تقاريرسلايد

در الشهوار.. مأساة آخر أميرة عثمانية

در الشهوار.. مأساة آخر أميرة عثمانية

كتب – أحمد المرسي

 

كانت الأميرة در الشهور آخر أميرة عثمانية في العاشرة من عمرها عندما سقطت الخلافة العثمانية. وقرر مصطفى كمال أتاتورك أن يطرد عائلة السلطان العثماني تركيا.

لم تكن شهوار الاميرة الصغيرة تدرك معنى ذلك، ولكنها وجدت نفسها مجبرة على المغادة مع والدها السلطان عبد المجيد الثاني. من وطنها الأم إلى فرنسا. بمدينة “نيس”.

ستستعيد در الشهوار التي اسمها الأصلي “خديجة” تلك اللحظات في مذكراتها قائلة: “إلى أين نحن ذاهبون؟ لا أعرف. ربما تنتظرنا مأساة أخرى، وأيام غربة ممتلئة بالوجع، الذي حدث أطفأ كل أمنياتي، وكل أنوار فرحتي”.

عاش السلطان هناك في شظف من العيش. مما أجبره على السفر إلى الهند. ليعيش ضيفًا على عثمان علي خان. سلطان دولة حيدر آباد.

عثمان علي خان

كان عثمان علي خان آخر سلطان من سلالة نظام ملك. الحكام التاريخين لولاية حيدر آباد الأميرية. أكبر ولايات الهند البريطانية. وكان أغنى رجل في العالم. لامتلاكه وقتها أكبر منجم ألماس في العالم. وقدرت ثروته بــ 2 مليار دولار في أوائل الأربعينيات.

تميزت الأميرة خديجة بالكثير من المميزات فوق جمالها الباهر. كانت خطاطة وتكتب الشعر بالإضافة لأنها كانت تجيد التحدث بـ 8 لغات حية.

تزوجت الأميرة بابن السلطان وهو “أعظم جاه”. وتحولت بين يوم وليلة إلى أميرة هندية. وصارت تحمل لقب “أميرة برار”. وفي عام 1933 أنجبت ابنها الأول مكرم.

في تلك الأثناء مات السلطان عبد المجيد الثاني. آخر خلفاء الدولة العثمانية عام 1944. وقد كانت صدمة كبيرة بالنسبة للاميرة الجميلة. التي سافرت بصفة أميرة هندية لمقابلة الرئيس التركي عصمت إينونو. لاقناعه بدفن والدها في وطنه الأم تركيا. مثلما كان يوصي.

لم توافق الحكومة التركية على دفن السلطان عبد المجيد في تركيا. فقامت الأميرة بحفظ جثمانه في مسجد داخل باريس.

حياة قلقة

في عام 1948 سقطت حكومة حيدر آباد، وتم تسليم مقاليد السلطنة إلى الحكومة الهندية. وتحولت الأميرة إلى امرأة من عامة الشعب. ولكنها رغم زاد إصرارها على تحقيق وصية والدها.

الزيارة الثانية

لم تفقد الأميرة الأمل. ولكن في عام 1954 قررت السفر مرة أخرى إلى تركيا. من أجل طلب نقل جثمان والدها ليدفن بجوار بقية أسلافه. واقتنع الرئيس بذلك. ولكن المجلس الوطني. لم يوافق على هذا. وفشلت در الشهوار مرة أخرى وانكسر قلبها.

الملك سعود بن عبد العزيز

في العام ذاته وافق الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود على دفن السلطان عبد المجيد الثاني في المملكة العربية السعودية. وقد تم دفنه بعد ذلك في المدينة المنورة. تحديدًا في البقيع.

وفاة الأميرة

توفيت الأميرة در الشهور في عام 2006. عن عمر يناهز 92 عامًا. في لندن. وقد أوصت ولديها اللذات كانا يعيشان في حيدر آباد أن يقوما بدفنها في مقابر المسلمين في لندن.

 

أقرا أيضا:

عادت للمنزل فوجدت والدتها مذبوحة.. حكاية الفنانة عايدة غنيم

“زليخة عدي”.. المرأة التي قالت “لا” في وجه من قالوا “نعم”

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!