تقاريرسلايد

سلوى حجازي.. قدمت برامج للأطفال وقتلها الإسرائيليون بصاروخ!

حكاية ماما سلوى

كتب – أحمد المرسي

 

“تنبأت لي قارئة الفنجان بالشهرة، ولم أكن بعد معروفة للناس، لماذا لم أسألها في أي أرض أموت.. إن الإنسان في حقيقته ضعيف مهما تجبر!”.

كانت تلك إحدى كلمات المذيعة سلوى حجازي، والتي توفيت في سنة 1973. في حادث طائرة، بعد أن استهدفت القوات الإسرائيلية المتمركزة في سيناء وقتها طائرتها واسقطتها. فلقت حتفها.

يقول الصحافي عزت السعدني، أنه لم يصدق ما حدث، وعندما هرع إلى مشرحة زينهم. وكان يتوقع أن يرى جثمان تلك الفتاة الغضة بوجهها الملائكي، وملهمة نساء عصرها بالشياكة والأناقة جثة في تابوت، ولكنه لم يجد سوى بقايا بلا أي تفاصيل. مجرد كتلة مشوهه.

يقول السعدني إنه سأل أختها كيف تعرفت عليها، قالت أختها: “هي قالتلي!”.

سلوى حجازي

ولدت سلوى حجازي في عام 1933. وتخرجت في مدرسة الليسية الفرنسية، كانت من أوائل خريجي المعهد العالي للنقد الفني. ونشرت ديوان شعر لها باللغة الفرنسية بعنوان “Ombres et clarté“. أو ظللال وضوء.

في الستينات حصلت على الميدالية الذهبية في مسابقة الشعر الفرنسي.

قدمت عدد من البرامج الإذاعية مثل “شريط تسجيل” و”أمسية الأربعاء” و”العالم يغني”.  انتقلت للعمل كمذيعة مع بداية ارسال التلفزيون سنة 1960.

كانت سلوى رمزا للجمال والشياكة واللباقة في ذلك العصر. واشتهرت بقدرتها على محاورة سيدات الفن في الزمن الجميلة مثل ام كلثوم ونجاة الصغيرة وفيروز.

اشتهرت سلوى حجازي بتقديم برامج الأطفال. وامتد تأثيرها بشكل كبير إلى داخل جميع البيوت المصرية.

كارثة 73

في عام 1973 سافرت سلوى حجازي الى ليبيا لتصوير حلقات ضمن بعثة تلفزيون. وفي 21 فبراير ركبت سلوى طائرتها للعودة إلى مصر.

أثناء تحليق الطائرة. تعرضت لعاصفة رملية. وبعد وقت اكتشف القبطان الفرنسي للطائرة الليبية أنه ارتكب خطأ ملاحي. وتلقى إشارة من برج المراقبة بمطار القاهرة تعطيه معلومات أن عليه تصحيح إحداثياته لأنه من الممكن أن يكون محلقًا فوق صحراء سيناء الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي في ذلك الوقت.

عطلت الرياح القوية البوصلة. وتسبب في ذلك في دخول الطائرة بالفعل لسيناء، وفور دخول الطائرة الليبية المجال الجوي، قامت مقاتلتان فانتوم إسرائيليتان باعتراض طريقها.

وبحسب الرواية الإسرائيلية أن قائد الطائرة الإسرائيلية قد أشار إلى قائد الطائرة الليبية أن يتبعه إلى قاعدة “ريفيديم” الجوية الإسرائيلية. ولكن الطيار رفض.

أطلقت الطائرتان الإسرائيليتان الصواريخ باتجاه الطائرة. مما تسبب في إيذاء الأنظمة الهيدروليكية. وحاول قائد الطائرة الخروج من المجال الجوي لسيناء. ولكنه فشل وسقطت الطائرة في الكثبان الرملية. مما تسبب في مقتل 108 شخص كانوا على متن الطائرة. منهم سلوى حجازي.

اتهامات اسرائيلية

يقول المؤرخ جمال بدوي أن ضرب الطائرة كان بأن من موشي ديان نفسه. الذي لم يضع أي اعتبارات إنسانية لكون الطائرة مدنية. وفضل أن يجعل من هذا درسًا يلقنه للمصريين.

جنازة شعبية

شيع المصريون سلوى حجازي بجنازة كبيرة. والتي كانت تبلغ في ذلك الوقت 40 عامًا. ومنحها الرئيس محمد أنور السادات وسام العمل من الدرجة الثانية. وعدّها من شهداء الوطن. ومنها الرئيس مبارك وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى في ذكراها الخامسة والعشرين.

مؤخرًا تداول الكثيرون أن سلوى حجازي كانت تعمل مع المخابرات المصرية. وأنها كانت مكلفة باحضار رسومات وخرائط تخص الجيش الإسرائيلي ومواضع تمركزه في سيناء من ليبيا. ولكن هذا ما نفته ابنتها.

في 2003 رفعت أسرة سلوى حجازي دعوى قضائية ضد الحكومة الإسرائيلية من أجل التعويض عن مقتلها. تزامنا مع إقامة فتاة اسمها سلوى عواد مصطفى ابنة المخرج غواد مصطفى دعوى قضائية مماثلة. بعد وفاة والدها في ذات الحادث.

 

أقرأ أيضًا:

“لأني لم أحب والدته”.. لهذا السبب رفض عمر الشريف الاعتراف بابنه من امرأة إيطالية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!