بث عاجلتقاريرسلايد

عزبة البرج.. تاريخ مصر الطويل كما يرويه الصيادون

تاريخ طويل يرويه الصيادون

كتب – أحمد المرسي

يعرض حاليًا على شاشة قناة dmc مسلسل تحت الوصاية. من بطولة الفنانة منى زكي. والذي تم تصوير أغلبه في مدينة عزبة البرج بمحافظة دمياط.

وصورت منى زكي العديد من المشاهد بمنطقة طابية عرابي. حيث تتجمع ورش صناعة المراكب واليخوت. كذلك يدار هناك أكبر مزاد للاسماك في مصر.

وأبدت الفنانة منى زكي اعجابها الشديد بدمياط. وخاصة عزبة البرج. وأشارت أنها رأت أكبر أسطول للصيد البحري في المنطقة. وقالت أن بها أمهر صانعي المراكب.

وأشاد العديد على مواقع التواصل الاجتماعي بإخراج المسلسل والقصة. التي تدور بين صيادي السمك في عزبة البرج. وبتلك المناسبة يسلط بث مباشر الضوء على تاريخ عزبة البرج الطويل والثري.

سبب التسمية

يبدأ تاريخ عزبة البرج المكتوب في عصر الخليفة العباسي المتوكل. حيث هاجم البيزنطيون مصر عن طريق دمياط. بعد أن نهبوها. وأسروا أهلها سنة 853م. فقام المسلمون بقيادة عنبسة بن إسحاق. ببناء برجين للدفاع عن المدينة ومدخل النيل. أحدهما شرقي في عزبة البرج. والآخر غربي في رأس البر. حيث تقع مقابلها. وقد تم ربط البرجين بالسلاسل. مما يعيق دخول أي سفينة معادية قادمة من البحر إلى مجرى النيل. فأخذت المنطقة اسمها من هذا البرج الشرقي. ولم يبق من هذا البرج شيء ولكن طمرته المياه وعوامل التعرية. وأقيم في مكانه فنار للسفن بعد ذلك.

البرجين كما ظهرا في اللوحات الغربية
البرجين كما ظهرا في اللوحات الغربية

عزبة البرج والحملة الفرنسية

مع قدوم الحملة الفرنسية لمصر سنة 1798. ثار ضد المعتدين أهل دمياط وأهل المنزلة بقيادة حسن طوبار. والذي ذكر في تاريخ الجبرتي. ويقول أن الجنرال فيال أرسل إلى زميله الجنرال دوجا المتمركز في تلك المنطقة بقرب هجوم حسن طوبار.

وكان حاسن طوبار هو حاكم المنزلة. ويمتلك أكثر من ألف مركب من مراكب الصيد في تلك الجهة. وقد قام بجمع تلك المراكب مستخدمًا الصيادين هناك من أجل قتال الفرنسيين.

ويقول كتاب الحملة الفرنسية على مصر عن حسن طوبار ومن معه:

هي بحيرة كبيرة تقع بين دمياط وبيلوز القديمة (الطينة)، والجهات المجاورة لهذه البحيرة وكذلك الجزر التي يسكنها قوم أشداء ذوو نخوة ولهم جلد وصبر، وهم أشد بأسا وقوة من سائر المصريين، ثم هم أغنياء بما ينالون من الصيد، ولهم في البحيرة خمسمائة أو ستمائة مركب، تجعل لهم السيادة في البحيرة، ولهؤلاء 40 رئيسا، وكل هؤلاء الرؤساء يتبعون حسن طوبار شيخ المنزلة وهو الزعيم الأكبر لهذه المنطقة”.

بدأ طوبار جهاده ضد الفرنسيين. واشترك معه أهالي دمياط. ونجحوا في قتل عدد من الحراس الفرنسيين. وظل القتال ليلة 16 سبتمبر 1798 مستمرًا. ونتيجة لعدم التكافؤ في التسليح استطاع الفرنسيون الحصول على مواقع الثوار. الذين تقهقروا إلى قرية الشعراء. وأخذوها معسكرًا. ولكن انتقم الفرنسيون من أهل مدن وقرى دمياط وكان منها ميت الخولي. وعزبة البرج. حيث نكلوا بأهلها. وسرقوهم.

هجر أهالي عزبة البرج بلدتهم. وتركوها مبحرين بقواربهم إلى عكا. وهدم الفرنسيون منازل الأهالي. وأقاموا طابيتين عسكريتين هناك. واحدة في عزبة البرج وأخرى غربية في رأس البر “الشيخ يوسف” عند مدخل بوغاز النيل. على انقاض البرجين القديمين.

قبر حسن طوبار
قبر حسن طوبار

عزبة البرج ومحمد علي

مع تولي محمد علي الحكم في مصر عام 1805. منح الباشا المدينة إلى عائلة كحيل السورية. فأصبحت تسمى “عزبة البرج”. ولأهميتها العسكرية قام الباشا بتحصينها واعتنى بالطابية التي أقامها الفرنسيون.

وفي عام 1868 قام الخديو اسماعيل بإنشاء فنار على رأس عزبة البرج من أجل ارشاد السفن القادمة إلى البوغاز.

طابية عرابي

في عام 1882 ومع قيام الثورة العرابية. وتهديد القوات الإنجليزية لمصر. تحصن الأميرالاي عبد العال حلمي بطابية الفرنسيين. والتي كانت تسمى “قلعة العزبة” أو “طابية عزبة البرج”.

سمى الأهالي الطابية التي تحصنت ضد الإنجليز بطابية عرابي، ولازالت تسمى حتى الآن بذلك الاسم. وقد قبض الانجليز على عبد العال حلمي بعد رفضه الاستسلام. وقاموا بإتلاف المدافع التي فيها.

ظلت الطابية طي النسيان بعد ذلك. حتى قام العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956. فاستخدمت الحكومة المصرية الطابية من أجل إيواء المهاجرين من مدن القناة. وقامت بإضافة طابق ثالث لها. لتستوعب أكبر عدد من المهاجرين. وتقع الطابية على امتداد 60 ألف متر.

مع بداية السبعينات. تعرضت الطابية للإهمال الشديد وأصبحت مأوى للمجرمين ومروجي المواد المخدرة. وعلى الرغم من عزم الحكومة على تجديدها وبرغم من إدراجها في قائمة الآثار الإسلامية لدى اليونيسكو إلا أن ثورة يناير 2011 قد تسببت في توقف أعمال الترميم.

عزبة البرج وقراصنة الصومال

في عام 2006 وقعت مركبتين من مراكب أهالي عزبة البرج في أسر القراصنة الصوماليين. أثناء إبحارهما عند سواحل زيلع. حيث اعتاد الصيادون في عزبة البرج القيام برحلات صيد بالقرب من الصومال وكذلك لحدود اليونان.

ودخلت السلطات المصرية في مفاوضات مع القراصنة الصوماليين من أجل إعادة المخطوفين. ولكن لم تصل تلك المفاوضات إلى شيء يذكر. ليفاجأ الصيادون المختطفون – وهم 33 صيادًا – العالم بأنهم قد حرروا أنفسهم من قبضة القراصنة الصوماليين. وعادوا بسفينة بعد أن قتلوا اثنين من القراصنة وأسروا 8 منهم. ليكونوا أول من نجح بالهروب من قبضة هؤلاء القراصنة.

وتتميز اليوم عزبة البرج بالمباني الملونة على شاطيء النيل. والتي تم طلائها بألوان مبهجة تسر الناظرين.

اقرأ ايضًا:

شهر رمضان وشيرين الطحان.. شهر التألق والرحيل

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!