تقاريرسلايد

تارار.. الرجل الذي أكل كل شيء ولم يشبع

أكل الكلاب والثعابين وجثث الموتى

كتب – أحمد المرسي

هناك نوع من الأكل يسمى “الأكل العاطفي”، وهو ارتباط الأكل في عقل الإنسان بمراكز الدوبامين، حيث يعبر الإنسان عن فرحه وحزنه عن طريق تناول الطعام، وهو اضطراب أكل معروف، ويعاني منه الكثير من مرضى السمنة المفرطة، ولكن تارار كان لديه نوع آخر من الاضطرابات، نوع لا يجعله يشبع، إليكم قصة تارار.. الرجل الذي أكل كل شيء..

من هو تارار؟

ولد تارار في فرنسا، عام 1772، كان يمتلك شهية كبيرة للغاية، وكان يأكل ربع عجل يوميًا عندما أصبح مراهقًا، وأدرك والديه أنهما لا يستطيعان تحمل نفقات أكله، فقاما بطرده من المنزل، فإلتحق بمجموعة من اللصوص والعاهرات، وكان يتسول ويسرق من أجل الطعام. فكان يأكل كل شيء، الأحجار الحيوانات الحية، سدادات الزجاجات، وغايرها من الأشياء التي لا تؤكل.

استغلت فرق السيرك تارار من أجل تقديم عروض ممتعة للجمهور، حيث انضم لهم، وكان يقدم عروضا يأكل فيها أشياء غريبة، فكان يأكل الثعابين، والقطط، والجراء، وفي عام 1788 اصيب بإنسداد معوي، وتم أخذه للمستشفى وتلقى العلاج وعاد سليمًا، ولكي يثبت للطبيب أنه شفي ويستطيع أن يغادر المستشفى عرض أن يأكل ساعته وسلسلته، فقال له الطبيب أنه سيشق بطنه لستردهما منه.

صورة يعتقد أنها مرسومة لتارار الحقيقي
صورة يعتقد أنها مرسومة لتارار الحقيقي

شكل تارار الذي لا يشبع

على الرغم من أن البعض قد يعتقد أن تارار هذا كان ضخم الجثة، بكرش كبير، إلا أن الحقيقة تقول أنه كان متوسط الطول، رشيق الجسد، كان وزنه وهو بعمر 17 سنة يساوي 45 كيوجرام فقط. شعره ناعم، وفمه واسع جدًا ذو أسنان ملطخة ببواقي الطعام، وشفاهه صغيرة غير مرئية.

كان جلده مترهل وغريب، للدرجة التي كان فيها يستطيع لف بطنه حول خصره، عندما يكون بطنه خاويًا، وعندما يأكل بشراهه كانت بطنه تأخذ شكل بالونة ضخمة، وكان خده مجعد بشدة، كان يعاني من انبعاث روائح كريهة من جسده، حيث يستطيع الناس أن يشمونها من بعد 20 خطوة.

بعد أن يتناول تارار طعامه الشره كان يصاب بنوبة إرهاق ويتنفس بصعوبة، ويتجشأ بصوت عالي، ويحرك فكيه وكأنه يبتلع شيئًا. ورغم ذلك لم يكن يتقيء أبدًا ولم يكن وزنه يزيد. ولكنه كان يعاني من أسهال مزمن ذا رائحة كريهة أسوء من الطبيعية.

لم يلاحظ على تارار أي خلل عقلي ولكن مشكلته كانت في تبلد مشاعره، بالإضافة إلى غياب القوة البدنية.

في 2006 قال الأطباء أن حالة تارار كانت بسبب ضمور في اللوزة الدماغية، وهو نفس المرض الذي يسبب البطنة عند الحيوانات.

تارار في الجيش

بعد اشتعال الثورة الفرنسية انضم تارار للجيش، ظنًا منه أن الجيش يمكن أن يوفر له كميات الطعام الكبيرة، ولكن الحقيقة أنهم لم يستطيعوا توفير تلك الكمية من الطعام له، ولذلك كان يضطر للقيام بمهمات عدد من رفاقه من أجل أخذ وجبات طعامهم ليأكلها.

قام الجيش بإجراء التجارب على تارار وعرفوا قدراته، واختبروه بوضع قطة أمامه فإلتهما، حيث بدأ بشق بطنها بأسنانه، ثم شرب دمها، ثم أكلها بالجلد، وتجنب العظم.

عندما علم الجيش بخصائص تارار وقدرته على أكل الأشياء الغريبة، قرروا الاستفادة منه، فجعلوه يأكل الرسائل السرية، حتى يعبر بها خطوط العدو، ومن ثم يخرجونها بعد وصوله من برازه.

 

«كانت القطط والكلاب تهرب في ذعر شديد عند رؤيته، وكأنها تعرف المصير الذي يعده تارار لها»

 

أرسل جيش الراين تارار من أجل إيصال رسالة سرية إلى جنرال محتجز في الأراضي الروسية، فتخفى في زي فلاح ألماني، ولكن عدم تحدثه اللغة الألمانية جعل الجيش البروسي يشك فيه، فقاموا بإلقاء القبض عليه وتعذيبه، وسجنه، ولكن بعد مرور 24 ساعةاعترف تارار بكل شيء، فأقتيد إلى المرحاض وأخرج الرسالة. فتركوه في أقرب نقطة عند الحدود الفرنسية.

محاولات بائسة للعلاج

بعد تلك الحادثة حاول تارار علاج نفسه، فذهب للمستشفى، وتم احتجازه في المستشفى وتقييد عدد وجباته، ولكنه كان يتسلل في الليل خارج المشفى ليبحث في محلات الجزارين عن الأكل، وكان يتسابق مع الكلاب والحيوانات للحصول على بقايا الأكل وجيف الحيوانات.

في النهاية وصل به الأمر إلى أنه بدأ يشرب دم المرضى الذين يخضعون للصفد، وعثر عليه ذات مرة وهو يحاول أكل جثامين الموتى في المشرحة، وفي النهاية اتهم بأكل طفل اختفى لديه من العمر 14 شهر فقط.

تم طرد تارار من المستشفى في النهاية.

وفاة مأساوية

بعد هذا الحادث بأربعة سنوات وفي سنة 1798، وصل تارار لأحد المستشفيات بمدينة فرساي، وكان مريضًا بدرجة كبيرة، وطلب أن ياتي طبيبه السابق برسي من أجل أن يراه، وقال له أنه يشعر بالمرض، وأنه يعتقد أن شوكة ذهبية قد أكلها منذ عامين هي ما تسببت في مرضه. وأنها انحبست في جوفه. ولكن الطبيب كان يعرف أن تارار مريض بالسل. وهو المرض الذي أدى إلى موته بعد فترة قليلة.

تعفنت جثة تارارا بشكل أسرع من الطبيعي، ورفض جراحو المستشفى تشريحها، ولكن د. تسير كان لديه الفضول لمعرفة الاختلافات التشريحية التي كانت بين تارار وغيره من البشر، وبالفعل هذا ما حدث. فصحيح أنه لم يجد الشوكة التي تحدث عنها تارار في معدته، ولكنه أثناء التشريح عرف أن مريؤه أكبر من الحجم الطبيعي بكثير، وأنه كان هناك قناة واسعة من بلعومه إلى معدته، وكان جسمه مليئًا بالقيح من الداخل، وكانت كبده وكيس عصارته المرارية أكبر من الحجم الطبيعي بكثير. بالإضافة لكبر جهازه الهضمي.

اقرأ أيضًا: 

ليلة موت غلوريا راميريز المرعبة.. كيف انتهت “المرأة السامة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!