تقاريرسلايد

من فاروق للسيسي.. هل سمح حكام مصر بتجسيدهم بالدراما في عين حياتهم؟

حكام مصر والدراما (1)

كتب – د. شريف شعبان

مع عرض الجزء الثالث من مسلسل الاختيار كانت المفاجأة في تجسيد رئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي وهو على قيد الحياة حيث ظهوره  كوزير للدفاع ودوره الحاسم خلال ثورة 30 يونيو، وهو ما يعد تحول كبير في الدراما المصرية وهو ما يعد  خطوة هامة تحدث لأول مرة في تاريخ الدراما والتي سيكون لها قدر من التأثير في تطوير الدراما قد يكون شبيهاً بتجسيد الرؤساء في الدراما الأمريكية، فهل جسدت الدراما حكام مصر وهم على قيد الحياة؟

السينما المصرية هي أقدم صناعة سينما في المنطقة العربية وقارة أفريقيا والشرق ككل، حيث بدأت علاقة مصر بالسينما في نفس الوقت الذي بدأت في العالم، فقد كان أن أول عرض سينمائي تجاري في العالم في في باريس بديسمبر 1895 م، وبعد هذا التاريخ بأيام قُدم أول عرض سينمائي في مصر في الإسكندرية في يناير 1896 م، وتبعه أول عرض سينمائي بمدينة القاهرة في نفس الشهر. أما الاذاعة المصرية فقد انطلقت في عشرينيات القرن  العشرين وكانت عبارة عن إذاعات أهلية، وبدأ بث الإذاعة الحكومية المصرية في عام 1934 بالإتفاق مع شركة ماركوني الإيطالية، ثم مُصِّرَت تماماً في عام  1947، بينما كان أقدم مسلسل إذاعي مصري وهو مسلسل اجتماعي قد تم بثه عام 1959. ومع ذلك نجد أن الدراما السياسية أو التاريخية لم تلق الاهتمام المطلوب حينها.

مصر الملكية

ونبدا الرحلة في عهد الملك فاروق، حيث أنه رغم تألق صناعة السينما في مصر في عهد الملك الشاب إلا أن لا أحد جرؤ في تجسيد شخصيته ولم يتم الالتفات نحو تقديم عمل تاريخي يقدم عهده في عين حياته.

بداية الجمهورية

ومع قيام الجمهورية، ومع اهتمام جمال عبد الناصر بالفن والاعلام باعتباره أداة هامة للترويج للثورة وأهدافها، ورغم تمويله لأفلام تمجده بشكل مباشر إلا أن هو الاخر قد رفض تجسيده على الشاشة وكانت من المحرمات، واكتفى صناع السينما بالاشارة إلى عهده ووضع صوره كخلفيات في الاماكن العامة والهتاف بإسمه  مثل فيلم “بورسعيد”.

انفتاح السادات

في عصر السادات ومع الانفتاح السياسي والفني، لم تتعرض الدراما السياسية لشخصه رغم ان هو نفسه كان ممثلاً في بدايات حياته ولم ينكر الرئيس السادات أنه كان عاشقا للتمثيل، وكان واحدا من أحلام حياته أن يصبح ممثلا محترفًا، ولم يتردد فى إرسال خطاب إلى المخرجة والمنتجة عزيزة أمير يسألها عن فرصة للعمل كوجه جديد – حسبما نشر فى مجلة فصول مطلع مايو 1935 .

الرئيس مبارك

أما مبارك، فله واقعتين في ظهور شخصه كرئيس للجمهورية على الشاشة: أولهما فيلم موعد مع الرئيس بطولة الهام شاهين والذي أظهر رئيس الدولة في آخر مشهد بظهره وفيلم جواز بقرار جمهوري لما ظهر مبارك بنفسه كجزء من الفيلم ولكن عن طريق مادة تسجيلية أضيفت للفيلم. ومثلما رغب السادات في دخول عالم التمثيل، ظهر مبارك في بدايات حياته  ممثلاً في فيلم مصري قديم؛ حيث ظهر بأحد مشاهد فيلم “وداع في الفجر” أمام الفنان الراحل كمال الشناو. كقائد سرب طيران، يعطي تعليماته لمجموعة من الطيارين بينهم “كمال الشناوي”، حول خطط مهاجمة العدو في حرب السويس 1956.

محمد مرسي

وقد تم تجسيد الرئيس محمد مرسي في فيلم هزلي “المشخصاتي ٢” وكان في ٢٠١٦ أي بعد عامين من عزله عن السلطة. وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي عقب اندلاع ثورة 25 يناير، حيث تطلب جهات أمنية من المشخصاتي هذه المرة أن ينتحل شخصية الرئيس المعزول (محمد مرسي) وعدد من قيادات الإخوان. ورغم حدوث صدام بين الرقابة وصناع الفيلم من أجل تغيير أسماء الشخصيات الرئيسية لمحاكاتها لشخصيات حقيقية في الواقع مثل شخصية الرئيس محمد مرسي، إلا أنه تم عمل تغييرات طفيفة بالسيناريو بما لا يخل بمضمونه وحينها وافقت الرقابة على تصوير الفيلم وعرضه.

 

اقرأ أيضًا:

المشروع A119: هيا بنا نفجر القمر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!