تقاريرسلايد

ليليث.. الزوجة التي تزوجها آدم قبل حواء

كيف أصبحت؟ وأين هي الآن؟

كتب – أحمد المرسي

في النصوص المقدسة لليهود يوجد الكثير من الأخبار، والتي تقترب بعضها من الأساطير، وهناك عدد كبير من الشخصيات، بعضها خيّر وبعضها شرير، ولكن هناك شخصية أكثر غموضًا عنا لغيابها عن القصص الديني الإسلامي، من هذه الشخصيات؛ ليليث: المراة التي كانت زوجة آدم قبل حواء.

قد لا تكون ليليث اسمًا مألوفًا لدى الجميع، ولكن وجودها في النصوص القديمة والفولكلور ترك علامة دائمة عندما يتعلق الأمر بجنة عدن والخليقة والأيام الأولى للبشرية.

من هي؟ ومن أين أتت وما هو الدور الذي لعبته في قصة الخلق اليهودية؟

هذه هي قصة المرأة التي ظهرت قبل ظهور حواء في الصورة كما جاءت في التعاليم اليهودية:

من هي ليليث؟

إن اسم ليليث باللغة العبرية هو الصيغة المؤنثة من كلمة “الليل”، وتترجم حرفيًا إلى كلمة “ليلي أنثوي”، وهي اسم لإلهة أكادية هي “لي ليتو” أو “سيدة الهواء”.

تقول النصوص اليهودية أنه المراة الأولى لآدم والتي خلقت على قدم المساواة منه، من نفس الطين الأرضي، وهذا يجعلها عكس حواء التي خلقها الله من ضلع آدم. وامتثلت لإرادة آدم، وهو ما دفع رجال الدين اليهودإلى إعطاء تلك المرأة دلالات سلبية على مرة السنين.

في جنة عدن

إذا كنت ستقرأ التوراة، فلن تجد أي إشارة إلى ليليث، سواء في سفر التكوين أو في أي سفر آخر. فوجودها ظهر في الكتب المكلمة، مثل نصوص الكابالا، أو الصوفية اليهودية، وكتب التراث الأخرى.

يتم تصويرها بأنها المراة التي رفضت السجود لآدم، ورفضت التبعة كزوجة له، وهي صفات قد تعجب العديد من النساء اليوم، ولكن الأمر لم يكن كذلك قبل ألفين عام. فهي في نظر القدامى مجرد امرأة شريرة.

ذكرت قصة تلك المرأة في الفلكلور اليهودي في نصوص مختلفة من أهمها “أبجدية بن سيرا” وكتاب “زوهار”، وكلاهما كتب مهمة في فترات مختلفة من التاريخ اليهودي.

في “أبجدية بن سيرا” تم تقديمها كزوجة آدم الأولى، التي خلقت من نفس الطين التي خلقها، ويمثل رحيلها النهائي عن جنة عدن بداية رحلتها كشخصية مستقلة وتحدي آدم.

تقول كتب الزوهار وهي أحد كتب التصوف اليهودية، أن الزوجة الأولى لآدم ولكنها هربت وتزوجت الشيطان، وكانت تلد له في اليوم 100 طفل، فاشتكى آدم لله، فأرسل لها 3 ملائكة، فرفضت فتوعدها بقتل أطفالها كل يوم، ومنذ ذلك اليوم تعهدت أن تقتل أبناء البشر.

وتقول الكتب اليهودية أنها تجسدت بصورة الحية التي أغوت آدم وحواء بالأكل من الشجرة المحرمة، انتقامًا وغيرة من حواء، وكانت توصف بأنها جميلة جدًأ وتتجسد أمام الرجال وتغويهم لتقتلهم.

مثوى ليليث

تذكر التعاليم اليهودية المقدسة أن ليليث تعيش الآن في أرض آدوم، والتي ذكرا في العهد القديم نهايتها، حيث يذكر كتاب الرسل – إشعيا – الإصحاح 34 نهاية أدوم التي تتحول بفعل غضب يهوه “الله في العبرية” إلى كتلة نارية من القار والكبريت، وتصبح مكاناً قفراً لا يستطيع أحد اجتيازه إلا البجع والقنفذ وطائر البوم والغراب.

في بعض الروايات، تم تصوير ليليث على أنها روح متجولة، تسعى إلى الأبد إلى طريقها الخاص خارج حدود عدن. غالبًا ما ترتبط بكونها فاتنة وحاقدة، تظهر في الليل لإيذاء الرجال أو إغرائهم.

كتابات القرن الثالث عشر لإسحاق بن جاكوب (عالم دين تلمودي) تقرن ليليث برئيس الملائكة سمائيل، أو إسماعيل، وهو في الوقت نفسه مللاك الموت في اليهودية. ويعكس إسحاق نظرة لليليث تظهرها كشيطانة، وقال أن نسل ليليث وسمائيل “الشيطان” كانوا الشياطين والوحوش التي يخشاها الناس.

على العكس من ذلك، ترسم تفسيرات أخرى صورة أكثر تعاطفاً مع ليليث. وينظر إليها البعض على أنها رمز لاستقلال المرأة وتمكينها، واختيار الحرية على التبعية. حتى أن بعض التفسيرات النسوية الجديدة تحتفي بها كشخصية دافعت عن حقوقها ورفضت أن يهيمن عليها آدم.

تتقاطع أسطورة ليليث أيضًا مع المعتقدات الثقافية المختلفة، وفي بعض التقاليد، ترتبط بالولادة، ويُعتقد أنها حامية للنساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة. فيتناقض هذا الجانب الإيجابي من شخصيتها مع الصور الأكثر شرًا في الأساطير الأخرى.

النسوية المبكرة

في عالم الأساطير القديمة والفولكلور، تقف ليليث كشخصية مقنعة وغامضة، تتحدى الروايات التقليدية وتثير المناقشات حول الجنس والسلطة والاستقلالية. على الرغم من أنها ليست جزءًا من الرواية الكتابية التقليدية عن جنة عدن، فقد استمرت قصة ليليث عبر العصور، وتطورت لتعكس القيم الثقافية والمجتمعية المتغيرة.

وتعتبر حركات النسوية أسطورة ليليث بمثابة تذكير بالشخصيات التي تتحدى الوضع الراهن. وتدعو قصتها إلى التعمق في تعقيدات العلاقات الإنسانية، وديناميكيات السلطة.

 

اقرأ أيضًا: 

كيف سرق اليهود النجمة السداسية وجعلوها رمزًا لهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!