تقاريرسلايد

عندما أبكى عبد الناصر رئيسة وزراء الهند إنديرا غاندي.. تعرف على السبب

كانت علاقة مصر بالهند علاقة قوية تاريخيا، يجمعنا المصير المشترك، محتل واحد، اقتصاد متشابه، حياة اجتماعية متشابهة، لكن العلاقة بين البلدين كانت في أوجها في فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر.

وجمعت الزعيم جمال عبدالناصر ورئيس الوزراء جواهر لال نهرو، علاقة صداقة قوية، أدت إلى إبرام معاهدة بين البلدين فى عام 1955، وتأسيس حركة عدم الانحياز الشهيرة التي كانت واحدة من اشهر الحركات السياسية، وتبادل الرؤساء الزيارات بين البلدين.

الرئيس جمال عبد الناصر في زيارته للهند

وزار عبد الناصر الهند في 29 مارس 1960، وكانت رئيس وزراء الهند وقتها أنديرا غاندي، ويظن الكثيرون انها ابنة المهاتما غاندي، وهي معلومة غير صحيحة، فهي ابنة جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند السابق وصديق عبد الناصر، بل وهي الطفلة الوحيدة لجواهر لال نهرو، وهي المرأة الوحيدة التي تولت منصب رئيس وزراء الهند وقد شغلته ثلاث فترات متتالية والفترة الرابعة، انتهت باغتيالها بيد أحد المعارضين السيخ المتطرفين، و ثاني امرأة تشغل منصب رئاسة الوزارة في العالم بعد سيريمافو باندرانايكا في سريلانكا.

تزوجت انديرا عام 1942م من فيروز خان والذي كان صحفيا، ثم غير اسمه لفيروز غاندي، ومنه اكتسبت لقب غاندي، حيث تُنسب الزوجة لزوجها في الهند، ومات زوجها عام 1960م بعدما أنجبت له صبيّين راجيف وسانجاي.

ورافقت انديرا عبد الناصر خلال رحلته، التي تضمنت الكثير من معالم الهند السياحية، وضريح الشيخ سالم والذي يعتز به المسلمون هناك، ومنصة الشطرنج، وتاج محل إحدى عجائب الدنيا السبع، وقتها وفي المؤتمر الصحفي، قال عبد الناصر: “أنا على استعداد لأن أبذل مساعى الحميدة، وأتوسط فى الخلاف بين الهند وباكستان حول مشكلة كشمير إذا طلبت منى الدولتان هذه الوساطة”، ودعا السيدة إنديرا غاندا لزيارة مصر.

وفي سنة 1963، كرر عبد الناصر الزيارة للهند، ووقتها حدثت واحدة من أشهر الصور التاريخية التي جمعت بين الرئيسين، حيث ظهرت إنديرا التي تعرف باسم المرأة الحديدية وهي تبكي وتضع أيديها، وسبب البكاء إن عبد الناصر، مال على إنديرا، وقال لها: “والدكي، جواهر لال نهرو كان زعيما عظيما، وتعلمت منه الكثير واستفدت من رؤاه بعيدة النظر، ولن انسى موقفه أثناء زيارته لمصر قبل عدوان 1956، لقد كان رجلا بمعني الكلمة، وإنتي تسيري على خطاه”.

Pin on الزعيم جمال عبد الناصر

تولت إنديرا رئاسة الحكومة سنة 1966، وكانت سيدة قوية واستطاعت الهند في وقتها أن تصبح قوى نووية، وخاضت سنة 1971، حربا ضد باكستان، وحققت أول نصر عليها، استمرت الأمور طيبة مع إنديرا حتى عام 1975، عندما أعلنت المحكمة العليا في مدينة الله آباد أن الانتخابات تعرّضت للتزوير، وأنّ رئيسة الوزراء يجب أن تستقيل.

إنديرا من جهتها، كانت تمهّد لولدها سانجاي غاندي ليكون وريثها في الحكم، ولذلك أعلنت حالة الطوارئ في الهند بدل أن تقدّم استقالتها، واعتقلت ألوف الخصوم السياسيين، وعلّقت الحقوق المدنية، وفرضت الرقابة على الصحف، وبدأت حكماً دكتاتورياً خالصا، وفي عام 1977م، شعرت إنديرا أن الحكم استقر لها ولعائلتها، فلم تشعر بالخوف من الدعوة إلى إجراء انتخابات عامة، وتجاهلت جميع الفضائح التي أحاطت بها، وبخاصة برامجها لإجبار الرجال على التعقيم ضمن خطة لتخفيض النسل في الهند، لكن خسرت إنديرا الانتخابات، وفاز حزب جاناتا، وقام رئيس الوزراء الجديد بإلغاء حالة الطوارىء، ثم تنحّى عام 1980م، وعادت أنديرا لتصبح رئيسة الوزراء من جديد.

