الأخبارسلايدلقطات حلوة

“الست البشوشة”.. من هي المرأة التي علمت المصريين شرب الشاي!

استخدمته كدواء لهم في البداية

كتب – أحمد المرسي

 

يعد مشروب الشاي واحد من أهم المشروبات في العالم، وهو أكثر مشروب استهلاكًا بعد القهوة في العالم.

للشاي تاريخ طويل، حيث ظهر في البداية في الصين، ثم نقلته شركة الهند الشرقية إلى أوروبا، ومنه إلى المشرق العربي.

ورغم أن الصينيون يشربون الشاي منذ آلاف السنين إلا أن الشاي لم يصلنا مصر إلا في منتصف القرن التاسع عشر.

والسائد أن الشاي دخل مصر عن طريق الجنود الإنجليز منذ عام 1882 مع الاحتلال الإنجليزي، ولكن الحقيقة أن الأمر يعود إلى ما قبل ذلك بأكثر من 30 عامًا على يد امرأة مريضة.

تاريخ الشاي

ظهر الشاي كدواء في الصين، من أسرة شانغ، وبدأ التجار يتعرفون عليه في القرن 16، قبل أن يتعرف عليه الإنجليز وينقوله لبريطانيا.

وعرف العرب الشاي عن طريق الرحالة، وكان سليمان السيرافي هو أول ما ذكر الشاي في المخطوطات العربية، حيث قال أن الصينيون يشربون عشبًا في الماء الساخن يسمونه “ساخ”.

ليدي داف جوردون والشاي

في منتصف القرن التاسع عشر حلت الكاتبة الإنجليزية لوسي داف جوردون في مصر، وكانت تعاني من مرض السل، ونصحها الأطباء بالذهاب إلى إفريقيا، لأن هواء افريقيا الجاف سيساعدها على الاستشفاء.

في البداية سافرت لوسي إلى جنوب أفريقيا، ثم انتقلت لمصر، وخاصة في الأقصر، حيث أن الجو أكثر جفافًا، وعاشت هناك في بيت فرنسا.

داف جوردون وبيت فرنسا

بيت فرنسا كان منزلًا تم بناءه فوق أنقاض معبد الأقصر، وعاش فيه الكثير من الشخصيات الهامة، وكان برعاية القنصلية الفرنسية.

عاش شامبليون من فك رموز حجر رشيد في ذلك المنزل، كما أن البعثة العسكرية التي نقلت مسلة معبد الأقصر إلى الكونكرد قد نزلت به.

تقربت لوسي من المصريين، فأحبوها، وأطلقوا عليها العديد من الألقاب، فسماها بعضهم “الست البشوشة” لكثرة ابتسامها، وسماها البعض “نور على نور”، وغيرها من الأسماء.

وصل حب المصريين لهذه المرأة لانهم كانوا يزورن السيدة زينب في القاهرة له، ويقودون لها الشموع من أجل شفائها.

ساعدت لوسي الفلاحين في الطب، والشفاء من الأمراض البسيطة.

وكان المصريون يخافون من “طبيب الميري” الذي يزور الأقصر، لأنه كان دائمًا مرتبط بأعمال الإحصاء التي تقودها الحكومة من أجل التجنيد.

وكان من ضمن الأدوية التي كانت لوسي داف جوردون تقدمها للمصريين هو الشاي بالليمون. فكانت تعالج نزلات البرد لديهم بهذا المشروب الذي كان سحريًا بالنسبة لهم.

وانتشر المشروب في الصعيد عن طريق ليدي داف جوردون كدواء لعلاج الكثير من الأمراض.

إرث داف جوردون:

رغم دعوات المصريون لها، تدهورت حالة السيدة الإنجليزية، وتهاوى بيت فرنسا، فعاشت أيامها الأخيرة في سفينة نيلية خاصة بها.

وفي ذات ليلة من ليالي عام 1869 توفيت وسفينتها راسية بالقرب من القاهرة.

وظل الناس يتذكرون السيدة البريطانية التي أحبتهم وأحبوها. وبعد أكثر من 10 سنوات، هاجم الإنجليز مصر، واحتلوها بعد أن هزموا عرابي، ونشروا الشاي بيننا.

 

 

أقرأ أيضًا:

امتلك 54 بيتًا للدعارة وارتدى ملابس النساء.. من هو إبراهيم الغربي أشهر قواد في تاريخ مصر؟

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!