تقاريرسلايد

قصة الحاج حنفي وعربة زينب هانم.. أول عربة زفة أفراح في مصر!

بعد التختروان

كتب – أحمد المرسي

 

طوال تاريخ طويل كانت العرائس تزف في التختروان. ويعرف التختروان بأنه صندوق كالهودج يربط في جملين وتحمل فيه العروس إلى منزل الزوجية.

وكان ذلك قبل أن يخترع الحاج حنفي لعربة الزفاف.

كان الحاج حنفي رجل من أهالي القاهرة في القرن الـ 19. تحديدًا في عصر الخديو اسماعيل، وكان له دكان قريب من سرايا عابدين. ولذلك كان الرجل يرى في كل يوم عربة زينب هانم. ابنة الخديو رائحة وغادية. تجرها الخيول بالزينة المعتادة.

وكانت عربة زينب هانم المبهرجة واحدة من وسائل إبهار سكان عابدين في ذلك الوقت. بستائرها المغلقة. وهي تسير إلى قصر النيل ذهابًا وعودة.

وذات يوم عندما كان الحاج حنفي يراقب تلك العربة خطرت في باله فكرة. فذهب لنجارين عمال الكارو، في باب الخلق وباب الشعرية. وأتى بالمعلمين. ليروا عربة زينب هانم. وأخبرهم بأنه يريد عربة مثلها.

ولم يكذب العمال خبرًا. ولكنهم قاموا بصنع العربة له. واشترى حصانين أبيضين. ثم ربطهما في العربة. ووقف بها عند باب الحارة. مما جعلة مصدر للسخرية والتندر من أبناء منطقته. وصار الناس يضربون كف بكف ويقولون: الراجل اتجنن يا جدعان.. الحاج حنفي عاوز يعمل خديوي، لا حول ولا قوة إلا بالله”.

لكن الحاج حنفي أستطاع أن يسكت تلك الأصوات. عندما أعلن أن العربة ستكون لزفة العرائس من فئة الذوات وعلية القوم وسماها زينب هانم.

ولم يمر أسبوع واحد حتى كانت أول عروس تزف في عربة الحاج حنفي لعريسها في المنيرة. وكان إيجار العربة خمسة جنيهات ذهب. وهو مبلغ عظيم وقتها. بالإضافة لمال العربجي الذي كان يأخذ “حلوان” من والد العروس على حسب مكانته.

وظلت كل عروس في عابدين والمناطق المجاورة تزف في عربة الحاج حنفي “المعتبرة”, وصارت العربة 5 عربات في النهاية. وبقي اسم عربة زينب هانم. إلى ظهور الأتوموبيلات. وراح زمن العربات التي تجرها الخيول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!