الفنتقاريرسلايد

بعيدا عن الفيلم.. هكذا انتهت حياة شفيقة ومتولي

لم تأت شهرة قصة شفقة ومتولي من الفيلم البائس الذي قدمه أحمد زكي وسعاد حسني، بائس لأنه فقير دراميا، ولأنه بعد كثيرا عن الحقيقة،حتى أن الصعايدة غضبوا شديد الغضب من مؤلف الفيلم صلاح جاهين، ولكن الشهرة أتت من قصة شفيقة ومتولي لحفني أحمد حسني التي كانت الإذاعة تذيعها يوميا، في وقت كانت الإذاعة هي الوسيط الإعلامي الأول في مصر، ومع شدة تكرار القصة، حفظها الناس عن ظهر قلب، حتى يقول لك السائل، منين يا بلدينا، وفور أن تقول له: “من جرجا”، يجيبك دون تفكير “بلد شفيفة ومتولي”.

لكن ما هي القصة الحقيقية، بعيدا عن الفيلم، وكيف ندم الريس حفني حسن على ظلمه لشفيقة.

كانت جرجا في البدء مديرية كبيرة، من اسيوط حتى الشلالات في أسوان، ومن وقتها وهي أشهر مركز في الصعيد، لكن حاليا جرجا هي مركز في سوهاج لكن اشهر من سوهاج، مثلما طنطا أشهر من الغربية والمنصورة أشهر من الدقهلية.

كان حفني حسن يغني قصة شفيقة ومتولي، ويلقى باللوم على شفيقة، مستفيضا في الحديث عن بطولة متولي، فيقول مثلا

اتى بالغضب وفى ايده السكين
وقال دى لو كانت عليلة مين يزورها
وجة سريع تلف منظرها
وعزل الجتة من ظورها يا متولى (دبحها وفصل الرأس عن الجسد).

ثم ماذا حدث، جاءت الشرطة، فرفض أن ينزل بعد فعلته، دون أن يحضروا له الطبل، فقال للشرطة إنه لن ينزل إلا إذا أتى له بالطبل البلدي، وبالفعل نفذت الشرطة طلبة، وأحضروا له فرقة الطبل البلدي، لكي تزفه، وكأنه عريس.

لقطة من الفيلم

ثم وقف امام القاضي، فسأله القاضي عن سبب قتله لشفييقة، فقال له:

قالو يا بية انا دمى فار زى العمال
ومع اسود عمل الفار عمل
وحدانا شجرة وفيها فرع مال
مفيش غيرى لاعم ولا خال لية
اشرب المرار دة والخل لية
اقطعو يا بية ولا اخلية

فاقتنع القاضي بمنطقه وأعطاه 6 شهور فقط، لقتله شقيقته، وقال له القاضي:
كان القاضى اسمو حسن
راجل عندو فضل واحسان
قالو صراحة قطعو احسن
يا متولى

 من احداث الفيلم

اصل انت شريف وعملك شئ يعليك
ابدا مفيش شئ عليك
غير 6 شهور اشا (الكلمة مجُهلة بالنسبة لي) عليك
وخدهم سجن ورد للجيش

لقطه من فيلم شفيقه ومتولي محمود عبد العزيز

ويتباهي حفني حسن بقتل متولي لشفيقة، ويراه شيئا عظيما، ويقول:

بعد ما كان دمعه يبل إيده
قالوا دا اللى شغل البال إدوه (يعني زوجوه، بما يعني أن الأهالي أصبحت تتباهي بفعلته، وتتمنى لو طلب يد بناتها للزواج).
صراحة شرف بلده.

وأصبحت رواية حفني حسن هي الرواية الرسمية لقصة شفيقة ومتولي، لأنه كان يغنيها في الموالد وفي كل مكان تقريبا، لكنه بعد ذلك شعر بذنبه وإنه ظلم شفيقة، فغني أغنية جديدة اسمها “ليه نظلم شفيقة”، وفيها يبرر أسباب ما فعلته شفيقة، وتظهر شفيقة في الأغنية الجديدة مظلومة، فيقول فيها إن شفيقة كان لها زوجة أب أذاقتها العذاب ألوان، مما جعل شفيقة تهرب منها، ثم ضُحك عليها تحت اسم الزواج والحب، لكن لأن القصة لم تذع في الإذاعة، لم تنل نفس الشهرة.

لكن صلاح جاهين عندما حول القصة للسينما، انتصر لفكرة أن متولي لم يقتل شفيقة، ويقول في نهاية الفيلم بصوته

ليه نظلم شفيقة".. عندما أنصفها "الريس حفني" وخذلها "جاهين" و"بدرخان" - مصر 360

«متولى شال جثة المقتولة بين ذراعيه

ضربوها قدام عينيه بالنار ما يعرف ليه؟

وناس يقولوا .. ده هو طعنها بالخنجر

بس إحنا شفناه وشفيقة جايه عليه

سوا كده أو كده، شالها فى أحضانه

ودموعه تجرى كبحر النيل وفيضانه

يبكى عليها وعليه وعلى بنات الناس

اللى تبيع عرضها فى القحط وزمانه

علي بدرخان يكشف أسرار للمرة الأولى عن رائعة سعاد حسني وأحمد زكي "شفيقة ومتولي".. هكذا أنقذه يوسف شاهين | خبر | في الفن

الأزمة كما يراها صلاح جاهين أزمة القحط والفقر الذي يجعل من الناس مضطرة، مفعول به لا فاعل، والذي يهيمن ويسيطر لأن بعض السادة استأثروا بالقوت، وأوقفوا حنفية الفتات، فجعلوا من الفقر نمط حياة، لذا فكل الموبقات ستجد مناخها الدائم، وستجد قصة شفيقة كل يوم وكل ساعة وفي كل مكان.

بقي أن ننوه ن الفيلم تم تقديم نسخة تلفزيونية منه سنة 1993، من بطولة معالي زايد التي لعبت دور شفيقة، ولعب أحمد ماهر دور متولي، والمسلسل من إخراج وفيق وجدي.

صورة 28 من فيلم شفيقة ومتولي - محمود عبد العزيز (1) - ملك الجمل - الدهليز - قاعدة بيانات السينما المصرية والفنانين

وكتب المؤلف محمد صفاء عامر، قصة شفيقة ومتولي بمنظور آخر، بعد دراسة وبحث مستفيضان، وتعاقد مع شركة العدل لإنتاج المسلسل، وقررت الشركة إنتاج المسلسل في موسم رمضان 2012، ورُشح لإخراجه المخرج إسماعيل عبدالحافظ فرحل عبد الحافظ، ثم تم تأجيله لخطة 2013، وفي 13 أغسطس 2013، رحل عن عالمنا محمد صفاء عامر، وفي كل عام تعلن الشركة عن تأجيل المسلسل للعام الذي يليه، معللة ذلك بضخامة إنتاج المسلسل، ثم أخرجته من حساباتها نهائيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!