تحل اليوم الذكرى الرابعة لرحيل الفنانة القديرة نادية رفيق، والتي رحلت عن عالمنا في 17 أبريل سنة 2020 عن عمر يناهز 85 عامًا، وهي واحدة من أشهر من قدموا دور الأم في تاريخ الفن المصري.
كانت ملامح نادية رفيق بوابة عبورها للأدوار التي ستقدمها طيلة حياتها، حيث ظلت تقدم دور الأم، رغم بدايتها المبكرة في الفن، حيث التحقت بالمجال الفني ولم يتجاوز عمرها الثامنة في عام 1934، عن طريق الإذاعة الأهلية.
الفنانة الكبيرة من مواليد 1935، وجسدت شخصية الأم في عدد من الأعمال المهمة أبرزها: “توت توت”، أنا وأنت وبابا في المشمش، ليالي الحلمية، أولاد آدم، أهل القمة، حتى لا يختنق الحب، أحلام الفتى الطائر”، وغيرها من الأعمال.
وتقول نادية عن بدايتها الفنية في حوار سابق:”كان هناك أحد الأشخاص يأتي “ويلم عيال الحتة”، وكنت مشهورة وسطهم بأنني شقية وأحب الغناء والرقص، لمس لدي استعدادًا للتمثيل، واصطحبنا لعمل برنامج في الإذاعة وأتذكر جيدا الأغنية التي كنا نغنيها في البرنامج وهي “شوفوا النونو نادية.. حلوة وشاطرة وهادية”… لتنطلق بعدها.
عملت نادية بعد ذلك برفقة زوزو نبيل ورفيعة الشال وروحية خالد، وعدد من نجوم الإ1ذاعة، وبجانب عملها كممثلة، كتبت نادية أول مسلسل إذاعي وهي في الرابعة عشر من عمرها، موضحة: “قديما كان مؤلف العمل مسؤولاً عن اختيار الممثلين والمخرج والموسيقى، وكان الأجر 3 جنيهات، ووقتها كان أنور وجدي كذلك يكتب للإذاعة، وفي إحدى المرات سمعته يقول: “بقى البت المفعوصة دي تاخد أجر زيي”.
في هذه الفترة لم يكن هناك تسجيل للأعمال الفنية، وعندما يطلب الجمهور المسلسل مرة أخرى كانوا يقومون تمثيله مرة آخرى.
لكن نادية التي كانت تهوى التأليف، توقفت عن التأليف بعد زواجها ثم عادت له في الخمسينيات، وكتبت عددًا من السهرات والمسلسلات الإذاعية، وبسبب حبها للإذاعة التي تختفى خلف ميكروفوناتها، كانت تخشى من التمثيل والعمل في التليفزيون، فقالت: “مدير التليفزيون محمد محمود شعبان طلب مني الانضمام للتليفزيون مقابل 4 أضعاف الأجر في الإذاعة، لكنني رفضت ووقتها كنت متجوزة ولدي أطفال، وعلى الرغم من أن عائلتي لم تعترض على عملي، لكنني كنت أخشى من التمثيل بالسينما.
لماذا كانت ترفض السينما؟
قالت الفنانة الراحلة إنها كانت تخشى القبلات والملابس العارية: “التليفزيون وقتها كان لديه عدد من الممنوعات، فكان ممنوعا أن ترتدي الفنانات ملابس “نص كم”، وكان شرطًا أن تكون الملابس محتشمة، لدرجة أن كريمة مختار حكت لي في إحدى المرات أنه في أحد مشاهد المسلسل كانت ستتزوج من شخص، وحينما مسك يدها اعترض أهلها وقالوا كيف يضع يده على يدك، “وعملوها شغلانة”.
وعن أول أعمال نادية رفيق في التليفزيون، قالت بدأت بدور الأم، حتى أنني مثلت شخصية الأم لفنانين في نفس عمري وفنانين أكبر مني في السن، من بينهم محسن سرحان في المسلسل الإذاعي “سمارة”، فأنا أم لكل الممثلين في مصر.وعن سبب قيامها بدور الأم،لمن هم أكبر منها في السن، قال لها يوسف الحطاب رئيس الدراما: “صوتك فيه حنية الأمومة”،
لكن رغم ذلك كانت ترفع شعار لا للسينما، لأنها ترى أن من يعمل بالسينما لا بد أن يقدم مشاهد عارية وبها قبلات، وهي ترفض الاثنين، حتى طلبها المخرج علي عبد الخالق في فيلم أهل القمة، فرفضت دون أن تعرف الدور، رفضت بمجرد ما قرأت كلمة فيلم، فاتصل بها علي بدرخان وطلب شرب القهوة معها، فوافقت.
ذهبت ومعها ابنتها، وتحكي نادية القصة للزميلة منال الجيوشي في حوار قبل وفاتها لموقع مصراوي: “علي بدرخان كان ذكي جدا ولئيم، وحكى قصة الفيلم من خلال وجهة نظر الأم، وكانت بنتي وقتها معايا، وقالتلي لازم تحافظي على مبدأك يا ماما مفيش سينما، وبعد ما خلص كلامه بنتي قالتلي القصة حلوة أوي ياماما”
وأضافت: “من هنا كانت أولى مشاركاتي في السينما، وحينما دخلت الاستوديو لأول مرة، رحبت بي سعاد حسني بطريقة جميلة، واحتضنتني، وسألتني هل قال لك أحد (حاجة وحشة عني)، فقلت لها على العكس فأنا يشرفني أن أمثل أمامك.. إنتي بنتي، واحتضنتني بقوة وبكت”.
أقرا أيضا
لحظات المرض والحزن في حياة “سيد” الكوميديا
