تقاريرسلايد

عندما أظلمت الشمس.. قصة أسوأ عام في تاريخ البشرية

الضباب غطى العالم

إذا سألنا أحدهم ممن لم يدرس التاريخ عن أسوء عام مر على البشرية، فقد يقول أنه عام 2020 عندما اجتاحت الكورونا العالم. وإذا سألنا متخصص فقد يقول أن العام 1347 هو أسوء عام في التاريخ، لأنه العام الذي انتشر فيه الطاعون الكبير. والذي سميّ فيما بعد بـ “الموت الأسود”. حيث مات ثلث سكان العالم.

وربما رأى البعض أن عام 1918. هو أسوء عام مر في تاريخ البشرية، بسبب انتشار الإنفلونزا الإسبانية. وما تسببت فيه من وفيات. وربما قال آخرون سنوات أخرى، ولكن الحقيقة أن أي من هذه الأعوام، لم يكن الأسوء على الإطلاق، ولكن وعلميًا وبحسب خبراء في التاريخ فإن عام 536م كان أسوء عام على الإطلاق.

شهود على العام الأسوء

يقول المؤرخ البيزنطي بركابيوس أنه في عام 536 م حدث نذير مخيف للغاية، لان الشمس لم تشرق. ولم تعطي نورها، وبدت أشبه بشمس الكسوف، أو القمر.

وقال كاسيودوروس الروماني أن ضوء الشمس كان ضعيفًا وأن المحاصيل فسدت. وسجل ميخائيل السرياني بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية أنه في عهد جستيان الثاني، لم تشرق الشمس لمدة عام ونصف.

غطى الضباب كل شيء. فلم يظهر شيء في السماء. وصار نور الشمس ضعيفًا. وحل الخوف على الجميع.

أقرأ أيضًا: 

قصة متحف الأجنة المشوهة القصر العيني.. أغرب متحف في الشرق الأوسط

ماذا حدث في عام 536م؟

لم يكن تأثير عدم ظهور الشمس في ذلك العام بالأمر البسيط. ولكنه كان تأثير ممتد طويل. حيث حدثت الكثير من الأهوال.

وتقول المصادر أن عدم ظهور الشمس قد تسبب في سقوط المطر حتى في فصل الصيف. فسقط المطر في أغسطس في الصين. مما تسبب في تدمير المحاصيل الزراعية.

تسببت قلة المحاصيل والجفاف في المجاعة. مما جعل ضحايا تلك المجاعات بالملايين من الوفيات حول العالم. الذي كان يصطبغ باللون الأسود. بسبب ذلك وفي عام 541 انتشر ما يسمى بطاعون جستيان. وتحول الأمر من سيء إلى أسوء. حيث قتل هذا الوباء وحده 50 مليون إنسان.

البراكين

يقول العلماء ان السبب وراء تلك الغيمة السوادء التي غطت الأرض. كان انفجار بركان في ايسلندا. تسبب في اندفاع سحب الركام البركاني إلى طبقات الغلاف الجوي. فتسبب هذا في تكوين غمامة كبيرة. غطت أوروبا وأجزاء من أفريقيا وآسيا. فأستمر هذا الليل لمدة 18 شهر.

اعتبر عام 536 أبرد عام خلال آخر 2300 عام مضت.

ولم ينتهي الأمر عند انفجار بركان آيسلندا. بل يذكر لنا التاريخ أن هذا العام شهد انفجار براكين أخرى. بأندونسيا وسلفادور.

أقرأ أيضًا:

فيوليت جيسوب.. المرأة غير القابلة للغرق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!