التريندسلايد

بدون قنصل.. خطأ تاريخي في الحلقة التاسعة من مسلسل “سوق الكانتو”

كتب – أحمد المرسي

استطاع مسلسل سوق الكانتو أن يخطف الانظار له خلال الـ 9 حلقات الماضية. بسبب الصورة المبهرة التي استطاع المخرج حسين المنباوي إظهارها.

ويروي المسلسل قصة طه الدسوقي حفيد أكبر تجار الأقمشة في سوق الكانتو في نهايات العشرينات من القرن العشرين وبداية الثلاثينات. والذي يقع في حب فتاة تعمل كمصممة ملابس. في وسط عدد من المؤامرات التي تدور داخل السوق.

ويظهر في الحلقة التاسعة من المسلسل خطأ تاريخي واضح. لم ينتبه له صناع العمل. ففي أحد المشاهد يذهب طه الدسوقي “أمير كرارة”. ومعه مفتش شرطة. ليقوم بمداهمة جابر المصري الفرنسي. والتابع لحماية القنصلية الفرنسية. لكي يفتش بيته ويستخرج منه المخدرات. وعندما يكتشف الممنوعات يقوم بأخذ جابر إلى القسم.

والحقيقة أن ذلك الإجراء كان مستحيل في ظل قوانين المصرية آنذاك والامتيازات الأجنبية. حيث انه كان من المحتم على ضابط الشرطة في حال أراد مداهمة منزل أو دكان رعية أجنبية أن يقوم باصطحاب القنصل التابع له المتهم أثناء تلك المداهمة.


ويذكر دكتور عبد الوهاب بكر في كتابه “مجتمع القاهرة السري”، نقلًا عن توماس راسل حكمدار القاهرة في ذلك الوقت أن القوانين المصرية والامتيازات الأجنبية كانت تعيقه عن أداء عمله في البوليس. ويقول بكر على لسان راسل في صفحة 52 أن “.. البوليس لم يكن يستطيع أن يدخل بيت أجنبي، دون موافقة القنصل وحضوره هو أو من يمثله”.

وكان المجرمون يعرفون ذلك القانون. حتى أن راسل ذهب ذات مرة ليهاجم ماخور “بيت دعارة” صاحبتها تدعى “مدام إيفون”. وهي امراة فرنسية. فأخذ معه القنصل الفرنسي ليفاجأ أن إيفون تقول له أن البيت تم بيعه لمدام “جنتلي” الإيطالية”. فذهب راسل ليحضر القنصل الإيطالي. ليفاجأ بعد يومين أنه عندما جاء ليفتش الماخر بأنه بيع إلى امراة تابعة للحماية اليونانية..

ويقول بكر  لم ينقذ راسل إلا اصطحابه لسبعة ممثلين لقناصل دول أجنبية دفعة واحدة إلى المحل، حتى لا تستطيع “بادرونا – “صاحبة الماخور” الاحتجاج بتغيير جنسية المالكة.

كانت تلك الإجراءات في ظل قانون المحاكم المختلطة والقضاء القنصلي والذي تم إلغاءه وتاريخيًا في 15 أكتوبر 1949، بموجب القانون رقم 115 اللي صدر في 12 يوليو 1948.

الجدير بالذكر ان مسلسل بطولة أمير كرارة وعبد العزيز مخيون ومي عز الدين، وفتحي عبد الوهاب، محمود البزاوي، ثراء جبيل ومها نصار وكوكبة من النجوم. ومن إخراح حسين المنباوي
اقرا أيضًا:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!