تقاريرسلايد

القاسم وعبد الله وإبراهيم.. هكذا رحل أبناء الرسول في حياته

 

كان عدد أولاد النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- سبعة، أربع من الإناث، وثلاثة من الذكور، وقد توفي جميع أولاد النبي صلى الله عليه وسلم ذكوراً وإناثاً في حياته ولم يبقَ إلا ابنته السيدة فاطمة، توفيت بعده بما يقارب ستة أشهر (وهناك خلاف على موعد وفاتها بعد وفاة الرسول انحصر نسل النبي محمد بابنته فاطمة، فهي بنت محمد الوحيدة من بين أولاده التي كانت لها ذرية)، وانجبت السيدة خديجة عبد الله والقاسم وانجبت السيدة مارية ابنه الثالث ابراهيم.

أنجبت السيدة خديجة -رضي الله عنها- للنبي -عليه السلام- أول ولدٍ ذكر وهو القاسم، وكانت ولادته قبل البعثة والنبوة، ولم يلبث كثيراً إلى أن تَوفّاه الله -تعالى- فقد توفي طفلاً رضيعاً قارب المشي حين ذلك وكان عمره سنتين، وحزن عليه الرسول كثيرا، وبه يُكني الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كانت كنيته “أبو القاسم”.

ثم من الله على نبيه بابنه عبد الله، وذلك بعد البعثة (وتشير بعض المصادر إنه ولد قبل البعثة)، ولحِكمة أرادها الله تُوفيَ عبد الله أيضاً وكان لم يُكمل رضاعته، وفيه قال العاص بن وائل السهمي عن النبي محمد: “قد انقطع ولده فهو أبتر”، فنزل في القرآن: “إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ”، والعاص بن وائل السهمي هو والد الصحابي عمرو بن العاص.

رُزق النبي من زوجته مارية القبطية بابنه إبراهيم، في شهر ذي الحجة سنة 8 هـجريا، وقد سمّاه بذلك نسبةً إلى نبي الله إبراهيم أبو الأنبياء، وقد فرح النبي صلى الله عليه وسلم، بقدومه فرحاً شديداً فعند ولادته حمله -عليه الصلاة والسلام- بين يديه وكبّر وحمد الله -تعالى- وكان قد تصدق بوزن شعره فضة، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “وُلد لي الليلة غلام سمّيته باسم أبي إبراهيم”.

وكان الرسول يذهب بإبراهيم إلى نسائه ليحملوه ويُقروا أعينهم به وكان يُلاعب ابنه ويُحادثه حتى بلغ من العمر 18 شهراً، فمرض إبراهيم حتى انتقلت روحه إلى خالقها، فحزن النبي على فراقه وحزن المسلمون لحُزن النبي، وكان النبي يُخفف على أمه ماريا ألم فقده بقوله:”إنَّ له مُرْضِعًا في الجَنَّةِ”.

ثم قاموا بتغسيله، ودفنه في البقيع، وبكي الرسول عليه وقال قولته المشهورة “إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون وانا لله وانا اليه راجعون”.

وتصادف أن كُسفت الشمس في اليوم الذي تُوفي فيه إبراهيم، فتحدّث الناس أن الشمس كُسفت لموت إبراهيم، فقال النبي محمد: “إنَّ الشمسَ والقمرَ من آيات اللهِ، وإنهما لا يَنخسفان لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتُموهما فكبِّروا، وادعو اللهَ وصلُّوا وتصدَّقوا”، هذا هو الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد وصل الجهل بالناس، إن قالوا أن السماء تمطر لاستقبال رئيس راحل.

ويروي عبد الرحمن بن عوف قصّة وفاة إبراهيم ابن النبي، فيقول: “أخذ النبيُّ ﷺ بيديَّ فانطلقتُ معه إلى إبراهيمَ ابنِه وهو يجُودُ بنفسِه (جاد المريض بنفسه يعني قَارَبَ أَنْ يَمُوتَ) فأخذه النبيُّ ﷺ في حِجره حتى خرجت نفسُه قال: فوضعه وبكى، فقلتُ: تبكي يا رسولَ اللهِ وأنت تنهَى عن البُكاءِ؟ قال: إني لم أنهَ عن البكاءِ ولكني نَهيتُ عن صوتَينِ أحمقَينِ فاجرَينِ صوتٍ عند نعمةِ لهوٍ ولعبٍ ومزاميرِ الشيطانِ وصوتٍ عند مصيبةِ لطمِ وجوهٍ وشقِّ جيوبٍ، وهذه رحمةٌ ومن لا يَرحَمُ لا يُرحمُ ولولا أنه وعدٌ صادقٌ وقولٌ حقٌّ وأن يلحقَ أولُنا بآخرنا لحزِنَّا عليك حُزنًا أشدَّ من هذا وإنا بك يا إبراهيمُ لمحزونونَ تبكي العينُ ويحزنُ القلبُ ولا نقولُ ما يُسخِطُ الرَّبَّ”.

واللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!