تقاريرسلايد

“شهادة نيرة”.. شهادة زور صنعت حرب الخليج

الضوء الأخضر لعاصفة الصحراء

كتب – أحمد المرسي

في العام 1990 اقتحم الجيش العراقي الكويت، بأمر من صدام حسين، الذي اعتبر الكويت ولاية عراقية جديدة، وبعد شهور قليلة، دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب، بالتحالف مع 34 دولة، كان من بينهم مصر..

أطلق على تلك العملية اسم “عاصفة الصحراء”.

انتهت عاصفة الصحراء رسميًا في 28 فبراير 1991 بطرد العراق من الكويت وانسحاب قواتها، ومن ثم توقيع عقوبات قاسية على بغداد ظلت تسدد فيها سنوات طويلة.

الحقيقة أن غزو العراق للكويت بدأ في شهر أغسطس 1990، ولكن دخول الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحرب لم يتم حسمه إلا في 10 أكتوبر، وبسبب فتاة كويتية تدعى نيرة، تبلغ من العمر 16 عامًا فقط!

شهادة أمام الكونجرس

بعد غزو العراق، تشكلت في الولايات المتحدة الأمريكية منظمة سمت نفسها “مواطنون من أجل الكويت الحرة”، استعانت تلك المنظمة بشركة للعلاقات العامة تدعى “هيل ونولتون”، من أجل تسهيل أعمالها في أمريكا.

في 10 أكتوبر رتبت هيل ونولتون جلسة لضحايا الغزو الكويتي أمام الكونجرس الأمريكي. ومن بين هؤلاء قامت فتاة تدعى  نيرة بإلقاء خطبة مدتها 4 دقائق، قالت فيها:

«تطوعت في مستشفى العدان مع اثنتي عشرة امرأة أخرى أرادت المساعدة أيضا. كنت أصغر المتطوعات. كانت النساء الأخريات من العشرين إلى الثلاثين من العمر. بينما كنت هناك رأيت الجنود العراقيين يدخلون المستشفى ببنادق. أخذوا الأطفال من الحاضنات، أخذوا الحاضنات وتركوا الأطفال يموتون في الطابق البارد (ثم انهارت في البكاء) كان مرعبا.»
لم تحدد نيرة عدد الأطفال، ولكن حددتها الأوراق التي تم توزيعها في المجلس بكونهم 15 طفلًا.
وزع الشهادة شركة علاقات عامة أمريكية استعانت بها الحكومة الكويتية من أجل إقناع الرأي العام الأمريكي بالنظر بعين العطف للكويت، وبدأ ما سمي فيما بعد “عملية عاصفة الصحراء”. من أجل تحرير الكويت.
تسبب خطاب نيرة في حالة من التعاطف الشديد في الشارع الأمريكي، حيث قامت شركة “هيل ونولتون” بتصوير الجلسات، وإرسالها إلى 700 محطة تلفزيونية في الولايات المتحدة الأمريكية. حيث شاهدها ما بين 35: 53 مليون أمريكي.

ما بعد الشهادة

دفعت منظمات حقوق الإنسان مجلس الشيوخ الأمريكي لسرعة التدخل،بعد تقارير تقول أن العراقيون يقومون بإخلاء المرضى من المستشفيات، ويقومون بشحن المستلزمات الطبية إلى بغداد.
أعلن العراق أن تلك الأحداث لم تحدث، وأنه لم يتم أخذ أي أجهزة طبية من المستشفيات الكويتية أو إخلاء أي من الممرضين أو الممرضات أو الأطباء أو المرضى.
 قال وزير الإعلام العراقي لطيف نصيف الجاسم لوكالة الأنباء العراقية: «الآن أنت يا بوش تستخدم ما قاله لك الشيخ جابر لجعل الكونغرس يصدق على الميزانية التي هي باللون الأحمر بسبب سياساتك..إنكم بصفتكم رئيسا لقوة عظمى يجب أن تزن الكلمات بدقة ولا تعمل كمهرج يكرر ما يقال له».
وقال رئيس قسم الصحة الكويتي في العراق عبد الرحمن محمد العجيلي في بغداد أن: «بغداد أرسلت ألف طبيب والعديد ممن يمتهنون مهن في مجال الطب للمساعدة في إدارة 14 مستشفى ومركزا صحيا في الكويت بعد الغزو».

الشهادة زور

اقتحمت الولايات المتحدة الأمريكية الكويت لطرد الجيش العراقي، ولكن بعد الحرب، تم التحقيق في شهادة نيرة وكانت المفاجأة.

أسفرت تحقيقات “إي بي سي نيوز” أن نيرة هي ابنة سعود الناصر الصباح السفير الكويتي في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي من عائلة الصباح، العائلة الحاكمة في الكويت.

وعرف الكونجرس أن شركة هيل ونولتون على علم بهوية نيرة الحقيقة، وأن نيرة قد تلقت تدريب من أجل تمثيل تلك الشهادة بهذا التأثر أمام الكونجرس أكثر من مرة.

وأكدت التحقيقات أن وفاة الاطفال والمرضى في المستشفيات كانت بسبب هروب الممرضات والأطباء عندما علموا بدخول الجيش العراقي إلى الكويت، فهربوا مع من هرب، تاركين مسؤوليتهم.

 

أقرأ أيضًا:

لغز اختفاء جثة صدام حسين!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!