بث عاجلتقاريرسلايد

نيللي بلاي.. قصة صحفية أدت بها شجاعتها لمصحة عقلية

صاحبة رحلة حول العالم في 80 يوم

كتب – أحمد المرسي

غيرت “نيللي بيلي” التقارير الصفحية لتكون أكثر إنسانية، هذا كان تأثير إليزابيث جين كوشران، الصفحية الأمريكية التي دخلت مجال الصحافة في عام 1885.

خاضت نيللي العديد من المغامرات، التي سجلتها في تقاير عديدة من الصحافة الاستقصائية، منذ دخولها عالم الصحافة وحتى وفاتها في عام 1922.

كان أحد اشهر مغامرت نيللي هي رحلة حول العالم في 80 يوم. تلك الرحلة التي جعلتها رائدة في عالم الصحافة، وكان ذلك في عام 1888.

حول العالم في 80 يومًا

في أواخر القرن الـ 19  كتب الروائي جول فيرن روايته الخالدة “حول العالم في 80 يومًا”، وكانت نيللي وقتها صحفية في جريدة بيتسبيرغ ديسباتش، وقد دخلت في تحدي أن تفعل ما فعله بطل روايته  فيلياس فوج وأن تدول حول العالم في 80 يومًا فقط.

في صباح 14 نوفمبر 1889 بدأت نيللي ريحلتها من سفينة أوغوستا فيكتوريا من أمريكا وبدأت رحلة طولها 40 ألف كيلومتر، مرات نيللي بلندن في ذلك الوقت وقابلت الكاتب “جول فيرن” صابح الرواية، وقال لها أنه من المستحيل أن تفعل ما فعله فيلياس الخيالي، ولكن صديقتها قالت له أنها نيلي ستجعل من “فيلياس” نكتة.

انتقلت نيللي إلى وبرينديزي، وقناة السويس، سيلان، والمستوطنات في مضيق بينانغ وسنغافورة، وهونغ كونغ، واليابان. سمح تطوير فعالية شبكات الكابلات البحرية، والتلغراف الكهربائي، لبلي بإرسال تقارير مرحلية قصيرة أثناء ترحالها، وبدأ القراء يتابعون رحلتها بشغف منقطع النظير.

رحلت لسنغافورة ثم انتقلت لسان فرانسيسكو، وعادت إلى نيويورك بعد 70 يومًا فقط من رحيلها. محققة رقمًا قياسيًا على الرغم من أن الرقم كسر بعد ذلك بأشهر قليل عن طريق جورج فرانسيس ترين، والذي كانت أول تجربة إبحار له حول العالم في عام 1870، وشكلت غالبًا مصدر إلهام لرواية فيرن، حيث أكمل الرحلة في 1892 في 67 يومًا فقط، وفي رحلة أخرى 1892 أكملها في 60 يومًا. وفي 1913 تم كسر الرقم بعدد أيام 36 يومًا فقط!.

مغارة مستشفى المجانين

قبل أن تحصد بيلي شهرتها عن طريق تلك الرحلة كانت تخوض مغامرة أخرى، ففي عام 1887 وعندما كانت تعمل في صحيفة “نيويورك وورلد” قامت بالتنكر في شكل امرأة وتظاهرت بالجنون من أجل دخول مصحة جزيرة بلاكويل القاسية، من أجل كشف الطريقة السيئة التي تتعامل بها الممرضات مع المجانين.

ذهبت نيلي إلى منزل مؤجر للنساء العاملات، وهناك استأجرت غرفة، ودفعت 30 سنت من أجل ليلة واحدة، ولكن قبل النوم رفضت الذهاب إلى غرفتها وقالت أن كل الموجودات مجانين وأنها تخاف من أن يقتلونها خلال نومها، ساد الهرج عندما رفضت نيللي الصعود لغرفتها، وظلت جالسة على السلم. لم تستطع صاحبة المنزل التعامل مع الموقف، وأخبرتها السيدات الاخريات أن نيللي مجنونة، وتمثل خطر عليهن، وطلبوا طردها.

في اليوم التالي حضرت الشرطة واصطحبوها إلى المحكمة، حيث تصنعت الجنون، وكشف عليها طبيب ولكنه لم يستطع أن يتعرف أنها سليمة واستطاعت خداعه فأرسلها القاضي بالفعل إلى المصحة المنشودة.

داخل المصحة المرعبة

منذ اليوم الأول لنيلي في المصحة تحولت حياتها إلى جحيم، واكتشفت أن المصحة كان بها أشخاص عقلاء، ولكن تم التخلص منهم في تلك المصحة ليفقدوا عقلهم هناك. من التعامل القاسي من الممرضات اللواتي كن يضربن النزيلات، ويجبرهن على جر عربات بدلًا من الخيول في مزارع المصحة.

كشفت نيللي عن التحرشات التي تتعرض لها النساء داخل المصحة من الأطباء، والضرب الذي يتلقينه على أيدي الممرضات الموجودات هناك.

بعد مرور 10 أيام من تلك المغامرة قامت نيللي بالكشف عن هويتها للأطباء الموجود بالمصحة، ولكنهم قالوا لها أنها مجرد مجنونة تعاني ضلالات، وأنها تختلق ذلك، وأنها ليست صحافية ولا دخلت المصحة لعمل تقرير. ورفضوا إخراجها من هناك، لتجد نيللي نفسها حبيسة في المصحة.

الحبس في المصحة

تأخر خروج نيللي من المصحة وهو ما جعل زملائها يقومون بنشر القصة في الجرائد، وقاموا بإبلاغ الشرطة بما حدث، ثم قاموا بعمل احتجاج رسمي، حضرت على إثره قوة بوليسية من أجل تحريرها من مكانها.

خرجت نيللي من المصحة وهي تشعر بالألم على النزيلات هناك، وقررت أن تكتب من أجل استرداد حقوقهن، وتحسين أحوالهن، فنشرت كتاب “10 أيام في مصحة الأمراض العقلية”، الذي أحدث ضجة كبيرة، وحرك الحكومة.

ذهبت نيلي بصحبة المراقبين من الحكومة للتفتيش عن المصحة، ولكنها اكتشفت أنهم كانوا قد استبدلوا كل شيء بأشياء جديدة حسنة، وأنهم أخفوا المرضى الذين كانت تتعامل معهم من الأساس واستطاعوا خداع الحكومة.

جمعت نيللي التبرعات من أجل المصحة، وبالفعل استطاعت أن تجمع مليون دولار، قامت بعدها بإعادة إنشاء المصحة من جديد وفق للأساس والأنظمة الإنسانية.

 

اقرأ أيضًا:

فاني آدمز.. الطفلة الضحية التي أصبح اسمها شتيمة بريطانية

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!