تقاريرسلايد

“الجوهاتسو”.. هل أردت يومًا أن تختفي عن الحياة بإرادتك؟

كم سيكلفك الأمر؟

كتب – أحمد المرسي

يقول علماء النفس أن الإنسان يتعامل مع المواقف المهددة بثلاثة طرق يسمونها 3f وهي إما fight أو المواجهة، أو freeze أي التجمد، أو fly وهي الهرب، ومن رد الفعل الأخير نشأت الجوهاتسو.

والجوهاتسو هي ممارسة يابانية غريبة، وتعني Jouhatsu التبخر أو الاختفاء، وتعتمد على أن يختفي الشخص من حياته اليومية والأسرية بالكامل، ولا يصبح له وجود. دون أن يترك له أي أثر في الحياة.

انتشرت ممارسة الجوهاتسو في أماكن عديدة غير اليابان، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وألمانيا، وغيرها من الدول، ولكن يعود أصل الممارسة إلى الثقافة اليابانية.

خلفية ثقافية

لليابان تقاليد كثيرة ضاربة في جذورها بعمق التاريخ، فعلى سبيل المثال كان مقاتلي الساموراي يرون في الهزيمة في أحد المعارك عار. وأن الشخص الشريف لا يمكن أن يحتمل عاره، وكي يغسل هذا العار فهو يمارس “السيبوكو” أو “الهيراكاري” وهي عملية تعتمد أن يطعن الشخص نفسه بخنجر ويمزق أحشاءه حتى الموت بفتح بطنه!

ويعتبر الطرد في العمل على سبيل المثال في اليابان أمر مخزي، ولهذا ينتشر بينهم ما يسمى “كاروشي” أو العمل حتى الموت. فهم يصلون إلى الموت خوفًا من فقد وظيفتهم.

بناءًا على تلك الخلفية نشأت الجوهاتسو، وهي عملية يستطيع فيها الشخص أن يهرب من متاعبة الشخصية، دون أن يعرف عنه شيئًا. بل أن هناك منظمات خاصة ترعى ذلك. بل تحول الأمر إلى صناعة كاملة.

صناعة الجوهاتسو

لكي تستطيع الهرب من حياتك ستحتاج ولا شك إلى مساعدة، وتقدم العديد من الشركات اليابانية تلك المساعدة، فتقيم ما يسمى بـ “اليونجي يا” او “خطوات ليلية”، وهي مواقع إنترنت خاصة، يمكن للعميل بدفع 450 دولار فقط أن يحصل على خدماتهم، وتلك الخدمات تتوفر في إخفائهم عن الانظار والبعد عن الحياة السابقة، يرتفع ذلك السعر إذا كان على الشركة إخفاء الشخص من الدائنين، أو في حال وجود أطفال.

أرقام مرعبة

في البداية علينا أن نعرف أن الجوهاتسو هو أمر الشائن الحديث عنه، ومن غير المستحب ذلك، مثل الكلام عن الانتحار، وتقول التقديرات أنه يختفي في اليابان أكثر من 100 ألف شخص سنويًا، ولا يتم الإبلاغ عن جميع الحالات، في عام 2015 تم الإبلاغ عن 82 ألف شخص، تم العثور على 80 ألف منهم.

تنتشر تلك الظاهرة في بريطانيا بشكل كبير، حيث بلغ عدد المفقودين في نفس العام 300 ألف شخص. مع الوضع في الاعتبار أن سكان بريطانيا هم نصف سكان اليابان عددًا.

الحياة بعد الاختفاء

الحقيقة أن اختيار الناس للاختفاء يكون على أساس ظروف عديدة، فالعديد من الرجال يكونون متورطين في ديون كثيرًا، أو يعيشون في ضغوط اجتماعية كبيرة، وتعاني 25% من نساء اليابان من العنف الأسري، ويكون هذا أكبر دافع لهم للهروب، العديد من الأشخاص يهربون هربًا من تحمل مسؤولية أسرهم بعد أن تثقل كاهلهم، إلخ..

يعيش الأشخاص الهاربون على العمل في مهن وضيعة كغسل الصحون والتنظيف وغيرها، فيما يترك أهلهم بدون معرفة لمصير ذوييهم، وهو ما يترك أثار نفسية لا تمحى.

تنتهي في العادة حياة هؤلاء الأشخاص المتبخرون بالاكتئاب، ومن ثم الانتحار.

 

اقرأ أيضًا:

غدير الفهد صاحبة “مهر المليار يورو” تتعرض للطعن في رقبتها بفنلندا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!