الأخبارتقاريرسلايد

ماري إنطوانيت.. من كرسي العرش إلى مقصلة الجلاد

ماري إنطوانيت.. من كرسي العرش إلى مقصلة الجلاد

كتب – أحمد المرسي

في 16 أكتوبر 1793 ، تم إعدام ماري إنطوانيت ملكة فرنسا، بعد أشهر قليلة من تلقي زوجها الملك لويس السادس عشر المصير نفسه.

يعرف الكثيرون عن الثورة الفرنسية الصورة المضيئة منها، ولكنهم لا يعرفون الجانب المظلم والدموي، والذي تلخص في إعدام كل أعدائها وبطريقة وحشية.

وهذه قصة قطع رأس ملكة فرنسا في وسط أشهر ميادين باريس

زواج مبكر

كانت ماري انطوانيت نمساوية، لم تكن فرنسية، جاءت فرنسا في عمر 14 عام من أجل الزواج من لويس السادس عشر. والذي كان وقتها في 15 من عمره. واشتهرت ماري بالاهتمام بالموضة بشكل كبير فأصبحت أيقونة عصرها.

وكانت ماري ممثلة الحضارة النمساوية الراقية.فعندما كانت تقوم باتباع موضة كانت جميع النسوة يقلدنها مباشرة. واشتهرت تسريحة شعرها باسم تسريحة ماري، والتي تتكون من ابراج مزينة بالريش والزهور.

ملكة الكعك

على الرغم من اشتهار عبارة “إذا لم يجدى الفقراء الخبز، فليأكلوا الكعك” قد ارتبط بماري انطوانيت، ولكن الحقيقة أنه لا يوجد أي دليل على أنها قالتها. ولا ذكر لهذه العبارة إلا في كتابات جان جاك روسو، والذي ذكرها على لسان نبيلة من النبيلات. ولم يذكر من هي. ولكن راق للعامة أن يلصقوها بماري.

كان أبرز من نفى تلك القصة هو الكاتب جان باتيست ألفونس كار والذي قال في مقالة له أنه عثر على عبارة “دعهم ياكلون البريوش”. وهو العبارة التي قصد بها “الكعك” في كتاب نشر في عام 1760. وهذا يعني أن ماري كان عمرها خمس سنوات لا غير.

ماري والثورة الفرنسية

كانت ماري في تلك الفترة ملقبة بين أفراد الشعب باسم “سيدة العجز الاقتصادي”، بعد أن حملوها أسباب الأزمة الاقتصادية. وزاد من تأجج تلك المشكلة قضية عرفت في التاريخ الفرنسية بقضية “عقد ماري انطوانيت”.

وتتلخص القضية في أن كونتيسة كلفت أحد الكاردينالات ليشترى لها قلادة باهظة الثمن من الألماس نيابة عن الملكة. على الرغم من أن الملكة كانت قد رفضت سابقًا شرائها. ولكن تواترت الأخبار الكاذبة في عام 1785 أن الملكة وضعت يدها على العقد المكون من 600 ماسة من مال الشعب. فساءت سمعتها أكثر.

عندما اشتعلت الثورة الفرنسية. وسقط الباستيل. تم إلحاق العديد من الاتهامات بماري انطوانيت. لأنها نمساوية. وكانت النمسا في ذلك الوقت تعتبر واحدة من أعداء فرنسا.

عندما تطورت الأمور قررت ماري الهروب مع زوجها الملك وابنها، ولكن عندما كانت العربة تخرج من باريس. وتحديدًا في فاران شاهدها واحد من المواطنين. وقارن صورة شكل الملك بصورته المطبوعة على العملة. فصرخ أنه عثر على الملك يهرب. فتم القبض عليه.

الملكة في السجن

تم سجن العائلة المالكة في المعبد وفي  21 سبتمبر 1792 ، أعلنت الجمعية الوطنية رسميًأ أن فرنسا أصبحت جمهورية. واسقاط النظام الملكي بعد ألف سنة.

وفي يناير 1793 حكم على ليوس السادس عشر بالاعدام بتهمة التآمر على الدولة. وسمح له بقضاء بضع ساعات قصيرة مع أسرته حتى إعدامه أمام حشد من 20 ألف فرنسي.

في غضون ذلك ، كانت ماري أنطوانيت لا تزال في طي النسيان. ففي أوائل أغسطس تم نقلها من المعبد إلى سجن “كونسيرجيري” ، المعروف باسم “غرفة انتظار المقصلة” ، وبعد شهرين تمت محاكمتها.

كانت ماري تبلغ من العمر 37 عامًا فقط. ولكن كانت كعجوز شاحبة للغاية في هذه الفترة، وقد خضعت لمحاكمة استمرت 36 ساعة متواصلة. وتم اتهامها بأن ابنها لويس البالغ من العمر 8 سنوات كان ابن زنا. وكانت ماري تنفي عن نفسها تلك التهم.وقد اتهموها بممارسة الزنا مع ابنها، وكان ردها أن ثارت وقالت: أنا لن أجيب على هذه الاتهامات، لان الطبيعة نفسها ترفض الرد على مثل هذه الاتهامات الموجهة ضد أم، اناشد جميع الأمهات الحاضرات هنا: هل هذا ممكن؟”

 

إعدام الملكة

قبل ليلة إعدامها تحول شعر ماري انطوانيت كله إلى الأبيض بسبب الخوف. وقد تعجب السجانون من ذلك. ولكن فيما بعد سمى الأطباء ما حدث بمتلازمة “ماري انطوانيت”. وقد وثقت حالات معاصرة كثيرة. تؤكد هذه المتلازمة، فقد وجد أن الكثير ممن تعرضوا للقنابل في الحرب العالمية الثانية قد عادوا من الحرب بشعر أبيض وهم لازالوا شباب.

في الساعة 12 ظهرًا كانت ماري انطوانيت تصعد السقالة لتلقى “تشارلز هنري سانسون“، الجلاد سيئ السمعة الذي قطع رأس زوجها قبل 10 أشهر.وكان سانسون مترددًا كثيرًا في قطع رأسها.

كانت ماري ترتدي ملابس بيضاء بسيطة. مختلفة عن الحرير الذي كانت ترتديه طوال حياتها. ودون أن تقصد خطت بقدمها فوق قدم سانسون. فاعتذرت قائلة: “عذرا يا سيدي، لم أقصد ذلك”، وكان هذا آخر ما قالته.

بعد سقوط المقصلة على رأس ماري. أمسك سانسون رأسها أمام الحشد الهائج وصرخ:”Vive la République!” أي “تحيا الجمهورية”.

تم نقل رفات ماري أنطوانيت إلى مقبرة خلف كنيسة مادلين على بعد حوالي نصف ميل شمالًا، لكن عمال المقبرة كانوا يأخذون استراحة غداء، وهو ما اعطى مدام توسو ، صاحبة متحف الشمع الشهيرة بعد ذلك، من أخذ بصمة شمعية لوجهها.

بعد عقود ، في عام 1815. أخرج شقيق لويس السادس عشر الأصغر جثة ماري أنطوانيت ودفنها بشكل لائق في بازيليك سانت دينيس. وكان كل ما بقي منها هو بعض العظام وشعرها الأبيض.

 

أقر أيضا

عندما أشتكى رئيس وزراء إسرائيل للسادات من الشعراوي

نفسي أبقى مضيفة .. صورة نادرة لسوزان مبارك عمرها 67 سنة

صاحبة أغرب طلاق ورفضت العالمية بسبب الإسلام وقصتها مع عبد الناصر.. حكايات لبنى عبد العزيز

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!