في 21 أبريل 1918 .. ولد الفنان الكبير عدلي كاسب، والذي يمكنني تسميته .. بالعبقري صاخب الوجوه المتعددة .. وصاحب القدرة المذهلة على تقمص الشخصيات التي يلعبها.
فهل تُصدق أن الجزار المرعب في “السفيرة عزيزة”، هو الخال خفيف الظل في “العريس يصل غدا”، وهو أبو جهل في عدد من الأفلام، وهو رئيس التحرير في “سر طاقية الإخفاء”، وهو المعلم حسنين في البنت اللي قالت لا.
كل هذه الأدوار خلفها عدلي كاسب الرجل الذي يستطيع تقمص أي دور، مهما كانت صعوبته.
ولد الفنان عدلي كاسب، م الخليج بحي مصر القديمة في القاهرة عام 1918 لعائلة من ذوي الاملاك، اسمه عدلي عبد الحميد كاسب، وتوفي والده عبد الحميد كاسب وابنه عدلي في العاشرة من عمره.
أحب الفن منذ طفولته، والتحق بفريق التمثيل المدرسي، وكان يتابع عروض العديد من الفرق المسرحية. تخرج في مدرسة الفنون والصنايع (وهي مدرسة الفنون التطبيقية الآن)، وعمل مدرسًا في كلية الهندسة بادارة الورش لمدة 12 عامًا، كما عمل مشرفًا على النشاط الرياضي بالكلية من سباحة وكشافة وجوالة حيث كان رياضياً متميزاً وأحد أبطال رفع الأثقال وظل دائمًا ممارسًا مستمرًا لعدد من الرياضات مثل كمال الأجسام والسباحة.
وفقًا لحوار ابنه الفنان ممدوح عدلي كاسب في برنامج “يسعد صباحك” على التليفزيون المصري، كان عدلي كاسب محبًا للتمثيل وقادر على معايشة أي شخصية يؤديها، لهذا أطلقوا عليه “الفنان ذو الألف وجه”، و”عفريت السينما”.
لكن والده كره دور أبو جهل، في فيلم “هجرة الرسول” رغم براعته فيه، وذلك لأنه كان رجلا مصليا ومؤمنا، وكره أن يقترن اسمه باسم أبو جهل، عدو الرسول والإسلام، وكرهه بعدما أداه لأنه كان رجلًا مصليًا ومؤمنًا، وكان أقرب أفلامه لقلبه، وأقربها لشخصيته الحقيقية، دوره فيلم “لقاء في الغروب” حيث كان “طيب جدًا”، وفقا لشهادة نجله.
كان روتين عدلي كاسب المعتاد في يوم الجمعة، أن يذهب للصلاة في مسجد سيدي الأنصاري في منطقة مصر القديمة، ويجلس بعد الصلاة ليقابل أهل المنطقة ويسلم على الناس وكان يحرص يوم الخميس على الصلاة في مسجد الحسين.
وكان يحب السير في الشوارع وكان يبرر هذا بأنه يستقي من ملامح الناس أدوات يتقمص بها شخصياته، وكان يتمتع بمحبة كبيرة من كل مكان يذهب إليه وكان الناس ينادونه بأسماء شخصياته.
علاقاته في الوسط الفني
كان عدلي كاسب محبا لأسرته جدا، ويعشق الجلوس في المنزل، وكان من أصدقائه المقربين في الوسط الفني، عدد من الفنانين منهم الفنان حسن فايق، وعندما أصيب الفنان الراحل حسن فايق بالشلل النصفي في نهاية حياته، كان كاسب الفنان الوحيد الذي يزوره باستمرار في منزله.
مات الفنان عدلي كاسب وهو مبتسم، وكان يسمتع إلى القرآن من مقرئه المفضل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، ومات مثل أشقائه الثلاثة طه وإحسان وعطية، حيث توفوا جميعًا بـ”أزمة قلبية”، حيث توفي عدلي كاسب، بعد إصابته بإزمة قلبية عقب عودته من بروفات عمل جديد مع الفنان حسن يوسف، والمخرج إبراهيم الشقنقيري، في 13 سبتمبر 1978، عن عمر ناهز 60 سنة.
وفاة نجله
تزوج الفنان عدلي كاسب، في سن التاسعة والعشرين من السيدة (آمال) التي أنجبت ابنائه الأربعة كاسب وإيهاب وممدوح وأمنية.، ولد ابنه ممدوح عدلي كاسب، في 25 نوفمبر 1949 وتخرج في كلية التجارة وعمل في مجال البترول لمدة 18 عاماً .. ثم اتجه مثل والده للتمثيل، فعمل ممثلًا بالمسرح القومي المصري، وبجانب التمثيل فقد كان أيضًا فنانًا تشكيليًا وقدم أعمالًا فنية بتشكيل الصدف والقواقع البحري.
وأقام ممدوح، العديد من المعارض الفنية بمصر وبالخارج، كما كان عازفًا للدرامز وكان والده الفنان عدلي كاسب هو من شجعه على تعلم الإيقاع، وكان كذلك سباحًا ولاعبًا لكرة الماء، وشارك في بعض الأعمال الفنية التلفزيونية منها “قاسم أمين، الدالي، اختطاف”، ولعل أشهر أدواره، دور الرجل الصعيدي الذي قرر الأخذ بالثأر في مسلسل “عباس الأبيض في اليوم الأسود”.
وشارك أيضًا بعدد من المسرحيات يُذكر منها مسرحية “ليالي الأزبكية”، وتوفي الخميس 25 سبتمبر 2014 عن عمر يناهز الـ65، حيث تم تشييع الجنازة من مسجد النور بالعباسية.
