تقاريرسلايد

ديميس روسوس: خرج مطرودًا من مصر وأصبح مطربًا عالميًا

وقصة حادثة اختطافه

كتب – أحمد المرسي

إذا كنت واحد من جيل الثمانينات أو التسعينات، فأنت بالتأكيد تعرف من هو ديميس روسوس، ربما تتذكره بلحيته الكثة السوداء. وملابسه المتسعة البوهيمية. وربما عليك أن تعرف أن سبب معرفتك له في هذه الحالة هو أنه كان أشهر مغني في العالم في ذلك الوقت، فمن هو ديميس رسوس الذي عشقه مراهقو الثمانينات في مصر؟

أيام سكندرية

وإن كان ديميس روسوس قد عرف في العالم بأنه مطرب يوناني. إلا أن حقيقة الأمر أنه لم يرى اليونان إلا بعمر 15 عامًا. حيث عاش طفولته كلها في مصر. وخاصة في حي الأزاريطة بالأسكندرية.

ولد ديميس لأم إيطالية وأب يوناني يعمل حلواني وقد كان والداه قد ولدا في الإسكندرية بدورهما. وعاش ديميس في إسكندرية الأربعينات – حيث ولد عام 1946 – بمجتمعها متعدد الطوائف والأديان. حيث كان الجميع يعيش في هدوء ورخاء.

اشتهر ديميس بموهبة الغناء منذ نعومة أظافره. حتى أنه اشترك في كورال الكنيسة الأرثوذكسية. وكانت الحياة تبدو هادئة طبيعية على مقربة من البحر الأبيض المتوسط. حتى حدثت المشكلة في الشرق. حيث لم يحسب لها روسوس حساب.

حرب وهجرة

في عام 1956 وبسبب العدوان الثلاثي. أو أزمة السويس كما عرفت في العالم. اضطهد النظام المصري الحاكم في صورة عبد الرئيس جمال عبد الناصر الأجانب. وهو ما تسبب في هجرة كبيرة لهم. وكان والد ديميس واحد ممن تضرروا من هذا الحادث. حيث تم تأميم جميع ممتلكاته. فسافر مع زوجته وابنه إلى اليونان.

حياة في المهجر

قد يعتبر البعض ديميس يونانيًا. ولكن هذا لم يكن إلا عرقيًا. وحقيقة الأمر أنه كان مواطنًا مصريًا حتى الحرب. ولد أبواه في مصر. وظل حتى صار شابًا يافعًا فيها. ولكنه اضطر ان يهرب منها في النهاية.

مع بداية شبابه وبسبب ديكتاتورية حاكمة في اليونان في ذلك الوقت. سافر ديميس إلى فرنسا. ومن هناك كانت بدايته الفنية الحقيقة. في فرقة “أفروديت شايلد” أو طفل أفروديت بعمر 17 سنة. وبعد ذلك بدأ نجمه يلم في نجوم الغناء العالمي.

اشتهر ديميس بأغاني مثل far away و goodby my love.

مظهر بوهيمي

مع تقدمه في العمر ازداد وزن روسوس بشكل كبير لدرجة وصل فيها وزنه إلى 150 كيلوجرام. ولا يعرف إن كان مظهره البوهيمي. بعد ذلك من نتائج زيادة الوزن. حيث ارتدى ملابس الملوك والأباطرة القدامى. أم أنه فقط أحب ذلك المظهر. ولكن ما هو معروف في ذلك الوقت. أن العديد من الشباب قلدوا مظهره.

اشتهر رسوس بهذا المظهر في مصر. للدرجة التي جسده فيها يونس شلبي في فيلم “قاهر الفرسان”. حيث ارتدى لحية. وملابس واسعه. ليقنع الجمهور أنه المطرب المصري اليوناني.

اختطاف الطائرة

الغريب في حياة ديميس روسوس أنها لم تكن هادئة ابدًا مثل موسيقاه. ولكن كانت مليئة بالأحداث المؤلمة. ومن بين هذه الأحداث هو حادث اختطافه سنة 1985. عندما كان على متن طائرة كانت متوجهه من أثينا إلى روما. وتم احتجازه كرهينة لمدة 4 أيام. على يد إرهابيين من “حزب الله” اللبناني. من أجل الافراج عن مئات السجناء من المعتقلات الإسرائيلية وجنوب لبنان.

هبطت الطائرة التي تحمل 145 راكبًا في مطار بيروت.ولكن بسبب الجهود الحكومية تم الافراج عنه بعد تلك المدة. مع شخص آخر. فيما بقي بقية الرهائن لمدة 17 يومًا محتجزين.

عودة إلى مصر

لم تنقطع الصلة بين ديميس روسوس ومصر أبدًا حيث استمر ذلك لفترة طويلة. حيث دعاة الرئيس السادات في عام 1975 لزيارة البلاد بعد نصر أكتوبر 1973. حيث قدم حفل استعراضي في نادي الجزيرة بالقاهرة.

وكانت الزيارة الثانية له في عام 1999 وكانت الزيارة الأخيرة. حيث قام بالغناء في دار الأوبرا. وزار مكان ميلاده. وقام بافتتاح المهرجان الدولي الخامس للأغنية. والذي أقيم في مركز مصر للمؤتمرات.

وفاة الأسطورة

توفي الأسطورة المصرية اليونانية في عام 2015 بعد صراع مع المرض. بعد أن أثر في أجيال من الموسيقيين. كان واحد منهم النجم محمد فؤاد. الذي صرح أكثر من مرة أنه كان يغني أغنياته في بدايته الموسيقية. خاصة أغنيته الأشهر far away. والتي وبسببها أطلق عليه الناس اسم “فؤاد فار أواي”. وبعد ذلك قام بتوزيعها توزيع شرقي وبكلمات عربية.

اقرأ أيصًا:

قصة مومياء روزاليا الغامضة التي تغمز لزوار سراديب الموتى

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!