تقاريرسلايد

دمى هير وبورك.. القصة الدموية لأبشع عملية قتل تمت منذ 200 عام

دمى صنعت للتكفير عن الذنب

كتب – أحمد المرسي

 

هير وبورك

في عام 1836 كان هناك ثلاثة أولاد يلعبون جريًا وراء الأرانب في حديقة بأدنبرة بإسكتلندا، عند سفح تل صخري. عندما عثروا على صندوق، وجدوا فيه 17 دمية غريبة، داخل توابيت خشبية صغيرة.

كانت الدمى الـ 17 صورة مصغرة للشكل البشري من الخشب. وجوهم جيدة، ويرتدون ملابس قطنية من الرأس إلى القدمين، وتم وضعهم بشكل لائق مع التقاليد الجنائزية. وفوقهم أغطيه مثبته بدبابيس نحاسية عادية.

لم يعرف الصبية أهمية تلك الدمى، فأخذوا يلعبون بهم، وتكسر معظمهم، فلم يبقى صحيحًا إلى ثمانية دمى، عندما تم الكشف عن حقيقة الدمي، لكونها تجسد قتلى بورك وهير.

جرائم بورك وهير؟

تعود قصة بورك وهير إلى بداية القرن التاسع عشر وتحديدًا في عام 1828. حيث كان هير يملك فندقًا في أدنبرة في اسكتلندا. عندما توفي نزيل لديه. سأل صديقه بورك عن الواجب فعله. فاقترح عليه بورك أن يقوم ببيع الجثة إلى الدكتور روبرت نوكس ليقوم بتشريحها.

التشريح في أدنبرة

كانت أدنبرة قبلة علم التشريح في العالم كله في ذلك الوقت. وكان الأطباء لا يجدون الجثث التي يمكن تشريحها. حيث قصر القانون الجثث المتاحة للتشريح على جثث المعدومين ومن ماتوا في السجون. ولذلك كان سعر الجثة الواحدة مجديًا. حيث بيعت الجثة في الصيف بـ 8 جنيهات نظرًا لسرعة تحللها بسبب حرارة الجو. ووصلت في الشتاء إلى 10 جنيهات.

وكان دكتور روبرت نوكس أحد أشهر الأطباء في ذلك الوقت. وكان عدد طلابه في المحاضرة الواحدة يبلغ 400 طالب، وكان يستخدم عبارة “نعدك بشرح تشريحي كامل على جثث حقيقة وحديثة” للترويج لتلك المحاضرات.

روبرت نوكس
روبرت نوكس

باع هير وبورك جثة الرجل للدكتور روبرت نوكس بـ 7 جنيهات، وكان سعرًا مجديًا بالنسبة لهما. وبعد ذلك بأسبوعين، عانت امراة من نزلاء الفندق من الحمى الشديدة. وبدا أنها تحتضر. ولخوف هير وبورك من أن تنتشر سمعة سيئة عن الفندق بسبب شائعة وباء ما، قرروا قتلها، وبيعها للدكتور نوكس. وهذا ما تم بالفعل.

استمر الثنائي في قتل الضحايا حيث وصل عددهم إلى 17 ضحية، تم بيعهم على مر 10 شهور إلى دكتور نوكس. وكانوا جميعهم من نزلاء الفندق.

لم يتم كشف جريمة الرجلان إلا عندما اكتشف أحدهما جثة مارجريت دوكرتي وهي آخر ضحاياهم. فقام بإبلاغ الشرطة عنهم. وتم القبض عليهم.

ملامح بورك
ملامح بورك

المحاكمة والإعدام

تم محاكمة الرجلان. ولكن لم يوجد دليل عليهما. إلى الدرجة التي اغرت الشرطة هير بالاعتراف بما حدث. مقابل الحصول على عفو. فاعترف هير بكل شيء، وأدين بذلك بروك. فيما حصل هير على الحصانة من المقاضاة والملاحقة القانونية.

وقال النائب العام في المحاكمة أنه يتمنى تشريح جثته وأن تنشر أمام الملىء، وتحنيطها لتتذكر الأجيال القادمة جريمته البشعة.

بالفعل تم إعدام بورك في ميدان عام، بحضور حشد من 25 ألف شخص، كانوا يقومون بتأجير نوافذ المباني المطلة على المقصلة، بأسعار تصل الى 20 شلن. وبعد الإعدام تم تشريح جثته أمام العلن في مسرج بجامعة أولد كولدج. وتدافع الكثير من الطلبة ليوره، وقام الدكتور مونرو الذي قام بتشريحه بالريشة وغمسها في دم بورك وكتب “هذا بدم بورك الذي مات شنقًا في مدينة أدنبرة، وقد أخذ هذا الدم من رأسه”.

ولا زال هيكله العظمي موجودًا حتى الآن في كلية أدنبة الطبية، ولا زال قناعه المسمى بقناع الموت. وكتاب مغلف بجلده المسمر. معروض في المتحف.

أما عن هير، فقد هاجم العامة مركز الشرطة. من أجل اختطافه والفتك به. ولكن الشرطة قامت بعملية تمويه طويلة من أجل تهريبه. واستعانت بـ 100 ضابط من أجل ذلك. حتى تم هذا. ولا يعرف عنه شيء حتى الآن فقد صار مصيره مجهولًا.

قناعي الموت لهير وبورك تظهر ملامحهما
قناعي الموت لهير وبورك تظهر ملامحهما

لم يحاكم الدكتور ربوبرت نوكس، ولكنه فضح. وشنت الصحافة حملة شعواء عليه. فظل يعيش في الظل حتى عام 1862 عندما توفي.

غلاف كتاب مصنوع من جلد بورك
غلاف كتاب مصنوع من جلد بورك

قصة الدمى

هناك عدة نظريات تفسر وجود تلك الدمى الخشبية في التوابيت التي وجدت بعد عقد واحد من جرائم بورك وهير. فتطابق عدد الضحايا الـ 17 مع عدد التوابيت الـ 17 يقول أن الدمى ترمز إليهم. ولكن من صنع تلك الدمى؟

تقول النظرية الأولى أن بورك أو هير قد صنعاها بدافع من الذنب، ولكن يستبعد أن يكون بورك هو من فعل هذا، لأنه تم القبض عليه قبل أن يتمكن بالتأكيد من تصريف الجثة الأخيرة. فما كان لديه من الوقت ليصنع دمية لها.

فيما تقول النظرية الأخرى أن الدكتور روبرت نوكس هو من صنع تلك الدمى، ليخفف من الشعور بالذنب الذي شعر به. في اعتقاد رمزي بأنه وجد لتلك الضحايا توابيت رمزية، ودفن لائق بهم.

أيًا ما كان ما حدث، تبقى الدمى شاهد على واحدة من أفظع الجرائم التي عرفها البشر في آخر 200 عام.

 

اقرأ أيضًا:

يتيم وربته زوجة فوزي.. قصة طفل “ماما زمانها جاية” وهذا ما حدث له

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!