تقاريرسلايد

“رحلة طائرة الموت”.. حكاية طيار بقي معلقًا في الهواء ٢٠ دقيقة

موته كان يعني موت جميع الركاب

كتب – أحمد المرسي

كانت الرحلة الجوية البريطانية رقم 5390 لسنة 1990 رحلة طبيعية للغاية. عندما حلقت الطائرة ومرت 27  دقيقة من الرحلة المتجعة من برمنغهام إلى مالقا بإسبانيا. ولكن في مكان ما فوق ميدلاندز الإنجليزية. تحطمت نافذة قمرة القيادة الأمامية. لتكون تلك الرحلة أغرب رحلة في تاريخ الرحلات الجوية إطلاقًا!.

الكاتبن تيم لانكستر

بغتة انفجر الزجاج وطار في الهواء مع الريح المتسارعة. أمام أنظار طاقم القيادة. وفي أقل من ثانية انخفض الضغط الجوي داخل الكابينه بشكل كبير. على ارتفاع 7 آلاف متر من فوق سطح الأرض. وهو ما تسبب في سحب الكابتن تيم لانكستر من فوق مقعده إلى الخارج.

وما حدث أن نايجل أوغدن أحد مضيفي الطائرة كان سريعًا للدرجة التي استطاع فيها أن يمسك كاحل كابتن الطائرة. قبل أن يختفي من النافذة!

أوجدن نايجل
أوجدن نايجل

قال أوجدن في وقت لاحق في مقابلة صحفية: “رأيت أن الزجاج الأمامي قد اختفى وكان الطيار تيم يخرج من خلاله – لقد تم شفطه من حزام الأمان وكل ما استطعت رؤيته هو ساقيه”. وأضاف: “قفزت من فوق عمود التحكم وأمسكت به من خصره كي لا يضيع في الهواء”.

تم سحب قميص تيم من ظهره وطار في الهواء. وانحنى جسده لأعلى كما تظهر الصور. وحلق الجزء العلوي منه خارج الطائرة!

نهاية الطائرة بالكامل

لم تكن المخاوف فقط في تلك اللحظة من موت الكابتن تيم وحده. ولكن كانت مخاوف طاقم الطيران من أن يسحب محرك الطائرة الرجل. فيتسبب ذلك في انفجار المحرك وسقوط الطائرة بكل من عليها.

قال نايجل: “كانت ساقية محشورتين، مما أدى إلى فصل الطيار الآلي، مما أدى إلى الهبوط بسرعة تقارب 650 كيلومترًا في الساعة”.

بينما كان القبطان معلقًا شعر أوجدن بارتخاء قبضته. فقفز إليه مساعده جون هيوارد. فيما صارع مساعد الطيار أليستير أتشينسون من أجل الهبوط الإضطراري للطائرة.

قال أوجدن لصحيفة صنداي تايمز:” “كل ما أتذكره هو النظر إلى أليستر أتشينسون، مساعد الطيار، وهو يكافح من أجل السيطرة على الطائرة بينما هو يصرخ”.

لم يستطع الطاقم إدخال الكابتن تيم من النافذة. ولكنهم ربطوا أنفسهم بكراسي قمرة القيادة. وأجبروا على إبقائه معلقًا لمدة 20 دقيقة مؤلمة!. فقد كانت حياة الطاقم و87 راكبًا متوقفة على تلك اللحظات العصيبة.

يتذكر أوجدن: “كان وجهه يقرع النافذة والدم ينزف من أنفه وجانب رأسه، وكانت ذراعيه متدليتين وبدا طولهما مترين”.

أمضى الكابتن تيم 20 دقيقة في هذا العذاب خارج جسد الطائرة، حيث كانت الطائرة تهبط  إلى مطار ساوثهامبتون ، وهو أقرب ممر هبوط لهم يستطيعون التوجه له!.

يضيف أوجدون:

“الأكثر رعبا ، كانت عيناه مفتوحتين على مصراعيهما. لن أنسى هذا المشهد ما دمت على قيد الحياة.”

الهبوط الآمن

كان عضو طاقم الطائرة، سو برينس  في المقصورة مع الركاب الذين كانوا في حالة ذهول ورعب. وتجهز جميع أفراد الطاقم للارتطام العنيف. والذي من الممكن أن يضيع معه جسد تيم في الهواء. لعدم قدرتهم على التمسك به.

كانت قلوبهم وأعينهم مع أليستر أتشينسون. الذي كانت تلك مهمة هبوط الطائرة بالكامل تسقط على عاتقه!.

كان الهبوط سلس بالفعل وتم استقبال الطائرة  BAC 1-11 على مدرج المطار من قبل خدمات الطوارئ. وعلق أوجدن على هبوط الكابتن المساعد: “لقد هبطت تلك الطائرة بشكل مثالي”.

والأمر الأكثر إثارة للإعجاب أنه باستثناء العديد من العظام المكسورة والأطراف المتجمدة، نجا الكابتن تيم لمدة نصف ساعة تقريبًا على السطح الخارجي للطائرة. معلقًا من ساقيه فقط.

عند التحقيق من قبل فرع التحقيق في حوادث الطيران في المملكة المتحدة، تم اكتشاف أن طاقم الصيانة قد استبدل ألواح النوافذ وسمروها بمسامير غير صالحة. فكانت البراغي التي كانت ذات قطر صغير لا يناسب الأماكن الخاصة بها. مما تسبب في طيران النوافذ عند الضغط.

لم يردع هذا الحادث الكابتن تيم لانكستر عن الطيران. مرة أخرى. بنفس الطائرة بعد خمسة أشهر. واستمر في السفر مع الخطوط الجوية البريطانية حتى تقاعده في عام 2003 ، وبعد ذلك انضم إلى شركة طيران إيزي جيت للسنوات الخمس التالية.

 

اقرأ أيضًا:

موريس تيليت.. الملاك الذي أحب ليلى مراد ومات حزينا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!