقد من أجل عيون عقيلة راتب.
وانتقلت للعمل بفرقة على الكسار، ولجمالها الشديد وأخلاقها تعلق بها عدد من رجال السرايا وطلبها أحدهم للزواج فرفضت مفضلة عليه زميلها مطرب الفرقة الشهير والدنجوان وقتها حامد مرسى الذى سبق وتزوج قبلها عدة مرات، وتم الزواج بينهما عام 1932 وكان عمرها وقتها 16 عاما وأنجبت منه ابنتها الوحية أميمة التي تشبهها تماما.
واكتشفت عقيلة راتب عددا من كبار النجوم ومنهم عماد حمدى ومحمد فوزى ومحمود المليجى وأنور وجدى، وأنتجت عددا من الأفلام ولكن احترقت هذه الأفلام ومعها عدد كبير من افلام عقيلة راتب فى حريق استديو مصر الشهير.
وعندما جاءت فرقة مزاى المجرية إلى القاهرة شاركت عقيلة الفرقة فى تقديم استعراض فعرض عليها مدير الفرقة الانضمام لفرقته والسفر للخارج حتى تصبح فنانة استعراضية عالمية ولكنها رفضت بسبب تعلقها بزوجها وأسرتها.
تزوجت عقيلة راتب من الفنان حامد مرسي وانجبت منه ابنتها الوحيدة أميمة (ماتت سنة 2018)، ووقع الطلاق بينها وبين زوجها حامد مرسى بعد زواج استمر لمدة 26 عاما واستمرت علاقة الود والصداقة بينهما حتى وفاته ولم تتزوج بعده، ورغم زواجه بعها إلا أنها صممت أن تخرج جنازته من بيتها.
وظلت عقيلة راتب تعمل حتى شاركت فى أخر أفلامها وهو فيلم المنحوس عام 1987 وقبل انتهاء مشاهدها فى الفيلم اصيبت بالعمى وفقدت البصر تماما ولكنها أصرت على استكمال مشاهدها، ولم يلاحظ أحد إصابتها بفقدان بصرها، وبعدها ابتعدت عن الفن حتى وفاتها فى 22 فبراير من عام 1992.
