تقاريرسلايد

“أنت حلو في كل وقت”.. رحلة روان من عروس بلقاس لقتيلة المحلة

داخل منطقة الشعبية بدائرة قسم ثان المحلة بمحافظة الغربية، حدثت جريمة هزت المنطقة كلها، بطلتها روان العروسة الجديدة التي وضعت مولودها الأول منذ شهرين، وانتقلت كجثة هامدة للمستشفى بعد قتلها عن طريق الزوج، في قصة أصبحت مكررة ومعادة في مجتمعنا.

روان ابنة الثانية والعشرين من عمرها، تزوجت في سنة 2022، من أحمد ابنة السابعة والعشرين والذي يعمل في تجارة المفروشات، منية النفس بعلاقة صحية وأسرة سعيدة، لكن نست روان أنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وأتت الرياح بما لا تشتهي سفنها، ووسوس لها الشيطان بأن زوجها يخونها، والقرينة حاضرة، الزوج صغير في السن، يهتم بنفسه كثيرا، ويعود للبيت في ساعات متأخرة.

كتبت روان تعليقا على صورة لزوجها على موقع فيسبوك: “كل حاجة في وقتها حلوة وانت حلو في كل وقت.. سندى واعظم انتصاراتي”، لكن ليس كل ما يكتبه المرء على الفيس بوك يعكس حقيقة، الجميع مزيف على مواقع التواصل الاجتماعي، فالسعادة التي كانت تعيشها روان على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت جحيما في الواقع.

عاد الزوج للمنزل في ساعة متأخرة، كانت روان انتهت لتوها من وضع ابنها عبد الرحمن في سريره في انتظار عودة أبيه ولم تكن تعلم أنها ستشاهد ابنها للمرة الأخيرة، وستودع الحياة على يد من وصفته لتوها بـ أعظم انتصاراتها.

عاد الزوج أحمد ع، لمنزله في وقت متأخر، فسألته الزوجة عن سبب تأخيره، شاكة في سلوكه، فنشبت مشادة كلامية بين الطرفين تطورت إلى مشاجرة، انتهت بطعنة نافذة في القلب، أرسلت الضحية لمثواها الأخير في مقابر الأسرة في بلقاس.

وألقت الشرطة القبض على القاتل في مسرح الجريمة متلبسا بجريمته وممسكا بسلاح الجريمة، والذي اعترف بجريمته بسبب غيرة زجته عليه، وأنه قبل قتلها قرر إيداع ابنه لدى والدته والتي تسكن في نفس العمارة في الدور الثاني.

 وكتب محمد الغانم والد روان عبر حسابه الشخصي بموقع “فيس بوك”: “حسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم وعليك يا أحمد يا عبيد وعلى أهلك لما فعلته بقتل ابنتى ظلما وعدوانا دون ذنب اقترفته وأزهقت روحها البرئية  الطاهرة وأخذت نور قلبى وزهرة حياتى بيد غادرة، وحسبي الله ونعم الوكيل فيك وفى أهلك وإنا لله وإنا إليه راجعون ولن أترك حقك يا روان حتى أخذه بالقانون أو أهلك دونه”.

يقول الأب في شهادة متلفزة لموقع المصري اليوم: “أنا عايش في مدينةبلقاس وعرفت بالجريمة تاني يوم، اتصل بيا عبد العظيم فتحي رئيس مباحث المحلة وقالي بنتك تعبانة وموجودة في مستشفى المحلة العام، يا دوب بجهز نفسي، لقيته اتصل بيا تاني، قالي أنا مش عارف أقولك إيه، بنتك انتقلت إلى رحمة الله، وبنتك قتلها جوزها، وموجودة في مستشفى المحلة”.

وأضاف: “النيابة عاينتها في الشقة جثة، بس الظابط قالي إنها تعبانة علشان يخفف عني، وهي وأحمد كانوا زمايل في الجامعة وعاشوا قصة حب عنيفة انتهت بالزواج، وكانوا في كلية تربية رياضية، وحصلت بنتي على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وتعرف عليها في الجامعة يوم 3 ديسمبر 2019، وهو نفس اليوم الذي قتله فيه بعدها بـ أربع سنوات، وسلمهالي جثة”.

وتابع: “هو المفروض يرجع الساعة 8، لأنه بيخلص شغله في محله البيت الفرنسي في الساعة 8، لكنه كان بيرجع البيت الساعة 2، فحدثت الخلافات التي أدت لقتلها”.

في شهادته يورد الأب قصة عن عنف الزوج مع زوجته في شهر العسل: “بنتي في شهر العسل كانت في إسكندرية، واتخانق معاها وربطها في السرير وضربها ضرب مبرح، ولما فكت نفسها منه رجعت على بيتها في المحلة، واتصلت بيا قالتلي عايزاك، فروحت لقيتها متورمة، وقالتلي أحمد ضربني، فقلتله يا بني دي أمانة عندك وأنت أبوها وأخوها”، هذه الشهادة تعكس أن هناك تهاون حدث في حق القتيلة من جانب أسرتها، كما تفعل ملايين الأسر بحجة الحفاظ على البيت، لكن ما هو الجرم الذي تفعله سيدة تستحق أن تضرب حتى تتورم وتربط كالبهائم في السرير، حتى يظهر لها صاحب، وعندما يظهر الصاحب يطلب من المجرم أن يترأف بها، هذه ليست أسرة يجب الحفاظ عليها، هذه الأسر التي يكون هدمها نصرا مبينا.

وعن قصة إمساك الشرطة به، يقول الأب: “هو بعد ما قتلها خاف، فكلم صاحبه قاله إنا عملت كذا وكذا أعمل إيه، فصاحبه كلم الشرطة وجابهم وراحله، يعني صاحبه اللي بلغ عنه”.

ماتت روان وألقت الشرطة على قاتلها، لكن ما يشغلي بالي هو الطفل عبد الرحمن ابن الثلاثة أشهر، الذي سيكبر وسيجد والده قتل أمه، سينشأ في مجتمع يعاير الإنسان على كل شيء وأي شيء، حُرم الأب من حنان الأم ومن عطف الأب، وكما قال الجد: “حاسب على مشاريب مطلبهاش”.

منظومة الزواج في مصر تحتاج إلى مراجعة، حتى لا يكون بيننا الكثير من عبد الرحمن يسألون “بأي ذنب قتلت,, وبأي ذنب يُتمت”.

أقرا أيضا

بطريقة بشعة.. أولغا من ملكة جمال لجثة مقطوعة الرأس

وجدوها معلقة في السقف.. تفاصيل وفاة الفنانة تونشا شارما الحزينة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!