الفنتقاريرسلايد

بيتي ووترز.. السيدة التي ظلت 18 عاما تحاول إثبات براءة شقيقها

 

“ياما في الحبس مظاليم”.

هذا المثل الذي سمعناه كثيرا ينطبق على كيني ووترز الذي سُجن في قضية قتل لتحكم عليه المحكمة بالسجن مدى الحياة، كل الأدلة التي قدمتها النيابة تثبت إدانة كيني ووترز، ولم يصدق أحد برائته، لكن  واحدة فقط كانت تصدق أخته، لكن ما بيدها أن تفعل؟ وهو مجرد نادلة ومطلقة ولم تكمل تعليمها الثانوي حتى، ولم تملك المال لكي تستأحر محامي للدفاع عنه.

Betty Anne Waters inspired “Conviction,” a film opening on Friday and starring Hilary Swank.

في 21 مايو 1980 ، قُتلت كاثرينا ريتز برو بوحشية في منزلها في ماساتشوستس، لتكتشف الشرطة جثتها في الساعة 10:45 صباحًا مع عدة طعنات وبقع دم في كل مكان، وكانت أموالها ومقتنياتها مفقودة، الأمر الذي جعل الشرطة تعتقد أن القتل تم بداعي السرقة.

عثر المحققون المكلفون بالقضية على عدة بصمات شعر وبصمات لا تخص الضحية.، وتم العثور على سكين بها دم في سلة المهملات، وجدث الشرطة الجثة، وآداة الجريمة، والدافع من وراء الجريمة، لكن من القاتل؟

ترك ووترز المدرسة الثانوية قبل عام من الموعد المحدد لإنهاء دراسته، وبدأ العمل بدوام جزئي في مطعم ، لكنه عاد إلى آير لرعاية جده، وأثناء وجوده هناك،حدثت جريمة القتل، استدعته الشرطة للاستجواب على الفور، بسبب سجله الإجرامي (كان له سجل اجرامي يتمثل في أعمال عنف، والتعدي على ضابط شرطة)، كان لكيني سبب مقنع يجعله شخص غير مشكوك فيه أمام المحكمة: لقد عمل طوال الليل في مطعم محلي، وذهب مباشرة إلى المحكمة في الصباح، لمواجهة اتهامات بالاعتداء على ضابط شرطة، لذلك لم يكن كيني مشتبهًا به أبدًا، ومع ذلك تم أخذ بصمات أصابعه، ثم تم فحصه بحثًا عن أي جروح وعلامات وبقع دم قد تربطه بجريمة القتل، فأطلقت الشرطة سراحه مباشرة، لكن كان أمام الشرطة سؤالا ملحا، من يكون القاتل؟

لكن بعد مرور عامين ونصف من وقوع الجريمة، فجأة، ألقت الشرطة القبض على كيني ووجهت إليه تهمة القتل، لشهادة اثنين قالوا إن كيني اعترف لهما بقتل الضحية وسرقتها.

وقتها فكرت الأسرة في الاستعانة بمحامي دفاع خاص، لكن الدفعة الأولى وحدها كانت ستكلف 50 ألف دولار، فقال كيني: “من فضلكم، لا تفعل ذلك، لأنه سيكون مجرد إهدار مال – كل الأدلة تظهر أنني بريء،” لذلك لم يفعلوا”.

كان كينيث أو “كيني” يعيش صديقته بريندا مارش، وكان منزلهما بجوار الضحية، وكانت الضحية تتردد عليهما في المطعم، وكان هناك معرفة بينهم،. وقال الموظفون والعاملون في المطعم إن الناس يعرفون أن الضحية احتفظت بمبالغ كبيرة من المال في منزلها.

ففي أكتوبر 1982 ، اتصل روبرت أوزبورن بالشرطة وأقنعها بأن كيني ووترز اعترف بالجريمة الشنيعة التي ارتكبت ضد بريندا بعد عودته إلى المنزل بخدش عميق في وجهه، بهذه المعلومات فقط ، اعتقلت الشرطة كيني ووترز.

بدأت المحاكمة في مايو عام 1983، واعتمدت المحكمة على مجرد شهادات عدة شهود، منهم صديقة كيني التي قالت إن صديقها كيني اعترف لها بالقتل واعترف بالسرقة أيضا، وخلال هذا الوقت ، لم يكن الطب الشرعي متقدمًا كما هو الحال اليوم. واختبار الحمض النووي لم يكن متاحا بعد. وكان من الصعب إثبات براءته، فأدين بجريمة لم يرتكبها، لذا، في مايو 1983، عندما كان عمره 29 عامًا، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة دون الإفراج المشروط.

دور الأخت

قدم كيني ووترز عدة نداءات لإعادة محكمته من عام 1983 حتى عام 1999 ، ولكن دون جدوى، لم تجد الأخت بيتي آن ووترز، أي شخص يصدق شقيقها، فقررت هي العمل على إخراجه من السجن في حبكة أقرب لحبكة مسلسل بريزون بريك، لكنها سلكت الطريقة القانونية.