وفي 23 يونيو 1980، وقع حادث مفجع لولدها سانجاي، عندما سقطت طائرته التي كان يمارس بها هواية التحليق والطيران، وهو الذي كانت تعده ليخلفها في الحكم، وكانت ضربة قاسية لأحلام أنديرا في الاستمرار والبقاء على كرسي الحكم، هي ونسلها، أما مانيكا أرملة سانجاي، فلم تحب حماتها إنديرا، وشكّلت حزب معارضة خاص بها، وكانت الحرب بينهم أشبه بالحرب بين سمية الخشاب وفيفي عبده في مسلسل “كيد النسا” (مانيكا هي أول رئيسة وزراء لتنمية المرأة والطفل الهندي تحت حكومة رئيس الوزراء ناريندا مودي، ناشطة لحقوق الحيوان، مناصرة لحماية البيئة، وهي أرملة السياسي الهندي السابق، سانجاي غاندي. وأصبحت وزيرة لأربع حكومات. و كتبت العديد من الكتب في مجالات، القانون، والرفق بالحيوان)

لم تستسلم انديرا، بل وجعلت من ابنها راجيف والذي لم يكن يملك مؤهلات الحكم والسلطة يحتلّ مقعداً في البرلمان الهندي، ويحل محلّ أخيه القتيل في اللجنة التنفيذية لحزب المؤتمر الحاكم، ولم تكن تعرف إنديرا إنها ستموت بهذه الطريقة.

وفاة إنديرا

في الساعة التاسعة من صباح يوم الأربعاء الموافق 31 أكتوبر سنة 1984م، كانت إنديرا خارجة من منزلها متجهة إلى مقر عملها سيراً على الأقدام حيث كان ينتظرها فريق تصوير تلفزيوني بريطاني في مكتب الوزارة، وسار خلفها عدد من رجال الحرس.

وفي نهاية الممر كان يقف اثنان من الحراس من السيخ. وما أن وصلت أنديرا قريباً منهما حتى أطلق أحدهما النار من مسدسه فأصابها بثلاث طلقات في بطنها، ثم قام الثاني بإطلاق النار من بندقيته الأوتوماتيكية، فأفرغ 30 طلقة، فأصيبت بسبع رصاصات في البطن، وثلاث في صدرها، وواحدة في قلبها، حاول الحراس إمساك القاتلين، فقال أحدهم: “لقد فعلت ما أردت فعله… إفعلوا ما تريدون الآن”.

انديرا غاندي - الذكرى المئوية [الأرشيف] - الشبكة الليبرالية الحرة

هرعت السيارة بجسد إنديرا إلى مستشفى معهد عموم الهند للعلوم الطبية، واجتمع 12 طبيباً حول الجثة، وكانت ميتة قبل وصولها المستشفى، لكن الفريق الطبي خاف من إعلان وفاتها، فنقلوا الدم إلى الجثة الهامدة، فأفرغوا 88 زجاجة دم، واستخرجوا سبع طلقات من جسمها، وفي النهاية اضطروا إلى إعلان وفاتها بشكل رسمي في 31 من شهر أكتوبر من عام 1984م.

«زي النهارده» 21 مايو 1991.. اغتيال رئيس وزراء الهند راجيف غاندي | المصري  اليوم

وعاد ولدها راجيف بالطائرة من كالكوتا ليسمع خبر الموت، وفي اليوم ذاته، اختاره حزب أمّه ليصبح رئيساً للوزراء بدلاً عنها، فأصبح ثالث شخص في عائلة نهرو يحتل منصب رئيس وزراء الهند، واستقال في 2 ديسمبر عام 1989 بعد هزيمته في الانتخابات العامة، وكان أصبح أصغر رئيس وزراء للهند عندما تولى السلطة (في سن ال 40)، ومات في انفجار في 21 مايو 1991.

أقرأ أيضا

حكاية صورة.. عندما قتل إيفان الرهيب ابنه؟

لماذا تلد الأمهات على ظهورهن.. رغم أنها ليست الطريقة الصحيحة للولادة!

“كان كالأفلام”.. قصة الزواج الثاني لهشام سليم

وصية حسن عابدين وحوّل القصري وأمنية شادية.. حكاية 22 صورة نادرة

ندمت بسبب الخادمة ورفضت الزواج من الفنانين.. حكاية منيرة سنبل بطلة شارع الحب

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!