حكاية المشهد الخارج الذي حذفته الرقابة من مسرحية “المتزوجون”

في سنة 1976، قدم الفنان سمير غانم مسرحيته الأشهر المتزوجون، من تأليف فيصل ندا وإخراج حسن عبد السلام، وتعد المسرحية واحد من كلاسيكات المسرح في مصر، وواحدة من أكثر الأعمال المسرحية شهرة.

تدور أحداث المسرحية حول مشاكل المتزوجين في مصر من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، حيث يقع الشاب الفقير (مسعود – سمير غانم) في حب الفتاة الأرستقراطية (لينا – شيرين، وقبلها هويدا منسي ابنة صباح)، ويتزوجها بالرغم من رفض والدها، تتنقل لينا إلى بيت مسعود المتواضع للعيش معه، وخوض تجربة الحياة الفقيرة البسيطة مع زوجها الذي تحبه، يحاول والدها الضغط عليها بشتى الوسائل، ومنها تهديدها بحرمانها من الميراث، لكنها تصمم على البقاء مع زوجها، يطلب مسعود من لينا الانتقال معها إلى فيلا والدها بهدف الخروج من الحياة الصعبة التي يعيشها في المنزل المستأجر.

المسرحية من بطولة سمير غانم وجورج سيدهم وشيرين ونجاح الموجي ومحمد التاجي وأحمد ماهر وإبراهيم قدري وزكريا موافي ورجاء أمين وراوية سعيد، وربيع الصغير.

وشهدت المسرحية تغيير كبير في أبطالها، ففي بداية عرض المسرحية قامت بأداء شخصية لينا المسرحية الفنانة هويدا، ابنه الفنانة صباح، ولكنها اعتذرت فجأة عن عدم استكمال دورها في المسرحية، وبعد اعتذارها بحث الفنان سمير غانم عن ممثلة بديلة لتؤدي الدور بدلًا منها وتم اختيار شيرين لأداء الشخصية.

كما اعتذرت فريدة سيف النصر عن استكمال دور نفيسة بالمسرحية وحلت محلها الفنانة سعاد نصر في البداية لفترة قصيرة ثم اعتذرت وحلت محلها راوية سعيد – زوجة الفنان رياض الخولي،، كذلك اعتذر الفنان أحمد راتب عن استكمال شخصية الحمش بيه وحل محله الفنان أحمد ماهر، واعتذر أيضاً محمد أبو الحسن عن استكمال شخصية عصمت البلابيشي وحل محله محمد التاجي، وكانت أولى أعماله، وبالمناسبة هو حفيد الفنان عبد الوارث عسر.

مشهد البيض

نظرًا للكمية الكبيرة من البيض المفترض أن يتناولها الفنان جورج سيدهم في مشهده البيض الشهير في المسرحية، فقد أُصيب بالتسمم بعد يومين من العرض، وتم استبدال البيض بطعام آخر في باقي أيام العرض، وفقا لرواية الفنان سمير غانم، فقد استعان المخرج بتفاح مقشر، يبدو كأنه بيضا، وفي يوم التصوير التلفزيوني للمسرحية، أصر المخرج على تناوله للبيض مرة أخرى وتم ذلك، لذا ستجد في النسخة المتلفزة من المسرحية جورج يدهم وهو يأكل البيض.

مشهد محذوف من المسرحية

في مشهد الصرصار الشهير في المسرحية، كان هناك مشهد أصرت الرقابة على حذفه وهددت بوقف المسرحية لو أصر سمير غانم على تأديته.

والقصة يرويها الفنان سمير غانم مع الإعلامي الراحل وائل الإبراشي: “المفروض الصرصار دخل في البنطلون، وبفضل أعمل حركات كأن الصرصار في بنطلوني، وبنط على أساس الصرصار يقع من البنطلون، لحد ما بقولهم خلاص راح لمصيره، ودي دبل ميننج، تتفهم زي ما تتفهم”، لكن الرقابة أصرت إن دي تتحذف، لأنهم اعتبروا أن دا مشهد غير لائق يعني، ووصفته الرقابة بالمشهد الخارج.

ومع ذلك لم يتوقف سمير غانم عن الارتجال في المسرحية، فاستعار “الشوكة والملعقة” الكبيرتين، في مشهد “أكل الملوخية” من أحد أصدقائه.

وعلى الرغم من النجاح الباهر للمسرحية، حتى إنها ظلت تُعرض لمدة 5 سنوات متواصلة، إلا أن المسرحية بيعت بـ 25 ألف دولار فقط، وكان أجر الفنانة شيرين في المسرحية 300 جنيه في الشهر، بينما كان أجر الفنان محمد التاجي 200 جنيه فقط، أي قرابة 6 جنيه في اليوم.

وحكي الفنان سمير غانم في لقاء تلفزيوني، إن أحد المشاهدين، تعاطف مع مسعود الشخصية التي يلعبها سمير غانم في المسرحية، فقام بخلع ساعته وإلقائها للفنان سمير غانم على المسرح، حيث تعامل معه على أنه “مسعود” الغلبان، حاول سمير إعادة الساعة بعد العرض ولكن الضيف كان قد غادر صالة العرض فاحتفظ الفنان سمير غانم بالساعة، كتذكار على صدق تجسيده لشخصية مسعود.

تخسر المسرحية الكثير من جمهورها في الفصل الثالث عند انتقال فريق المسرحية للفيلا، وتنعدم مناطق الضحك تقريبا، وهو نفس الحال في مسرحية الواد سيد الشغال، عند ترك الفيلا والانتقال لمنزل سيد، وهذا لأن الفصل الثالث من المسرحية يكون به مورال المسرحية.