لا ينكر أحد شعبية مسلسل ذئاب الجبل، والذي يمكن أن تعده واحد من أشهر الأعمال الدرامية في تاريخ الدراما المصرية والعربية، ولا يمكن إحصاء عدد مرات عرضه، منذ عرضه الأول والذي كان حديث الساعة.
مر المسلسل بمجموعة من المنغصات، رصدناها لكم في تقرير سابق، عن النحس الذي لازم صناع المسلسل حتى خاف الناس من العمل فيه، خاصة بعد وفاة صلاح قابيل وعبد الله غيث، أثناء تأدية نفس الدور، دور “علوان البكري”.
كتب تتر مسلسل “ذئاب الجبل”، الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، والذي وللمصادفة كان يغني أغنية للعمال في مشهد في بداية المسلسل “هيلا هيلا.. الرزق يحب الخفية.. زي الزرع ما يهوى المية”.
التتر الذي يمكن اعتباره أشهر تترات الدراما المصرية، غناه علي الحجار، من ألحان وموسيقى والحان دكتور جمال سلامة، وبالطبع تعرف كلماته
وخاصمني يا زماني.. وأرجع صالحني تاني
ناسيني اللي جرالي في العمر الأولاني.
لكن هذا التتر ليس التتر الكامل للمسلسل، فقد سجل علي الحجار نسخة كاملة منه كانت تكشف عن قصة المسلسل ففضل صناعه حذفها، لكننا وجدنا نسخة من هذا التسجيل وأحببنا مشاركتكم به.
يقول الابنودي على لسان علي الحجار وعلى نفس لحن التتر
يا زمان ساعة ما تضحك
دمعي يملى حيفاني (جمع حُفنة).
والدنيا تضيق عليا
ويكرهني مكاني..
كل هذا ليس مشكلة.. المشكلة في البقية التي يقول فيها الحجار
مين يا زمان يطير بي
بعيد عن المباني
ومن الجبل ياخدني
يطلقني في المواني
وهو ما رأه المخرج مجدي أبو عميرة تفسير حرفي ومباشر لرحلة البطل البدري من الجبل للعمل في ميناء الاسكندرية
ويكمل الحجار
أروح بلاد بعيدة
ولا من شاف او رأني
وخاصمني يا زماني
وارجع صالحني تاني
نسيني اللي جرالي في العمر الاولاني.
لذا تم حزف هذا الجزء من الأغنية والاكتفاء بما تم عرضه، وعلى سلاسته على الآذن إلا أن به معاني صعبة.. نرصدها لكم في السطور التالية
قالوا علينا ديابة.. واحنا يا ناس غلابة.. في العامة المصرية يقولون على الذئب ديب.. وهي جملة على لسان البطل.. الذي لا يرى نفسه ديبا كما صورونه، ويطلب من المغنواتي أن يحكي قصته على الربابة.
ويبدأ في الحكى
الكل ليه حكاية
فيها عبرة وآية
لا تشوفها في القراية
ولا عرفتها الكتابة
هما اللي بيظلمونا
وهما اللي بيتهمونا
وقالوا يخافوا منا
وهما اللي يخوفونا
شبعان من الآسية (القسوة)
الدم يبقى مية (مياه)
ضاق الجبل عليا
أنا ديب ولا ضحية
ما ترد عليا يا آبا
انا في الغربة ساكن
والجرح في قلبي ماكن (متمكن)
حقي ضايع ولكن
بكرا يرجعلي يا أبا.
أما في تتر النهاية
وخاصمني يا زماني..
وارجع صالحنى تاني
نسيني اللي جرالي
في العمر الأولاني
وانت مزمزم قيودي (زمزم القيود معناه أحكم وثاقها.. اي ربطها جيدا).
وكرباجك كواني.
أما أغنية “ولا بد من يوم معلوم”، فكتبها الشاعر الابنودي لتعبر عن مورال المسلسل بعد تعثر إنهاء المسلسل كما كتبه مؤلفه واختصار حلقات المسلسل بنهاية ثانية بموت علوان أبو البكري، وقال مجدي أبو عميرة في حواره لي: “الابنودي انقذنا، قلتله عايز أغنية تعبر عن كل اللي حصل دا.. فكتب بمنتهى السلاسة.. ومهما كان اللي هشه.. الطير مسيره لعشه. أما اللي ظلمك يا أبايا.. وخلى ظلمك حكاية.. ندعو عليه بالهداية .. والرب موجود وعالم..
وأبيض على كل مظلوم
وأسود على كل ظالم
أقرأ أيضا
