تقاريرسلايد

مومياء سيلفستر.. أن تحنط جثتك رمال الصحراء

25 سنت مقابل رؤية الرجل حامل السلاح

كتب – أحمد المرسي

في عام 2001 عندما فحص الأستاذين “جيري كونلوج” و”رون بيكيت” من جامعة “كوينيبياك” مومياء سيلفستر اعتقدوا في البداية أنها تمثال خشبي، واحتاجوا أن يجربوا بطريقتهم الخاصة ووسائل تكنولوجية حديثة حتى يتأكدوا أنها تعود لبشري حقيقي قتل ما بين عامي 1880 و 1900.

لم يكن سيلفستر هو الاسم الحقيقي لهذا الشخص الغريب، ولكنه كان متعلق بأسطورة شعبية انتشرت في مدينة سياتل الأمريكية، تلك الأسطورة روت حكاية تلك المومياء التي كانت تعرض طوال عشرات السنوات في أحد المعارض المحلية، مقابل 25 سنتًا لرؤيتها.

تقول القصة التي تناقلها أهل المدينة، أن الجثة تعود إلى رجل خاض معركة بالأسلحة النارية في حانة، بسبب الغش في لعبة الورق، مما أدى إلى إطلاق النار عليه من زملاءه، ولحسن حظه تمكن من الهروب من الحانة ولم يمت على الفور متأثرا بجراحه، ولكن لسوء حظه فقد أخذته قدماه إلى الصحراء، حيث مات هناك، ومع مرور الأيام قامت شمس الصحراء وجوها الجاف بتحنيطه.

ومع انتشار تلك القصة، ووجود عدة ثقوب في جسد سيلفستر، عززت المومياء تلك القصة، وعرف أهالي سياتل عبر عقود سيلفستر بأنه واحد من الكاو بوي القدامى، ولكن هل هذه القصة صحيحة؟

غموض مومياء سيلفستر وقصتها

عندما ألقى العلماء نظرة على الثقوب الموجودة في جسد المومياء اكتشفوا أن أكبرها كان في صدره، ولكنهم لم يجدوا نزيف حول الجرح مما يعني أن هذا الثقب الذي أشاع عارضي المومياء أنه ثقب الرصاصة التي قتلته لم يكن كذلك. بل تم إحداث هذا الثقب بعد موته وتحنيط جثته كذلك.

والحقيقة المحيرة أن العلماء وجدوا عدد من الطلقات في جسد سيلفستر، كانت إحداها قد اخترقت وجهه وتركت ندبه، ولكنهم قالوا أنها طلقات قديمة لم تقتله، وعاش بها سيلفستر في جسده، وهو ما يشي بأنه عاش حياة عنيفة.

 

تركت الرصاصات تحت الجلد ولم يتم إزالتها وهو ما يدل على أنه ربما لأنه كان رجلًا مطلوبًا من الشرطة ولم يتمكن من الذهاب إلى المدينة من أجل أن يلقي المختصون نظرة عليه.

التحنيط في الصحراء

 

كان سيلفستر رجلاً يبلغ من العمر 45 عامًا  عندما مات، وطوله 5 أقدام و11 بوصة. حاليًا، والمومياء ثقيلة جدًا حيث يصل وزنها إلى 137 رطلاً. وهذا يعني أنه ربما وصل وزنه إلى  225 رطلاً في حياته.

في عام 2005، ومع التكنولوجيا الحديثة، اكتشف الفريق العلمي أن اللسان لا يزال سليما. وأنه كان يتمتع بكبد سليم أثناء فترة وفاته. وكان لديه أيضًا أورام شديدة.

تقول الأسطورة أن صاحب المومياء مشى إلى الصحراء، حيث مات، وحنطته الشمس، ولكن الخبراء يقولون أنه أكثر لمعاناً من المومياوات التي تحنط في الصحراء، ويبدو أن نظرية التحنيط تلك غير واقعية، فجلده لامع يشبه خشب الماهوجني.

بعد مزيد من الفحص تبين أنه تم تحنيطه عمدًا بالزرنيخ!

حل اللغز

يقول الثقب الإسطواني في المومياء أنه تم عن طريق “شنيور” لكي يظهر ذلك وكأنه ثقب رصاصة في صدره، عندما يتم عرضه للجمهور مقابل 25 سنتًا.

ويقول العالم ريتشارد شيبرد أنه بعد أن ألقى نظرة على أعضاءه الداخلية فمن المحتمل أن سيلفستر مات بسبب مرض السل. وقد كان السل مرض فظيع ومؤلم تسبب في العديد من الوفيات في الغرب القديم – بما في ذلك وفاة المجرم دوك هوليداي.

أقرأ أيضًا: 

بدون عريس.. عائلة تقيم حفل لزفاف ابنتهم المصابة بمتلازمة داون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!