تقاريرسلايد

أقماع الرأس الفرعونية.. اللغز الذي تم حله مؤخرًا

تدل على تقدم المصريين القدماء

كتب – أحمد المرسي

كانت مصر القديمة كريمة للغاية مع علماء الآثار. فقد عاش المصريون القدماء في بيئة جامة جدًا. ومثالية للحفاظ على موتاهم. وبنوا بشكل جيد مباني ضخمة من الحجر، تغطي الجدران بتاريخهم المكتوب.

ومن المؤكد أن هذه الصروح الضخمة الباقية هي ذروة العمارة المصرية، مع ضياع العديد من المباني الأساسية مع مرور الوقت. لكن ما نجا يكفي لإعطائنا المزيد من التفاصيل عن حضارة المصريين أكثر من أي حضارة أخرى.

ورغم ذلك لا تزال هناك ألغاز كثيرة تغلف هذه الحضارة، أحد تلك الألغاز هي صورة الأقماع الصغيرة المدببة فوق رؤوسهم، حيث يظهر العديد من الرجال والنساء وهم يضعونها فوق رؤوسهم.

لم تكن هذه الرسوم فوق الجدران وحسب، ولكن ظهرت أيضًا مرسومة في لفائف الباردي وعلى التوابيت.

ويتم تصوير النساء في الصور أثناء الولادة وهن يرتدين هذه الأقماع المدببة، وكذلك أثناء تأدية الصلوات والطقوس الإلهية والأعياد الملكية.

وقد توقع البعض انها مرتبطة بآلهة معينة أو ممارسات دينية أخرى، أو أنها مرسومة بشكل من التمثيل الرمزي، افترضوا أنها تعادل الهالات التي تظهر على الملائكة والقديسين في الأيقونات المسيحية. ولكن هذا لم يكن صحيحًا..

تغيرت هذه القناعة مؤخرًا عندما وجد فريق دولي من علماء الآثار أول دليل مادي واقعي أن اكسسورات الرأس الخاصة بالمصريين ليست مجرد صور تمثيلية أو غيره.

آثار مدينة العمارنة

جاء هذا الاكتشاف من مقبرة العمارنة. وهي المدينة المصرية القديمة التي أقيمت معابدها في عهد أخناتون، الفرعون الذي يُعتقد أنه والد توت عنخ آمون.

ويقدر أن الأغنياء والنخبة كانوا في هذه المدينة يشكلون حوالي 10٪ من السكان البالغ عددهم 30 ألف نسمة في العمارنة. وقد تم دفن الأثرياء منهم في المقابر الفخمة، ودفن البعض الآخر دفنًا متواضعًا.

تم بناء المدينة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد وكان لها أهمية لمدة 15 عامًا فقط، وهي جزء من دين إخناتون الجديد الذي سرعان ما تم القضاء عليه بعد وفاته. في عام 2009 ، عثر مشروع بقيادة جامعة كامبريدج بتمويل من الجمعية الجغرافية الوطنية على بقايا أقماع الرأس المصرية القديمة التي شاهدها الناس لسنوات مرسومة في الصور.

ما هي المخاريط ذات الرأس المدبب؟

استغرق الأمر أكثر من عقد لتحليل وفحص الاكتشافات. وعند تحليل الأشياء الجنائزية وجد أن أقماع الرأس عبارة عن كتل صلبة من الدهون المعطرة. تم تصميمها لتوضع على رأس من يرتديها وتذوب بمرور الوقت. ومن ثم، فقد كان بمثابة جل شعر قديم ومعطر.

بمزيد من البحث ثبت أن تم صناعتها بعناية. وليس فقط كقطع شحوم. ولكنها كانت مجوفة ومطوية حول مادة عضوية بنية وسوداء، ويعتقد أنها صنعت كذلك من شمع العسل. وهو الشمع البيولوجي الوحيد الذي يعرف أن المصريين القدماء استخدموه.

واكتشف العلماء امراة بالغة كانت ترتدي إحدى هذه الأقماع. وقال العلماء أنه من الواضح أن هذه الأقماع كانت مرتبطة بمفهوم الخصوبة.

كانت المشكلة البحثية كذلك هي العثور على هذه الاقماع في مقابر شخصيات من غير النخبة. مما يجعل تفسير وجودها صعبًا. فوفقًا للصور لم تكن تلك الأقماع موجودة إلا على رؤوس النخبة المصرية. ولكنهم وجدوها في مقابر بعض الخدم.

وقال نيكولا هارينجتون، عالم الآثار بجامعة سيدني، إن هاتين العيّنتين المكتشفتين قد تكونا لراقصات. كان لدى كلتا العينتين كسور خطيرة في العمود الفقري ، وكانت أحدهما تعاني أيضًا من مرض مفصل تنكسي. وهو أمر شائع في الراقصين المحترفين.

مع هذا الاكتشاف، تم حل القليل من الغموض المرتبط بالأقماع المدببة في الفن والصور المصرية القديمة. لكن هذا يفتح الباب أمام العديد من القصص المدفونة التي لا تزال تنتظر من يكتشفها ويرويها للعالم.

 

اقرأ أيضًا:

قتل وحريق وخيانة.. بدرية رأفت الفنانة صاحبة الحظ السئ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!