الفنتقاريرسلايد

مرعي البريمو.. بطيخة هنيدي القرعة

خلال لقائه مع معتز الدمرداش في برنامج ضيفي، قال محمد هنيدي إنه أدرك أن أفلامه الأخيرة لم تعجب الناس، وقرر أن يصالحهم في فيلم مرعي البريمو، ووعدهم أن الفيلم سيكون به جرعة كبيرة من الكوميديا، لكن “بطيخة” مرعي البريمو للأسف طلعت “قرعة”، ولم يصدق هنيدي في وعده.

منذ الإعلان عن تولي سعيد حامد إخراج الفيلم وارتفع سقف الطموح، فسعيد حامد صنع مع هنيدي أهم أفلامه، كما أن سعيد يمتلك خفة دم غير طبيعية، وهي ميزة لأي عمل كوميدي أن يكون المخرج صاحب حس كوميدي، فبعيدا عن تكنيك الإخراج، يكون لدى المخرج ما يقوله في الكوميديا، فيخرج الفيلم كوميديا، لكن للأسف لم يضف سعيد حامد للفيلم أي شيء، بل قل لم يكن هناك شء يضاف إليه من الأساس.

القصة والتي تظهر جلية في الإعلان عن أحمد مرعي، الشهير بمرعي البريمو، تاجر البطيخ الذي يعيش يتيما، ولا يعرف أهل له، ثم يظهر له أهل، ويطلب منه جده أن يحافظ على ثروته وثروة شقيقاته من أبناء عمه، ووجد إنه حول الورث كله لألماظ، يأخذ مرعي الألماظ ويضعه في بطيختين، وينام ليجد زوجته باعت البطيخ، ويذهب مرعي في رحلة لاستعادة البطيخ.

القصة شديدة البساطة، وهذا لا يعيب القصة، في النهاية نحن أمام فيلم كوميدي، وأنا من أنصار الكوميديا للكوميديا، هل نجحت القصة في توليد مواقف مضحكة؟ لا، هل شخصية مرعي البريمو، شخصية مولدة للضحك، للأسف لا، هل أضافت الشخصيات للقصة أي كوميديا، أقسم بالله لا.

الشخصيات كلها كارتونية، لكن للأسف لا تضحك تخيل أن تشاهد فيلم لمحمد هنيدي وإخراج سعيد حامد، والمحصلة عدد ابتسامات تعد على صوابع اليد الواحدة، ولا ترقى لتكون ضحكة حتى.

مرعي البريمو على مستوى التجسيد، فليس هناك تجسيد، هنيدي في مرعي البريمو، هو هنيدي في نبيل الجميل، هو هنيدي في الأنس والنمس، لا يوجد أي تغيير ، اللهم على مستوى الشكل، حيث يظهر هنيدي في بعض اللقطات بشع أشبه بشعر شخصية القرموطي الشهيرة.

ظهور لطفي لبيب وعلاء مرسي كان على سبيل المجاملة ورد الجميل، وهو ظهور لطيف لكنهم لم يضيفوا للقصة، خاصة علاء مرسي الذي قدم شخصية من الأسوأ في كل شخصياته التي قدمها، شخصية لا تفعل أي شيء، ولا تُضحك.

فجأة ظهرت إنجي علي المذيعة، دون مقدمات، دون أي أسباب واضحة، وغالب الظن إنها كانت تتواجد في سهل حشيش، فقالوا لها: “معانا يا إنجي”، فقالت يلا ، السيناريو مفكك، والمونتاج ضايع، والضحك لم يحضر.

تخيل معي، شاهدت في يومين فيلم “شوجر دادي”، وفيلم “مرعي البريمو”، كلاهما يذهب صناع العمل لسهل حشيش، لا لشيء إلا لظهور الفنادق كسبونسر في الفيلمين، أحمد بدير في فيلم مرعي البريمو وفي فيلم تاج، يلعب شخصية الجد الذي يعرف طريق حفيده، ولا يخبره بالحقيقة إلا قرب وفاته، بلا أي سبب منطقي، وكأن المؤلفين يجلسون في نفس الغرفة ويغشون من بعض.

ربما تكون شخصية أحمد مرعي التي عاصرها هنيدي في الحقيقة شخصية مضحكة، لكن القصة التي تحكيها لأصدقائك على المقهى وتميتكم من الضحك، لا تعني بالضرورة إنها ستتحول لفيلم حلو يميت الناس من الضحك، وهنيدي وصناع الفيلم، نجحوا بامتياز في عمل فيلم مهلهل، لا يوجد به أي ضحك.

كما فشل الفيلم في استغلال الطاقات الكوميدية لأفراده، واحدة من المرات التي رأيت فيها مصطفى أبو سريع ثقيل الظل، مع أنه واحد من أكثر الكوميديانات لطافة، لكن ماذا يفعل أبو سريع إذا كانت مقتضيات الدور تقتضى ذلك، أحمد سلطان الختارج من عباءة ستارداي نايت لايف، حضوره في الفيلم كغيابه، لا نعلم متى ظهر ومتى اختفى.

الحضور النسائي كان كله انصراف، لا غادة عادل جيدة زلو حذفت وجودها من القصة لم يتأثر الأمر شيئا، تخيل أن الجد هو الذي باع البطيخ، هل شعرت باختلاف لا شيء، لأنه دور لا يضيف للقصة ولا يحركها، الأمر كله لعب على النوستالجيا وثلاثة سعيد صالح وغادة عادل كما في فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” أكاد أجزم أن غادة لم تقرأ الدور من الأساس، ولا نانسي صلاح مفيدة، فهي تقدم نفس الدور الذي قدمته في فيلم شلبي، وفي مسلسل “خفة يد، دون أي تجديد واضح.

الأزمة إنني دخلت الفيلم بمعنويات مرتفعة، لكنني خرجت منه ببطيخة “قرعة”، كان من الممكن أن تكو أكثر لذاذة، لكن صناع العمل جانبهم التوفيق. تقييم الفيلم على موقع السينما دوت كوم3.7 من 10، وهو تقييم مرتفع للغاية بالنسبة للفيلم.

للأسف ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!