بث عاجلتقاريرلقطات

“جاك السفاح”.. القاتل المتسلسل الذي علم المجرمين القتل

أسطورة أرعبت بريطانيا

لو أنك كنت واحد من سكان لندن في عام 1888، وتحديدًا لو كنت من سكان حي وايت تشابل، فإنك كنت ستعيش قصة رعب حقيقية. تجعلك لا تنام الليل. وسببها كان جرائم القتل التي تفوقت في وحشيتها على جرائم ريا وسكينة. اللتان تعتبران بالنسبة لتلك الجرائم جرائم تلاميذ.

قتل في حي وايت تشابل

مع نصف القرن الـ 19 تدفق الكثير من المهاجرين الأيرلنديين إلى انجلترا. وهو ما تسبب في زيادة عدد السكان في لندن. خاصة الطرف الشرقي للمدينة. وزاد ذلك تدفق العديد من اللاجئين اليهود الفارين من المجازر التي كانت ترتكبها روسيا القيصرية فيهم. وتركزت الكثافة السكانية في تلك الأحياء. بخاصة حي “وايت شابل”. الذي بسبب الفقر والكساد. تحولت فيه النساء إلى العمل في الدعارة.

تقول الاحصاءات أنه وجد في وايت تشابل في سنة 1888  حوالي 62 بيت للدعارة تعمل في أكثر من 1200 امرأة في مهنة البغاء. وقد تحول هذا الحي إلى وكر الفساد.

الواقعة القتل الأولى

في هذا الجو الخانق. وتحديدًا في الساعة 3:40 دقيقة يوم الجمعة الموافقة 31 أغسطس. عثر على امرأة مذبوحة، والجزء السفلي من بطنها مفتوح بسكين ثلمة. في شارع “باك”. وعل الفور تم استدعاء الشرطة. وعرف أن القتيلة هي “ماري آن نيكولز”. والتي كانت عاهرة في أحد بيوت الدعارة في وايت تشابل.

تعاملت الشرطة البداية مع الأمر باعتباره نوع من الجرائم التي تقوم بها العصابات في تلك المنطقة. والتي عرفت بالعنف. ولكن بعد أسبوع واحد تأكدوا أن هناك شيء ما يختفي وراء تلك الجريمة.

القتيلة الثانية

في يوم 8 سبتمبر وقرب مدخل أحد الأفنية في شارع هانبيري وجدوا امرأة مقطوعة الحلق مثل ماري. وبنفس الطريقة. وبطنها مفتوح بالكامل. وبعد التحقيق عرف أن تلك المرأة هي آني تشابمان. وهي عاهرة. وبعد فحص الجثة وجدوا أن رحمها قد انتزع من مكانه.

بعد تلك الجريمة أدركت الشرطة أنها أمام قاتل متسلسل. أو ما يعرف باسم “سفاح”. يقتل العاهرات. بنفس الطريقة. وهي عن طريق قطع الوريد الأيسر. ثم يقوم بفتح بطونهن. وأخذ أعضائهن.

في نهاية الشهر وفي يوم الأحد. ومع ظهور الضوء الأبيض للصباح عثر على إليزابيث سترايد، في ساحة دوتفيلد. بنفس الطريقة وهو الجرح على الجانب الأيسر من الرقبة. وبعد ثلاثة أرباع ساعة عثروا على جثة كاثرين إيدوس “عاهرة” في ساحة ميتري. وكان بطنها مفتوح بجرح طويل. وكليتها اليسرى وجزء من رحمها قد تم إزالته. وقد تم العثور على معطفها مغطى بالدم في مدخل منزل في وايت شابل. وعثر فوقها على كتابة بالطبشور الأبيض. عبارة إنجليزية تقول: “اليهود هم السبب في كل ذلك”. وقد عرفت تلك الكتابة باسم كتابة شارع جولستون أو Goulston Street graffito. وقد توجهت بعد ذلك الاتهامات إلى اليهود في تنفيذ تلك الجرائم. ولكن لم يكن هناك دليل إن كانت تلك الكتابة موجودة قبل ارتكاب الجريمة او بعدها. وقد خافت الشرطة من أن تتسبب في جرائم معاداة للسامية. فتم مسحها. بعد ذلك عثر على أكثر من عبارة مرسومة بالجرافيت على الجدران تقول “اليهود ليسوا هم السبب في ذلك”.

ماري أن كيلي

كانت ماري أن كيلي هي آخر جريمة تأكدت الشرطة من أنها ترتبط بالجرائم السابقة. حيث عثر عليها في سرير غرفتها بمنطقة ميلزر كورت. صباح يوم 9 نوفمبر. وقد كانت مشوهة بشكل مبالغ فيه. حيث قطع حلقها وصولًا إلى عمودها الفقري. وتم فتح بطنها وإفراغ أعضائها. ولم تعثر الشرطة على قلبها. كما أن وجهها كان مشوهًا بطريقة بشعة.

التحقيقات

في البداية وبسبب أن الجرائم كان يتم ارتكابها في نهاية شهر أو أسبوع، فقد اعتقدت الشرطة أن فاعلها هو موظف حكومي. ياخذ إجازته الرسمية.

وقالت التقارير الطبية أن من قام بارتكاب تلك الجرائم يعتقد أن يكون طبيبًا جراحًا. حيث أنه كان يقوم بتلك العملية البشعة من تشريح ضحاياه. وقتلهم جميعًا بنفس الجرح العرضي في الرقبة الذي يستهدف الوريد الأيسر. باحترافية شخص يعرف ماذا يفعل. ولابد أنه جراح.

رسالة من الجحيم

بتاريخ 15 أكتوبر 1888. تلقت الشرطة في لندن رسالة من شخص ادعى انه القاتل. وتلقى الرسالة جورج لسك. رئيس لجنة أمن وايت تشابل. وكان نصها:

من الجحيم

سيد لسك

أرسل لك نصف الكلية التي أخذتها من المرأة وقد قمت بحفظها لك

النصف الآخر قمت بقليه وأكله وكان رائعًا

من الممكن أن أرسل لك السكين الذي استخدمته لو انتظرت قليلًا

التوقيع

أمسكني إذ استطعت

سيد لسك

وقد أرسل القاتل الذي أصبح يعرف في الصحف باسم جاك السفاح جوء من تلك الكلية إلى الشرطة.

جرائم لاحقة

يقول المؤرخون أن الجرائم الخمسة والتي سميت فيما بعد “الخمس الكنسية” هي الجرائم التي تأكدوا من أنها من تنفيذ جاك السفاح. ولكن بعد تلك الجرائم. تم قتل أكثر من عاهرة في وايت تشابل. ولكن الخبراء يعتقدون أن هذه الجرائم ليست من تنفيذ نفس القاتل. ولكن عن طريق مجرمين. حاولوا تقليد نفس الجريمة. بسبب انتشارها إعلاميًا.
بسبب التغطية الصحفية. اشتهرت قصة جاك السفاح. وعبرت شهرته البحار. ولأنه إلى اليوم لم يتم اكتشافه أو التعرف عليه. فقد تحول إلى أسطورة. قدم الرجال المسؤولين عن التحقيق في تلك الجرائم باستقالهم. ووصل هذا إلى الوزير. تأسس بسبب جاك السفاح في ظهور “علم السفح” أو “ripperology”. وهو علم يدرس سلوك القتلة المتسلسلين.
أقرأ أيضًا: 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!