تقاريرسلايد

لماذا تأخر غسل جثمان أم كلثوم يومين قبل دفنها

السر في الأمير عبد الله الفيصل

كتب – أحمد المرسي

مع بداية شهر فبراير عام 1975 لم يكن للمجتمع حديث إلا عن مرض كوكب الشرق أم كلثوم، حيث تابعت الصحف المصرية أمر نقلها ألى المستشفى في مرضها الأخير بشغف.

وفي 3 فبراير أعلن وفاة أم كلثوم عبر بيان سمي أذاعه رئيس الوزراء، ليعم الحزن على أرجاء مصر والعالم العربي بالكامل، وعرفت في ذلك الوقت الأجهزة الأمنية أن جنازة أم كلثوم لن تكون جنازة عادية، وأنه سيكون هناك حدث ضخم، وأنها ستكون مكلفة بتأمين واحدة من أكل الجنازات في التاريخ، فبدأت وزارة الداخلية توجه نداءات تطالب فيها الجماهير الحزينة بضبط النفس عند بداية الجنازة، سرعات ما تحولت تلك التنبيهات إلى رجاء وتوسل. فإن كنتم تحبون أم كلثوم فساعدونا على النظام.

تأجيل غسل الست

ووسط كل ذلك، وكعادة المسلمين في دفن موتاهم كان يفترض ان يتم تغسيل أم كلثوم فورًا قبل دفنها، ولكن الحقيقة أن الحكومة المصرية أوقفت تغسيلها، وقامت بتأجيله.

والحقيقة أن تأجيل غسل أم كلثوم كان بناء على طلب من الأمير السعودي عبد الله الفيصل، والذي قام بإرسال طائرة خاصة وعليها كمية كبيرة من ماء زمزم من أجل تغسيل كوكب الشرق بها.

وبالفعل وصلت الطائرة لمصر، وتم تغسيل أم كلثوم بها، في يوم 5 فبراير بعد أن تم إخراج جثمانها من ثلاجة المستشفى العسكري بالمعادي، بعد أن صدق بخروجها شقيقتها سيدة وابنتها سعدية، وبعض الأقارب، وتم لف جسدها في 11 ثوبًا، كان آخرهم ثوب من الملس الأخضر الفلاحي دليل على نشأتها الريفية الأصيلة.

جنازة عسكرية مهيبة

في الساعة السادسة صباحًا، حمل الجثمان إلى مسجد عمر مكرم وأغلق المسجد بشكل كامل، وقام بالصلاة عليها الشيخ حلمي عرفة إمام مسجد الحسين.

بعد خروج الجثمان من المسجد بدأ عزف الموسيقى العسكرية ولف النعش بالعلم المصري، وحضر الجنازة عدد من الملوك ورؤساء الوطن العربي من عشاق الست، ووزراء الخارجية العرب. وكان المصريون يملأون الشوارع المحيطة، للدرجة التي أجبرت الأجهزة الأمنية إلى تغيير خط سيرة الجنازة، حتى تذهب لمقبرتها في البساتين. وكان أربعة ملايين مصري يهتفون في تلك اللحظة : “لا اله الا الله.. فنانة الشعب في رحاب الله”.

من هو عبد الله الفيصل؟

كان الأمير عبد الله الفيصل هو الابن البكر للملك فيصل بن عبد العزيز، وكان من عشاق الست، وكانت أمنيته مقابلتها، وأن تقوم بالغناء له، حيث كان شاعرًأ، وقد طلب من الرئيس جمال عبد الناصر التوسط له عند أم كلثوم من أجل أن تغني له أغنية، وألتقاها في 1958 في منزل عبد الناصر، وسمعت منه عدة قصائد واختارت من بينها قصيدة “ثورة الشك”.

وتوالت الأعمال بين كوكب الشرق وعبد الله الفيصل حيث غنت له بعد ذلك “من أجل عينيك عشقت الهوى”، ودعاها للحج مرتين و5 مرات عمرة. وكان ذلك تحت حراسة الحرس الملكي السعودي.

وقد أرسل لها عبد الله الفيصل قبل وفاتها طائرة مخصصة بها كميات كبيرة من ماء زمزم لتشرب وتستحم بها منذ دخولها المستشفى في 22 يناير من العام نفسه.

اقرأ أيضًا:

عام 1978.. عندما حاول اليابانيون بناء الهرم الرابع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!