لم تفقد بيتي الثقة في براءة شقيقها، لكن شقيقها كان يفقد الثقة. في حالة من اليأس، حاول كيني أن يقتل نفسه. فشلت المحاولة، لكنه قال لها عبر الهاتف من السجن: “بيتي آن، لا أستطيع أن أعيش بقية حياتي في السجن. لا أستطيع فعل ذلك، أنا أموت كل يوم”، ثم قال لها، “بيتي آن، إذا عدت إلى المدرسة، وأصبحت المحامي الخاص بي، أعلم أنك ستخرجيني من هنا. لا يهمني كم من الوقت سيستغرق الأمر”، فوافقت على الصفقة بشرط ألا يحاول الانتحار، طوال فترة عملها على القضية.

فبجانب رعاية أطفالها، وعملها كنادلة، قررت إكمال تعليمها، والالتحاق بكلية الحقوق وتولي زمام الأمور بنفسها، ولم تستسلم أبدًا لكيني وكانت عازمة على إطلاق سراحه، حصلت بيتي، على شهادتها الجامعية الأولى عندما تركها زوجها، متذمرًا من أنها تحب شقيقها أكثر مما تحبه، وبعد سنوات قليلة، اختار ابناها الذهاب والعيش مع والدهما، مما أدى إلى إصابتها باكتئاب شديد، تقول: “كان هذا أسوأ وقت في حياتي”.

في كلية الحقوق، درست بحثًا عن الحمض النووي، وقرأت عن مشروع البراءة، وهي منظمة أنشأها المحامي باري شيك لمطالبة المحاكم بإعادة النظر في القضايا باستخدام أدلة الحمض النووي، وفي عام 1999 ، تمكنت بيتي آن من الحصول على أمر من المحكمة للحصول على دليل الدم وإرساله لاختبار الحمض النووي، والذي كان متاحًا في هذا الوقت.

 

ولكن ما أثار استياء ووترز، رفض شقيقها كيني إجراء اختبار الحمض النووي، توضح شقيقته أسبابه: “لم يكن يفهم الحمض النووي، وكان لا يزال جديدا، وكان يخشى أن يزرعوا أدلة تثبت أنه مذنب بينما لم يكن هو كذلك”، لكن في النهاية أقنعته بأهمية خضوعه لاختبار الحمض النووي.

وأظهرت نتائج اختبار الحمض النووي أن أيا من الأدلة التي تم العثور عليها في مكان الحادث لم تكن لكيني، كان الأمر بمثابة الصدمة للمحكمة، فتم الإفراج عن كيني في 15 مارس 2001 بعد أن قضى من عقوبته 18 عامًا و 5 أشهر و 3 أيام، لم يصدقه فيهما أحد سوى شقيقته.

 خرج كيني، وكانت قصتهما على لسان كل شخص، وحكاية الفتاة التي ظلت 18 عام تحاول إثبات براءة شقيقها وظهرا في  برنامج أوبرا وينفري الشهير، لكن لسوء الحظ، توفي كيني ووترز بعد ستة أشهر من إطلاق سراحه بسبب إصابة في الرأس، حيث كان كيني يتناول العشاء مع والدته وشقيقه، عندما قرر الذهاب إلى المنزل لمعرفة ما إذا كان أبناء وبنات إخوته يريدون منه إحضار بعض الطعام إلى المنزل، لكنه سلك طريقًا مختصرًا فوق السياج، وتعثر وسقط من ارتفاع 15 قدمًا على الخرسانة، وبعد ثلاثة عشر يومًا في المستشفى، توفي ووترز.

رفعت بيتي آن ووترز دعوى فيدرالية ضد ضباط شرطة آير: فيليب كونورز ونانسي تايلور هاريس لاعتقال شقيقها ظلماً، وفي سبتمبر 2009 ، قضت المحكمة بتعويضات لعائلة ووترز بلغت 6 مليون و729 ألف دولار  كتعويض عن المدة التي قضاها شقيقها في السجن ، ومليون دولار عن أي إصابات وأمراض ألحقت به خلال فترة تواجده في السجن.

لقطة من الفيلم

ولم تمارس ووترز مهنة المحاماة مرة أخرى، رغم شهرتها الفائقة، وتقول إن العملاء يتصلون بها طوال الوقت ويطلبون منها تمثيلهم أمام المحاكم، لكنها تقول لا دائمًا. لكنها فقط تقوم ببعض الأعمال التطوعية لصالح مشروع البراءة.

undefined

وحتى عندما تم تحويل قصة حياتها كفيلم حمل اسم Conviction في سنة 2010، من بطولة هيلاري سوانك، ظهر بعض أفراد العائلة في الفيلم، لكنها رفضت الظهور في الفيلم.

 

أقرأ أيضا

بعد ظهوره في “معكم”.. بائع الحليب الذي أصبح أشهر قضاة العالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!