كان صوت الفنان متولي علوان شهادة عبوره للوسط الفني، مثله مثل الفنان أنور عبدالمنعم، والفنان عثمان عبد المنعم، أصحاب الصوت المميز الذي ارتبط به الجمهور.
لم يكن متولي من أصحاب الأدوار الطويلة، التي يقيسها البعض بعدد المشاهد، لكنه كان من أًصحاب الأدوار المؤثرة، هل تتذكر فيلم “أبو علي”، كل دور متولي علوان فيه هو مشهد “أمين ولد أبو جليل ولا ولد الطحاوي”، فقط، هل تتذكر فيلم “الحب كده”، للفنان حمادة هلال، كل ظهور متولي علوان فيه هو مشهدين في بداية ونهاية الفيلم “يا رب أنا مش عايز عربية زي دي”، ويبقى إفيه “حسبي الله ونعم الوكيل” في فيلم “جاءنا البيان التالي” هو أشهر ما قدم على شاشة السينما.
من هو متولي علوان؟
ولد متولي في 13 نوفمبر 1929 في مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية (تشير بعض المصادر إلى أنه ولد في سنة 1936)، وفي سنة 1973، قدم أول أعماله في مسلسل المعجزة، ثم المسلسل الإذاعي أفواه وأرانب والذي تحول لفيلم شهير بعد ذلك، وظهر في بعد ذلك في مسلسلان “نور الإسلام، ألف ليلة وليلة، محمد رسول الله، أجمل الزهور، صح النوم، سفر الأحلام”، وأفلام “أبوعلي، عوكل، بوحة، صاحب صاحبه”.
وكان آخر أعماله التليفزيونية مسلسل “أدهم الشرقاوي” من تأليف محمد الغيطي وبطولة محمد رجب، الذي لم يستكمله وتوفي أثناء تصويره، وقصة وفاته ربما حملت شهرة لم يشهدها متولي علوان نفسه، والقصة يحكيها نقيب الفنانين أشرف زكي.
يقول أشرف زكي في تصريحات صحفية لصحيفة الوطن، أن متولي علوان، لفظ متولي أنفاسه الأخيرة داخل “لوكيشن” تصوير مسلسل أدهم الشرقاوي، حيث كان يرتدي الزي الأزهري، ويقرأ قوله تعالى:وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ”، ليسقط مغشيًا على الأرض.
ومات بعدها، لم يعرف فريق العمل مع من يتواصل، فتواصلوا مع أشرف زكي الذي تواصل مع المخرج المسرحي إيهاب علوان، ابن متولي علوان، والذي أخبره بأن والده مر بأزمة صحية.
ويحكي إيهاب للوطن: “أشرف زكي سألني (أخواتك موجودين؟)، وطالبني بضرورة الاتصال بهم ومطالبتهم بالتواجد في المنزل، فشعرت بارتباك وقتها من غرابة الموقف، لا سيما أن والدي لم يشكو من أي شيء قبل خروجه من المنزل”، لكن بعدها اتصل به فريق العمل وأخبروه بوفاة والده، يقول إيهاب علوان “شعرت بحالة صدمة وذهول، واتصلت بشقيقتي الصغرى أمل، وأخبرت باقي أفراد العائلة تباعًا، بعد وصول الجثمان، حتى تأكدت من الخبر”.
ليتوفي متولي علوان في 28 ديسمبر 2008 بالتزامن مع ليلة رأس السنة الهجرية، ولم يمرض قبل وفاته، حيث كان في قمة صحته، وينقل ابنه حكاية عن صباح اليوم الذي رحل فيه متولي علوان: “كنت مستيقظًا في ذلك الوقت، وصافحني بشدّة، وكان وجهه مضيئًا بشكلٍ غريب، وكاد باب الشقة أن يسقط على الأرض، بعد أنه أغلقه بيده وهو يودعني، وتعجبت جدًا من حدّته وقتها”.
غُسّل متولي متولي علوان وكُفّن وصُلّي عليه مرتين، الأولى كانت في القاهرة في يوم وفاته، والثانية كانت في مسقط رأسه بالشرقية في اليوم التالي لرحيله، وتم الأمر بالصدفة، حيث غسل متولي علوان في القاهرة، ثم سافر للشرقية فكان الوقت ليلا، ففضل الأهل دفنه في الصباح، فصمم الأهل على تغسيله من جديد والصلاة عليه.
وكمعظم جنازات أهل الفن من أًصحاب الأدوار السينمائية شهدت جنازته غيابًا تامًا للفنانين، وبرر ابنه ذلك بالقول ذلك بأن الجميع كان مُنشغلًا في تصوير أعمالهم السينمائية والدرامية، وذلك عكس العزاء الذي أقيم في الشرقية، وشهد حضورًا طاغيًا.
وحتى فريق عمل مسلسل “أدهم الشرقاوي”، لم يهتم بتقديم واجب العزاء في الفنان الراحل من خلال شارة المسلسل، حيث اكتفى بوضع اسمه دون الإشارة إلى أن المسلسل آخر أعماله أو أنه رحل أثناء تصوير المسلسل.
وعن حياته الشخصية، فالفنان متولي علوان، هو والد الفنانة أمل متولي علوان، وابنه المخرج المسرحي إيهاب علوان، والفنانة الشابة مايا متولي.
رحم الله الفنان متولي علوان.
لقاء مع ابنة الفنان متولي علوان
