تقاريرسلايد

أغنوديس.. قصة امرأة تنكرت في زي الرجال لتنقذ نساء العالم

عقوبة الطب الإعدام

إلى اليوم يعتبر البعض عمل النساء في مهن بعينها مشكلة اجتماعية كبيرة. وبغض النظر أن هذا لم يكن يومًا من ضمن تعاليم الإسلام أو أي دين آخر. إلا أن هذا لا زال سائدًا. وخاصة في مهنة الطب. والتي كانت تعمل بها الشفاء عبد الله. وهي صحابية جليلة كانت تداوي المسلمين في المعارك.

ولكن جذور تلك الأفكار ممتد بجذوره إلى التاريخ. إلى عصور قديمة. وترجع أول تلك القصص إلى العصر اليوناني. عندما ظهرت “أغنوديس”. أول طبيبة في آثينا.

ولع مبكر

ولدت أغنوديس لعائلة ثرية في آثنيا. وقد رأت في حياتها الكثير من النساء يلقين حتفهن أثناء عملية الولادة. والتي كانت أمرًا صعبًا منذ قديم الزمان. وزاد اهتمامها بالطب. رويدًا رويدًا. وكان ذلك بسبب عدم قبول النساء لدراسة مجال الطب والتوليد. وقد كانت دراسة الطب في زمن أبقراط “أب الطب”  أمرًأ مقبولًا. ولكن بعد ذلك تغير الأمر وتم منعه على مستوى واسع. بل أصبح عقوبة من تدرس الطب من النساء الإعدام!.

التنكر

بسبب ذلك الوضع المزري. حاولت أغنوديس مطاردة شغفها. حيث أنها في النهاية قامت بالتنكر في زي رجل. من أجل الدراسة. ثم سافرت لتطارد شغفها حتى الإسكندرية. والتي كانت عاصمة الطب في العالم القديم. فدرست هناك على أيدي أطباء عظام. وعرفت المهنة بشكل كبير. فاستطاعت أن تلعب دور مهم في الوسط الطبي.

تتلمذت أغنوديس على يد هيرافيلوس الجراح الكبير و”أبي علم التشريح” كما عرف فيما بعد. وبعد أن أتمت دراستها عادت أغنوديس لتمارس ما تعلمته في أثنيا. وكانت لا تزال تتنكر في زي رجل. وقد ذاع صيتها بعد ذلك بين النساء اللواتي كن يطلبن عونها.

ولادة في الطريق العام

كسبت أغنوديس مرضى أثينا. وفي الوقت نفسه غضب الكثير من الأطباء الذين كانت تنافسهم. فأذاعوا انها كانت تقوم بإغوائهن. وأن النسوة يتمارضن ليحظين بلقاءها. باعتبارها رجل. وجاءت الفرصة عندما تم اكتشاف حقيقتها.

حيث تقول القصة التي رواها  غايوس جوليوس هيجينوس أنها كانت مرة في أحد الأسواق. وفوجئت امرأة في السوق بالمخاض. وعندما حاولت أغنديوس الاقتراب منها رفضت باعتباره رجل. مما دعاها إلى ان تخلع عنها ثياب الرجال وتكشف عن هويتها من أجل أن تنقذها. وقد فعلت ذلك بالفعل. ولكن كان قد انتشر الخبر في كل آثينا. مما تسبب في محاكمتها.

طيف الإعدام

فور أن عرضت أغنوديس للمحاكمة. حكم القضاة عليها بالإعدام. لأنها انتهكت قوانين أثنيا. وقوانين ممارسة الطب. ولكن بعد ذلك حدث ما لم يكن متوقع. حيث قامت النسوة في أثينا بالثورة ضد القضاة. بل وبدأت زوجات القضاة أنفسهن في الضغط على رجالهن من أجل الإعفاء عنها. وبناء على ذلك قرر القضاة اليونانيون العفو عن أغنوديس. وتغيير القوانين المعمول بها. والسماح للنساء بممارسة مهنة الطب.

كانت قصة أغنديوس قصة ملهمة بعد ذلك. وقد تغير مفهوم دراسة الطب بعد ذلك طوال التاريخ بسببها. وقد استخدمت القابلات في القرن السابع عشر قصتها للدفاع عن أنفسهن في مواجهة تسلط الرجال. وتحولت في النهاية لرمز للطبيبات.

 

اقرأ أيضًا:

مارجريت فهمي.. قضية مقتل الأمير الشرقي على يد ابنة السائق الفرنسية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!