يحفل التاريخ المصري بالكثير من الوقائع التي قد لا تصدق، سواء بسبب وحشيتها المفرطة، من ضمن هذه الأحداث التاريخية هي حادثة قتل “طاهر باشا” والي مصر.
رحيل الحملة الفرنسية
بعد رحيل الحملة الفرنسية عن مصر في عام 1801. طمع المماليك في العودة لحكم مصر من جديد. وأراد الأتراك إعادة ضمها للدولة العثمانية. فيما حاول الانجليز استخلاصها لهم من بعد الفرنسيين.
لم يكن الجيش العثماني في نهاية القرن 18 وبداية القرن 19 جيشًا حقيقيًا. لكنها كان مجرد ميليشيات من جنسيات متفرقة. مثل الألبان والأكراد وغيرهم.
عندما عاد العثمانيون لمصر بعد جلاء الحملة الفرنسية. قاموا بتعيين “خسروا باشا”. ولكن عندما عجز عن دفع رواتب الجند. قاموا بأعمال الشغب. باعتبارهم مجرد مرتزقة أو “باشابوزق”.
أعمال الشغب دفعت المصريين للثورة. وتحت التهديد عزلت الدولة العثمانية خسرو باشا. وقامت بتعيين طاهر باشا. قائد الألبان.
من هو طاهر باشا
لم يكن طاهر باشا في الأساس غير قاطع طريق. معه عصابة. وقامت الدولة العثمانية بإرساله لمصر مع عصابته. عندما كانوا يقومون بتعبئة لإرساله لمصر لإخراج الفرنسيين.
عندما تولى طاهر باشا الحكم قام بتأخير الرواتب على الجنود من الفئات الأخرى. لأن السلطان العثماني لم يكن يرسل له المال. وهو ما أثار غضبهم. فطلعوا إلى بيته. وقطعوا رأسه بضربة سيف. ثم أمسكوا بها وألقوها من الشباك على عساكره فجروا.
جثة الباشا
يقول الجبرتي أنهم أخذوا جثة طاهر باشا. ودفنوها. ولكن الرأس لم تدفن معه. ولكنهم أخذوها من أجل البقشيش.
في ذلك العصر كان رأس القتيل مثل إعلان نتيجة الانتخابات. فلو لم تمتلك رأس غريمك ففي هذه الحالة أنت لم تنتصر عليه. للدرجة التي يقول فيها الكاتب محمد جلال كشك. في كتابة “ودخلت الخيل الأزهر”. أنها كان من الممكن أن يضعوا رأس القتيل على صواني فضة. ويدورون بها على الناس المتجمعين في الشوارع. ويطلبوا منهم الصلاة على النبي. ويقومون بتوزيع الملبس عليهم.
رأس وصاحبها
كان المستفيد الوحيد من رأس طاهر باشا هو محمد علي. ما نعرفه بباني مصر الحديثة. أخذ العساكر الإنكشارية الرأس وقرروا أن يسلموها له مقابل البقشيش. ولكن قبل الوصول هجم عليهم عساكر طاهر باشا الألبان وقاموا بذبحهم وأخذوا الرأس ودفنوها مع الجسم.
قبل محمد علي
قبل أن يتولى محمد علي باشا حكم مصر في عام 1805. تولى حكم مصر خمس ولاة حكموا مصر كانت نهايتهم القتل والخلع في أقل من 4 سنوات فقط. حتى جاء محمد علي باشا وحكم البلاد أكثر من 40 سنة. وقام بتغيير منظومتها بالكامل. ليبني بدلًا من كل ذلك جيشًا نظاميًا قويًا ودولة حديثة.
